مشروع متطوعات التغذية الصحية المجتمعية بالضالع
تحولات ملهمة إلى الأمل، وحياة جديدة للأطفال الأشد فقراً..
- English
- العربية
يواجه السكان في الضالع الكثير من الصعوبات الإنسانية، حيث يعانون من سوء التغذية والأمراض ونقص الرعاية الصحية، نتيجة الحرب التي تشهدها البلاد. وفي هذا السياق تقول نجود سعد، 25 سنه، وام لثلاثة اطفال "المعيشة عندنا صعبة، لا نجد ما نأكله، الجوع والمرض منتشرين هنا، وأغلب الأطفال والأمهات يعانوا من سوء التغذية، نعتمد على المساعدات المقدمة من المنظمات، وهذا الشيء يهون علينا الوضع قليلاً"، وفي ظل هذه الأوضاع، يأتي مشروع متطوعي التغذية الصحية المجتمعية والذي تنفذه اليونيسف وتموله الحكومة اليابانية لتحسين الوضع الصحي للسكان في المنطقة.
تقول رغدة أحمد يحيى، وهي إحدى المتطوعات العاملات في مخيم الأمن المركزي بمديرية قعطبة، إلى أن الأسر في المخيمات تواجه تحديات كبيرة، ولا سيما فيما يتعلق بالحصول على الغذاء الصحي، والمواد الخاصة بالنظافة الصحية. وتشير إلى أن بعض الأسر ليس لديها الوعي بالمواضيع المتعلقة بالصحة فتقول: "بعض الآباء والأمهات يتهاونون في إحضار أطفالهم إلى المركز الصحي، وذلك بحجة أن عبوات التغذية التي يتلقونها في المركز الصحي ليست كافية، غير مدركين أن هذا يشكل خطراً على صحة وحياة أطفالهم". ومن خلال دورها كمتطوعة صحية، تعمل رغدة على توعية الأهالي بأهمية العناية بصحة أطفالهم وتقوم بتشجيعهم على إحضارهم إلى المركز الصحي.

تقوم المتطوعات في الميدان بمشاركة الأسر المحتاجة معلومات حول الأمور الصحية والتغذوية الأساسية، ويعملن على توعية الأمهات الحوامل والمرضعات حول أهمية النظافة الشخصية والرضاعة الطبيعية، بالإضافة لتقييم حالة الاطفال من خلال المعاينة والقياسات، ليتم بعد ذلك تحويل الحالات التي تعاني من سوء التغذية الحاد إلى المركز الصحي لتقديم الرعاية اللازمة لهم. تقول نجود سعد: "عندما أصيب طفلي بسوء التغذية، زارتني المتطوعة، وعلمتني أشياء كثيرة عن النظافة الشخصية لي ولأطفالي، وحدثتني عن الرضاعة الطبيعية وأهميتها، بالإضافة لكيفية الاعتناء بأطفالي وبغذائهم، بعد ذلك قامت بفحص طفلي ثم أخذت قياساته، و قامت بإحالته الى المركز الصحي بالمستشفى".

يتميز المشروع بالتعاون الفاعل بين المجتمع المحلي والمتطوعين الصحيين، ويساعد في تعزيز الإدراك الصحي والتوعية بالمشاكل الصحية المحيطة بالمجتمعات المحلية، ويعد مثالاً للجهود الإنسانية التي تبذلها اليونيسف، تقول سلامة جماعي محمد، 26 سنة، وأم لثلاثة أطفال وحامل بطفلها الرابع: "المتطوعات علمونا الصح من الغلط، يفحصوا اطفالنا، يقيسوهم، واذا حالتهم سيئة يحيلوهم للمركز الصحي، ليتم فحصهم ومعالجتهم واعطائهم العلاجات اللازمة، بالإضافة للحليب وعبوات التغذية، وهناك يتم الاعتناء بهم، ليخرج الطفل بعدها من المستشفى وقد تحسنت حالته".

تستقبل الدكتورة مها محمد علي ناصر، رئيسة قسم التغذية العلاجية في مستشفى السلام قعطبة، الأمهات اللواتي يُحضِرن أطفالهن إلى المركز الصحي، حيث تقوم بقياس أوزانهم ومراقبة نموهم وتقدم لهم الدعم اللازم. وفي هذا الصدد تقول: "معظم الأطفال الذين يأتون إلى المركز هم دون سن الخامسة، نخضعهم للفحص أولاً ثم تقديم العلاج اللازم، ثم نقوم بمتابعتهم حتى يتعافوا".

يعكس هذا المشروع الأهمية الكبيرة للعمل التطوعي في توفير الرعاية الصحية والتغذية الصحية للأطفال المحتاجين، فمن خلال نقل المعرفة والمهارات الصحية إلى المجتمعات المحلية، يمكن أن يؤثر ذلك بشكل كبير على تحسين صحة الأطفال والأسر المحتاجة، ويمثل بذلك الأمل في وجه الصعوبات التي يواجهها السكان في الضالع.

وعن أهمية عملها تقول المتطوعة رغدة أحمد: "نحن بعملنا هذا نقوم بتغيير سلوك المجتمع من خلال التوعية والتثقيف، عملنا طوعي يساند ما تقوم به اليونيسف وشركاءها في دعم المركز الصحي بالأدوية والتغذية للأطفال والأمهات الحوامل والمرضعات، وجميعنا نهدف الى خدمة الناس والمجتمع".
وفي هذا السياق تؤكد الدكتورة مها أهمية عمل المتطوعات فتقول: "صراحة عمل المتطوعات في الميدان والزيارات التي يقمن بها عظيم ويساعدنا على متابعة الحالات ويسهل عملنا".

وتشير الأمهات إلى أن المشروع ساعدهن في تحسين صحة أطفالهن ووفر الرعاية الطبية اللازمة لهم. وفي هذا السياق تقول سلامة جماعي وهي إحدى المواطنات في مخيم النازحين: "نحن راضين عن الخدمات التي قدمتها المتطوعات، هذا المشروع ضروري جداً، لأنه لولا هذه المساعدات احتمال أولادنا يموتوا من سوء التغذية ومن الجوع، عشان كذه أكثر شيء نحن نحتاجه إن يكونوا أولادنا بخير".