اللقاحات تحمي الأطفال من الأمراض الفتّاكة وتحمي الأجيال القادمة
اشتبه في إصابة حوالي 1,400 طفل في اليمن بالحصبة

- متوفر بـ:
- English
- العربية
خلال الفترة ما بين يناير ويوليو 2022، اشتبه في إصابة حوالي 1,400 طفل في اليمن بالحصبة، وتوفي 15 بسبب المرض في 7 محافظات، بما في ذلك عدن.
"أكثرُ ما آسفُ عليه هو فقدان ابنتي بسبب مرض كان من الممكن الوقاية منه عن طريق أخذ لقاح مجاني". بهذه الكلمات يعبر فاضل علي حسن عن احساسه بفقدان ابنته، وهو نفس الشعور الذي يراود الكثير من الآباء في اليمن.
على الرغم من أن أقرب مركز صحي يبعد مسافة نصف ساعة فقط عن منزل فاضل، إلا أن طفلتيه التوأم أصيبتا بمرض الحصبة نتيجة عدم تطعيمهما ضد الفيروس المسبب للمرض. سرعان ما تدهورت الحالة الصحية للتوأم في غضون ثلاثة أيام مع ارتفاع في درجة حرارة الجسم والطفح الجلدي المؤلم. توفي أحد التوائم اثناء الذهاب إلى المستشفى.

الحصبة مرضٌ فيروسي شديد العدوى يصيب الأطفال. ويعاني تقريبًا كل من يصاب بالمرض من طفح جلدي مؤلم والتهاب في العين وحمى وتيبس في العضلات وسعال شديد. وأكثر عرضة للإصابة هم الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.

يقول فاضل: "إنه لأمرٌ مؤسفٌ حين يتعرض أطفالنا لهذا المرض الفتّاك بسبب تقصيرنا وإهمالنا في عدم تطعيمهم. وكان الدرس الأكثر إيلاماً الذي علمتنا إياه الحياة حين لم يكن بوسعنا فعل شيء ونحن نرى طفلتنا وهي تفارق الحياة".

استجابة اليونيسف
استجابةً للتفشي الأخير لشلل الأطفال والحصبة، ساعدت اليونيسف وشركاؤها وزارة الصحة العامة والسكان على استهداف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0 و 10 سنوات لتلقي لقاحات شلل الأطفال وكذلك الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و 10 سنوات لتلقي لقاحات الحصبة.

انتصار علي حسين، 53 عامًا، تعمل لدى مركز الفارسي الصحي في عدن كمسؤولة الصحة الإنجابية والتحصين، وتشارك في حملات التحصين والتطعيم منذ 37 عامًا. وفي هذا الصدد تقول: "أركزُ على توعية أولياء الأمور بأهمية تطعيم أطفالهم لحمايتهم من الأمراض الفتاكة، وأقوم بزيارات منزلية لتطعيم الأطفال الذين يصعب احضارهم إلى المركز الصحي".
كرّست انتصار مهمة حياتها لتثقيف الآخرين بعد أن مرض طفلها وكان على وشك أن يفقد حياته بسبب فيروس يمكن الوقاية منه. وعلى الرغم من النجاحات العديدة التي حققتها طوال حياتها المهنية على مدى أربعة عقود تقريبًا، إلاّ أن أكبر العوائق التي واجهتها تمثلت في الوصمة والخرافات والشائعات حول سلامة اللقاح وفعاليته. "نتعرض في بعض الأحيان للطرد من البيوت اثناء الحملات التي ننفذها من منزل الى منزل مع العلم أن هؤلاء الأطفال من المحتمل أن يصابوا بمرض فتّاك ومُهلك."

التثقيف يُنقذ الأرواح
التثقيف الصحي والوقاية أمران حاسمان في الحد من عبء المرض. من خلال زيادة الوعي وتثقيف عامة الناس، يمكن لليمنيين تغيير ممارساتهم الاجتماعية والمعتقدات الثقافية وحماية صحة ورفاهية الأجيال القادمة. بالنسبة إلى انتصار فإن "الوعي باللقاحات له تأثير كبير على جهود الاستجابة المجتمعية، إذ يساعد على تبديد الخرافات ويغير المواقف ويهيئ الناس للتعامل مع المضاعفات الناجمة عن اللقاحات ".

تلعب برامج التحصين دورًا أساسيًا في إنقاذ الأرواح في هذا البلد الذي يشهد ارتفاعًا في أعداد وفيات الأطفال التي يمكن الوقاية منها. وفقًا لليونيسف، تلقى أكثر من 1,2 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و 10 سنوات لقاحات الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية خلال حملة التحصين التي تم تنفيذها خلال يونيو 2022 في جنوب اليمن.