الشباب والعمل المناخي
تطلعات لجعل مجتمعهم أخضرا
- متوفر بـ:
- English
- العربية
البصرة، العراق، 5 تشرين الثاني 2022 - فاطمة ، التي تبلغ من العمر 22 عامًا، طالبة في قسم المالية في المرحلة الثالثة في جامعة البصرة .
تتذكر فاطمة اليوم الذي دعت خلاله وزارة الشباب والرياضة، بشراكة مع اليونيسف، إلى ترشيحات الشباب للمشاركة في برنامج تدريبي في مجال البحث التشاركي.
تتذكر فاطمة قائلة: "عام 2018 ، تلقيت رسالة عبر الواتساب من وزارة الشباب والرياضة تدعو للمشاركة في دورة تدريبية، فتقدمت بطلب للالتحاق بها، وكنت سعيدة جدًا لأنني قُبلت في التدريب."
كانت فاطمة جزءًا من مجموعة مكونة من 36 شابًا من البصرة شاركوا في التدريب على بحث العمل التشاركي.

وتستذكر فاطمة ذلك: "لقد استمتعت بالتدريب فعلا. وكانت الجلسة التي أحببتها أكثر من غيرها هي شجرة المشكلات."إن بحث العمل التشاركي للشباب هو عبارة عن نهج مبتكر لإشراك الشباب، من خلال السماح لهم باستكشاف القضايا التي تؤثر على المجتمع من منظارهم واتخاذ إجراءات تصحيحية. وبتوجيه من وزارة الشباب والرياضة ، أصبح الشباب يتولون مسؤولية جمع المعلومات، فضلا عن الإبلاغ، واتخاذ تلك الإجراءات التصحيحية.
وبعد التدريب، حددت فاطمة مجموعة من أربعة متدربين آخرين، وتولت قيادة البحث المتعلق بالافتقار إلى مشاركة الشباب في البصرة. حيث قالت فاطمة: "أظهر بحثنا أن معظم الشباب ليست لديهم مشاركات في مجتمعاتهم نتيجة للأعراف الاجتماعية، وقلة وعي الآباء بأهمية مشاركة الشباب". وأضافت: "إن الفتيات هن الأكثر تأثرًا بهذا."

في البصرة، لا تسمح العديد من العائلات للفتيات بمغادرة البيت، والمشاركة في الأنشطة المجتمعية. فاطمة هي الفتاة الوحيدة لأسرتها. لديها ثلاثة إخوة، اثنان أكبر منها، هما أحمد ومحمد، أما عبد الله فهو أصغر منها. "والدي إبراهيم رحمه الله هو قدوتي". والقول لفاطمة، "حيث كان يشجعني دائمًا على المشاركة في مجتمعي. نحن بحاجة إلى تغيير هذه العقلية من خلال إشراك المزيد من الفتيات الصغيرات لكي ينخرطن في الأنشطة المجتمعية."
بتمويل من الاتحاد الأوروبي، وكجزء من أبحاث العمل التشاركي للشباب، أجرت اليونيسف تدريباً حول تأثير ندرة المياه والتغير المناخي العام الماضي. وخلال التدريب، التقت فاطمة بعبد العليم، وهو شاب يبلغ من العمر 22 عامًا وقد شارك أيضا في التدريب ذاته.

تخرج عبد العليم للتو من جامعة البصرة، حيث حصل مؤخرا على درجة البكالوريوس في هندسة تكنولوجيا المعلومات.
وبعد الانتهاء من البرنامج التدريبي الذي استغرق خمسة أيام، قاد كل من فاطمة وعبد العليم فريقين مختلفين يتكون كل منهما من أربعة أعضاء. أجرى كل فريق بحثًا تشاركيًا حول ندرة المياه والتغير المناخي في البصرة. تقول فاطمة: "لقد تأكدت من أننا فريق متوازن من حيث النوع الاجتماعي، حيث يتكون من شابتين وشابين, لقد قدت الفريق، وتأكدت من إكمال جميع المهام الموكلة إلينا في الوقت المحدد."
وكما هو الحال في العديد من دول الشرق الأوسط ، يواجه العراق العديد من التحديات المتعلقة بالتغير المناخي، بما في ذلك ندرة المياه ودرجات الحرارة المتطرفة. إذ يصنف مؤشر مخاطر المناخ لدى الأطفال (CCRI) العراق في المرتبة الحادية والستين من بين 163 دولة، وفي المرتبة الثانية والأربعين من بين أكثر البلدان تضررا من ندرة المياه في العالم.
قال عبد العليم: "لقد أراني والدي صورا قديمة للبصرة وحقولها الخضراء. الآن ، مع تناقص الموارد المائية الناجم عن التغير المناخي، أصبحت الحقول صفراء جافة."

أظهر البحث الذي قاده كل من فاطمة وعبد العليم أن مجتمع البصرة بشكل عام، والشباب على وجه الخصوص، يفتقرون إلى الوعي بشأن شحة المياه، وتأثير التغير المناخي على سبل عيشهم.
يقول عبد العليم: "أظهرت النتائج الرئيسية لبحثنا أن الشباب لا يقومون بأي فعل أو اجراء لترشيد استهلاك المياه حيثما أمكن ذلك. كما أنهم لا يعرفون الكثير عن التغير المناخي."
بعد النتائج، بدأت فاطمة وعبد العليم ببعض الإجراءات للحفاظ على مجتمعهم. وشمل ذلك رفع الوعي بين أقرانهم بشأن أهمية الاستخدام الأمثل للمياه، وكيفية الحفاظ على البيئة في حياتهم اليومية.
بالنسبة إلى عبد العليم، فإن حقول البصرة الجافة والتدريب لم تلهمه إجراء هذا البحث فحسب، بل قادته أيضًا إلى تولي وظيفة في محطة مياه البصرة. "لقد ألهمني البحث الذي أجريته حول العمل في الشأن المناخي وندرة المياه لتولي وظيفة في محطة المياه في البصرة. أطمح إلى اكمال دراستي وارجاع البصرة إلى ما كانت عليه من قبل - مكان أكثر خضرة وصحة للعيش."
