شُحّ المياه: تحدٍ أمام التنمية المستدامة في المنطقة العربية

الملاحظات الافتتاحية من تيد شيبان، المدير الإقليمي لليونيسف عن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

صباح الخير

أصحاب السعادة،

معالي السيد عيسى بن هلال الكواري، المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء،

الدكتور جمال الدين جاب الله، جامعة الدول العربية،

الممثل الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا (الفاو)، السيد عبد الحكيم الواعر،

أصحاب السعادة، السفراء ورؤساء البعثات،

أصحاب السعادة، كبار المسؤولين الحكوميين،

الزملاء من المنظمات الدولية والمؤسسات الأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص،

الضيوف الكرام، السيدات والسادة،

يسعدني جداً افتتاح الاجتماع رفيع المستوى حول شح المياه: وهو تحدي أمام التنمية المستدامة في المنطقة. ما كان لهذا الحدث أن يقام لولا الدعم المهم من جامعة الدول العربية.

الماء هو الحياة: بدون الماء لا يمكن البقاء.

حسب منظمة الصحة العالمية واليونيسف، في عام 2020، وصل عدد الأشخاص الذين لا يستطيعون الوصول إلى خدمات مياه الشرب الأساسية في المنطقة إلى أكثر من 47 مليون شخص.

المنطقة هي أكثر مناطق العالم شحاً في المياه في العالم: فيها 10 دول من الأكثر ارتفاعاً في الإجهاد المائي في العالم. يعيش حوالي تسعة من بين 10 أطفال في المنطقة في أماكن تعاني من إجهاداً مائياً مرتفعاً أو مرتفعاً جدًا.

تتأثر حقوق الأطفال بشكل خاص من شح المياه، ويعاني الأطفال الأكثر. تتعرض حياة ومستقبل الفتيات والفتيان للخطر. يتعرض الأطفال لأمراض الإسهال وسوء التغذية وانخفاض معدل الالتحاق بالمدرسة.

نحن مسؤولون عن حماية الأطفال من زيادة سوء أزمة المياه في جميع أنحاء المنطقة، من أجل بناء أنظمة قادرة على الصمود.

لقد حان الوقت للعمل!

يشكل تراجع مصادر المياه وتغير المناخ تهديدا خطيرا لبلدان المنطقة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ودعم حق الإنسان الأساسي في الحصول على المياه. لقد أصبح تحدي شح المياه في المنطقة الآن أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.

وكما نعرف، فإن مجموعة معقدة من العوامل تؤثر على شح المياه في المنطقة، من ضمنها تغير المناخ والتصحّر والنمو السكاني والاستخراج غير المستدام للمياه ومشاكل الحوكمة وتدهور البنية التحتية وتحديات المياه العابرة للحدود.

إننا بحاجة إلى العمل معاً بشكل جماعي لمعالجة هذه العوامل من خلال الإجراءات الرئيسية التالية:

 أولاً: خلق بيئة متينة مع سياسات وطنية قوية وأنظمة تعالج شح المياه بشكل مباشر، بما في ذلك إدارة المياه العابرة للحدود.

ثانياً: العمل مع المجتمع المدني، وخاصة الشباب من أجل التغيير، على موضوع قيمة المياه والحفاظ عليها.

ثالثاً: دمج شح المياه في السياسات والتمويل المتعلقين بالمناخ.

رابعاً: إنشاء مجموعات تنسيق رفيعة المستوى متعددة القطاعات بين الوزارات الرئيسية (مثل المياه والزراعة والطاقة والمالية) لدعم تطوير ومراجعة السياسات.

خامساً وأخيراً: دعم بناء قدرات الجهات الفاعلة الرئيسية في قطاع المياه، مثل هيئات التنظيم والقطاع الخاص والمرافق الوطنية للمياه لتحديث البنية التحتية القديمة، والحد من هدر المياه وتطوير خطط تشغيل وصيانة مستدامة صديقة للمناخ، وإنشاء خطط مستدامة وأنظمة تعرفة مناسبة للعائلات الفقيرة.

اليونيسف مستعدة لدعم العمل في مجال شح المياه، وسوف يساهم اجتماعنا اليوم في توجيه عملنا.

أتمنى لكم يوماً مثمراً، وأتطلع إلى الاستماع إلى النتائج والتوصيات التي ستعرض غدا على المجلس الوزاري العربي للمياه.

شكراً

###