العيادات المتنقلة: شريان حياة للنازحين في محافظة مأرب
نشر عيادات متنقلة في العديد من مخيمات النزوح لتوفير خدمات الرعاية الصحية والتغذية داخل المخيمات
- English
- العربية
يعتبر مخيم الجفينة، الواقع في محافظة مأرب شمال شرق اليمن، أحد أكثر المخيمات اكتظاظًا حيث تزداد احتياجات النازحين والسكان الأكثر ضعفًا بما في ذلك الأطفال إلى الرعاية الصحية. لكن في الغالب لا يستطيع سكان المخيم الحصول على هذه الخدمات مما يعرض حياة العديد من الأطفال للخطر.
توسيع تغطية الخدمات الصحية
نظرًا للظروف الصعبة التي تفرضها الأزمة المستمرة في اليمن، تأتي العيادات المتنقلة والفٍرق الصحية بمثابة حل سريع للعدد المتزايد من النازحين والمواطنين المتضررين بشدة من النزاع، واستعادة الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأولية وتوسيع التغطية الصحية. يقول الدكتور عبد الله الوهاشي، طبيب عام، "تعمل العيادة على تلبية الاحتياجات الطبية للنازحين المقيمين في المخيمات والمناطق النائية". ويضيف: "كما تقدم خدمات التطعيم وخدمات الصحة الإنجابية والرعاية قبل الولادة وخدمات التغذية العلاجية للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية".
ويؤكد الدكتور عبد الله على الدور الحاسم الذي تلعبه العيادات المتنقلة في تقديم الرعاية الصحية وعلاج سوء التغذية وتوزيع المكملات الغذائية ونشر رسائل التثقيف الصحي ومكافحة الأوبئة.
"النازحين محرومون من الخدمات الصحية لأنهم لا يستطيعون تحمل تكلفة النقل إلى المرافق الصحية في مدينة مأرب، ويفضلون العيش مع الألم لأنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف الذهاب إلى المستشفى".
الدكتور عبد الله
بارقة أمل تلوح في الأفق
بفضل الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ التابع للأمم المتحدة، تمكنت اليونيسف من نشر عيادات متنقلة في العديد من مخيمات النزوح وقد ساعدت في توفير خدمات الرعاية الصحية والتغذية داخل المخيمات. تقول منى علي حمود، وهي أم نازحة تبلغ من العمر 27 عامًا وتعيش في مخيم الجفينة "أحضرتُ ابنتي إلى هنا لتلقي العلاج، وتم تشخيص حالتها بعد أن خضعت للفحص على أنها تعاني من سوء التغذية الحاد. كانت آنذاك تعاني من هزالٍ شديد، وكان وزنها 7 كيلوغرامات فقط". حصلت ابنتها أميرة البالغة من العمر أربع سنوات على رعاية صحية وأدوية مجانية في العيادة المتنقلة. "بدأت ابنتي تتعافى بعد أن خضعت للعلاج من قبل الفريق المتنقل، وهي الآن تزن 12 كيلوغرامًا بعد أربع زيارات إلى العيادة المتنقلة. وسرعان ما أحضر ابنتي لإجراء فحص طبي لها كلما أرى فريق العيادة المتنقلة قادمًا".
منى هي واحدة من العديد من الأمهات النازحات اللاتي يشعرن بالارتياح لرؤية أطفالهن يتلقون العلاج الطبي. وبما أنه لا يوجد مرافق صحية بالقرب من المخيمات، فإن هذه العيادات المتنقلة تعطي بصيصًا من الأمل للتخفيف من معاناة النازحين.
تقول آمنة، عاملة صحية في العيادة المتنقلة، "عملي في العيادة المتنقلة مهمٌ لأنني أنقذ حياة الأطفال، والخدمات الصحية والتغذوية التي نقدمها تساعد في خفض معدلات الإصابة بالأمراض بين الأطفال والأمهات". وتضيف "يتمثل عملي في العيادة المتنقلة في فحص الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد الخفيف وسوء التغذية الحاد الوخيم وعلاجهم حتى يتعافوا".
آمنة متحمسة لكونها عضوًا في فريق العيادة المتنقلة الذي يزور العديد من مخيمات النازحين في محافظة مأرب لتقديم الخدمات الصحية المنقذة لحياة للأطفال في المحافظة.
تعمل اليونيسف مع شركائها لتحسين خدمات الرعاية الصحية في اليمن من خلال مختلف التدخلات الصحية والتغذوية، بما في ذلك العيادات المتنقلة والفرق الصحية التي تلبي الاحتياجات الأساسية للمجتمعات النازحة والأكثر ضعفاً وتقدم لهم خدمات رعاية صحية مجانية وعالية الجودة.