تدريب مجالس الآباء والأمهات في اليمن: بناء القدرات وتقوية العملية التعليمية في ظل الأزمات
تعمل اليونيسف وشركاءها على تعزيز قدرة نظام التعليم في اليمن لزيادة فرص التعليم الجيدة، من خلال تنفيذ برامج تعليمية فعالة وقوية، لتحسين جودة التعليم في الأوقات العصيبة، وبناء الأمل والسلام في المستقبل

- متوفر بـ:
- English
- العربية
تعتبر مجالس الآباء والأمهات إحدى أدوات المشاركة المجتمعية في التعليم والتي تهدف إلى تحسين العملية التعليمية من خلال المشاركة في صنع القرار والمساءلة والإسهام في تقديم حلول للمشاكل التعليمية، وفي هذا الصدد يؤكد عطاس العيدروس، أحد المدربين ومدير إدارة التوجيه التربوي في مديرية سيئون على أهمية ذلك ويقول: "بدون وجود المجلس المدرسي، لا يمكن أن تسير العملية التعليمية والتربوية بشكلها الصحيح". ويضيف سالم دمنان، رئيس المجلس الفني للخدمة الاجتماعية: "طبعاً مجلس الآباء والأمهات مهم جداً، فمن مهام المجلس المدرسي المشاركة في تطوير وتنشيط العملية التربوية والتعليمية و تحفيز الطلاب المتسربين من أجل عودتهم الى المدارس، بالإضافة إلى مساعدة إدارة المدرسة على توفير كل ما تتطلبه العملية التربوية والتعليمية داخل المدرسة".
ولتعزيز دور مجالس الآباء والأمهات باعتبارها عنصر أساسي في العملية التعليمية ولتعزيز التواصل بين المدارس والمجتمعات المحلية، يأتي تدريب مجالس الإباء والأمهات على التعليم في الطوارئ في مديرية سيئون بمحافظة حضرموت، بدعم من بنك التنمية الألماني (KfW)في إطار جهود اليونيسف لتنفيذ برامج تعليمية قوية كجزء من عملية بناء السلام والأمل في المستقبل خاصة في الأوقات العصيبة، ليستهدف 60 شخص من رؤساء وأعضاء مجلس الآباء والأمهات، بالإضافة لمدراء ووكلاء المدارس والاخصائيين الاجتماعيين.

أهم النقاط التي تطرق إليها التدريب هي دور مجالس الآباء والأمهات في تفعيل المجلس المدرسي، آلية التشكيل والتنظيم، واللوائح التنظيمية، كيفية تشكيل لجان مجالس الآباء، ودور كل لجنة وأهمية كل لجنة، بالإضافة للجوانب الادارية والمالية وكيفية الاستفادة من الموارد والاستفادة من المجتمع المحلي. "احتوت الدورة على معلومات قيمة جداً، أزالت الكثير من المفاهيم المغلوطة". يقول منير صلاح البرقي مدير مدرسة الخليفة عمر بن عبد العزيز، ونائب رئيس مجلس الآباء بالمدرسة ويضيف: "كان هناك تداخل في الأدوار لدى بعض رؤساء مجالس الآباء مع مدراء المدارس، فبينت هذه الدورة الأدوار التي يمكن لمجلس الآباء العمل فيها، بحيث يكون العمل تكاملي ويسهل سير العملية التعليمية داخل المدارس، بعد أن رسَّخ المدربون المفاهيم التي تدور حول عمل مجلس الآباء وتنظيم العمل المدرسي".


"تلقينا في هذه الدورة الكثير من المهارات والمعارف والأنشطة العملية والتي عرفتنا على مجالس الامهات والأدوار المناطة بها"
" عرفنا أيضا أن المجالس لها سلطة ودور في صناعة القرار، فالبعض يظن أن المجالس مجرد هيئة عادية، لكن في الواقع بإمكانها التأثير على العملية التعليمية".
ويشير عطاس العيدروس إلى أن التدريب أشرك مجلس الأمهات هذا العام، وبالرغم من هذه المشاركة المتأخرة، إلا أن الأمهات بدأت تشارك بفاعلية في هذا الجانب. تقول سماح باعظيم في هذا الخصوص: "ما زلت مشاركة حديثة في مجلس الأمهات، لكن هذه الدورة أعطتنا الكثير من المهارات ورفعت من قدراتنا على القيام بمهام المجلس على أكمل وجه بالتعاون مع الهيئة الإدارية ووضحت الصلاحيات والمهام لجميع أعضاء الهيئة العمومية حتى تقوم المجالس بالدور المنشود والمناط بها في جانب النهوض بالتعليم والتغلب على المعوقات والصعوبات والاشكاليات التي تواجه العملية التعليمية".

ويؤكد العديد من المشاركين في التدريب على أهمية هذا النشاط والذي يعمل على تحسين أدائهم في دعم العملية التعليمية وبناء مجتمعات تعليمية مزدهرة. تقول أشواق السوم، وهي معلمة بمدرسة الخليفة عمر بن الخطاب: "كثير من أعضاء مجالس الأمهات ما كانت تعرف أيش وظيفتها بالضبط، تجي تحضر الاجتماعات وتروح فقط، لكن الآن من خلال الدورة عرفوا أنهم أصحاب قرار، ما الذي عليهم عمله، كيف يقرروا ويحلوا المشاكل، ويكونوا حلقة وصل بين المدرسة والأسرة." وتضيف: "النشاط هذا يعتبر مهم جداً، كون أغلب أعضاء المجالس في المدارس المستهدفة حضروه. ربما في بعض الدورات السابقة لم يتمكن الكثير من حضور مجالس الامهات، ولذلك كان هناك قلة في كمية المعلومات والمعارف للأعضاء، لكن هذا النشاط أغلب المجالس حضرته، والمتوقع بعده أن تنشط هذه المجالس لتقوم بدورها في إنجاح العملية التعليمية ومواجهة الصعوبات والتحديات وتحقيق نسب أعلى في التحصيل العلمي لهذه المدارس". وتضيف أشواق السوم: " منظمة اليونيسف قدمت الكثير في خدمة العملية التعليمية، خصوصاً في هذه الفترة عملت دورات كثيرة جداً في مجال النهوض بالعملية التعليمية، نشكرهم على هذا الشيء جزيل الشكر"

يشير منير البرقي إلى أن توقيت هذه الدورة كان مناسباً جداً، بحيث يكونوا مستعدين للعام الدراسي الجديد. كما أنها أتت لتحل الكثير من الاشكاليات التي ربما قد تواجههم أثناء القيام بعملهم مستقبلاً.