تقديم الدعم للمستشفيات ينقذ آلاف الأطفال في اليمن
تحقيق أثر إيجابي كبير في حياة الأشخاص الذين يعيشون في المناطق النائية
- متوفر بـ:
- English
- العربية
يقول حسين أبو بكر أحمد العتيقي، الذي يعيش في قرية صغيرة في اليمن: "لقد تضرر الجميع بسبب النزاع الذي تشهده البلاد، حيث فقد الكثيرون منازلهم ووظائفهم. تلعب المنظمات مثل اليونيسف دورًا إنسانياً كبيراً، حيث توفر الرعاية الصحية المناسبة لنا ولأطفالنا".
حسين وعائلته هم من بين آلاف اليمنيين الذين يعيشون في مناطق ريفية نائية وبات بإمكانهم الآن الحصول على الرعاية الطبية على أيدي أشخاص مؤهلين بفضل الأعمال التي تنفذها اليونيسف وبتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
يقول حسين نبيل عبد الله، مدير مستشفى الشهيد محنف في لودر: "بفضل المساعدة المقدمة منهم، أصبح بوسع الجميع في مديرية لودر والمديريات المجاورة الحصول على الرعاية الطبية المناسبة والخدمات المجانية الحيوية مثل الولادة والعناية المركزة بعد الولادة".
يتذكر حسين العتيقي، وهو أب لثمانية أطفال، فيقول: "قبل ادخال هذه الخدمات هنا في لودر، فقدت العديد من الأسر المحلية أطفالها عندما كانوا يضطرون للذهاب إلى عدن (حوالي 180 كيلومترًا) للحصول على مساعدة طبية من أطباء مؤهلين".
وُلد ابنه الأصغر قبل أوانه بولادة مبكرة وكان بحاجة إلى أن يبقى في حاضنة خاصة تحت إشراف مستمر من أجل البقاء على قيد الحياة. "لم يكن من السهل لمعظم الأطفال حديثي الولادة والأمهات البقاء على قيد الحياة خلال هذه الرحلة الطويلة. وحتى إن كان الطريق ممهداً أمامهم، فمن الصعب جدًا أن تتحمل الأسر تكاليف المواصلات والسكن. يا لها من نعمة جلية أن أصبح الآن لدينا هذا المستشفى في لودر! لقد حصلت زوجتي وطفلي على كل العلاج الضروري هنا".
مديرية لودر هي منطقة نائية ودائماً ما يجد الناس صعوبات في الحصول على المساعدة الطبية على أيدي أطباء مؤهلين والخدمات الأساسية الأخرى. لقد اضطر أكثر من 4,3 مليون يمني منذ بداية النزاع إلى الفرار من ديارهم وهم الآن في عداد النازحين داخل البلاد. وقد انتقل العديد من هؤلاء الأشخاص إلى مناطق مثل لودر، مما تسبب بزيادة الضغوط على خدمات الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية الموجودة بالكاد في المنطقة.
يُمكِّن التمويل المقدم من مركز الملك سلمان اليونيسف من صيانة وتجديد المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية في اليمن، مما يجعل خدمات الطوارئ والرعاية الصحية الروتينية وخدمات التطعيم متاحة للجميع وبأسعار معقولة. يُعد مستشفى الشهيد محنف في لودر مثالاً رائعًا يوضح كيف أن مثل هذه الجهود تنقذ حياة مئات الأرواح.
تقول عايدة صالح التركي، التي تعمل ممرضة في قسم التوليد بمستشفى الشهيد محنف "تعتبر الرعاية الصحية التي تقدم مجانًا للأمهات والأطفال أمرًا بالغ الأهمية في لودر. فالأشخاص الذين يعيشون هنا لديهم دخل متدنٍ جداً ولا يمكنهم حتى تحمل تكاليف المواصلات والخدمات في عدن".
بفضل دعم اليونيسف و التمويل المقدم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أصبح مستشفى الشهيد محنف الآن قادرًا على استقبال وعلاج مئات المرضى من القرى في شتى أرجاء مديرية لودر، وتزويدهم بالرعاية الطبية المجانية على أيدي أطباء مؤهلين في حالات الولادة الطبيعية وحالات الولادة الطارئة والولادة القيصرية و العناية المركزة بعد الولادة.
وتقول الممرضة عايدة: "أجرينا هذا الشهر 60 عملية قيصرية والكثير من الولادات الطبيعية". وتضيف "توفر اليونيسف كل هذه العمليات والعلاجات مجانًا وهي في متناول الجميع في مديرية لودر".
ويقول مدير مستشفى الشهيد محنف: "لقد تغير الوضع في منطقتنا بشكل كبير منذ أن بدأت اليونيسف تزويدنا بالدعم في يونيو 2021. والآن يمكننا علاج ما بين 300-350 مريض كل شهر في قسم الطوارئ التوليدية. علاوة على ذلك، أتاحت لنا تبرعاتهم السخية التعاقد مع جميع موظفينا وتوفير حوافز ثابتة لهم".
هذه القصة التي تسلط الضوء على مستشفى الشهيد محنف ليست سوى مثال واحد يبين كيف يمكن للدعم السخي المقدم من المانحين واليونيسف أن يحدث فرقًا كبيرًا في حياة الأشخاص الذين يعيشون في المناطق النائية. إنه ينقذ مئات الأرواح، ويعطي الأمل لآلاف الأسر، ويوفر للعاملين الصحيين بيئة عمل آمنة ومستقرة لمواصلة مد يد العون لمجتمعاتهم المحلية.