التدريب على المهارات الحياتية يحيي الآمال بين الطلاب المنقطعين عن الدراسة

درّبت اليونيسف 70 ميسِّرًا خلال ثلاث دورات حول المهارات الحياتية حتى نهاية يوليو 2022

يونيسف اليمن
UN0674243
UNICEF/UN0674243/Alsharabi
15 آب / أغسطس 2022

أدى النزاع المستمر منذ سبع سنوات في اليمن إلى تدهور الظروف الاقتصادية والمعيشية أكثر من أي وقتٍ مضى، مما تسبب بوجود عقبات كبيرة تحول دون حصول الأطفال على التعليم.  

بهدف بناء قدرات المعلمين اليمنيين، نفذت اليونيسف - بتمويل من المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية - برنامجًا تدريبيًا على المهارات الحياتية لتزويد المعلمين بالكفاءات التي يحتاجونها للتعامل مع الأطفال النازحين الذين فاتتهم فرصة الالتحاق بالمدرسة.  

يقول الأستاذ إبراهيم محمد العثماني، مدرس اللغة الإنجليزية في مدرسة عمر بن الخطاب الثانوية بمحافظة مأرب "ستساهم المهارات الحياتية التي تدربنا عليها في تحسين جودة وكفاءة التعليم في مراكز التعليم غير الرسمية". كما أن هذا التدريب يساعد المعلمين على إقناع الأطفال بالانضمام إلى برنامج التعليم غير الرسمي حيث سيتمكنون من اكتساب مهارات جديدة لمساعدتهم على إدارة وقتهم داخل المخيمات. وفي هذا الصدد يوضح إبراهيم بالقول: "يشمل التدريب أنشطة عملية ونظرية، بما في ذلك التفكير الإبداعي والتفكير النقدي واحترام وجهات نظر الآخرين والتعاون ومهارات المشاركة".  

بحسب الأستاذ إبراهيم، فإن "هذه التدخلات تعزز المهارات الحياتية للطلاب وتساعدهم في التغلب على الصعوبات، وتزيد من ثقتهم، والتعامل مع التحديات التي فرضتها الظروف الحالية في اليمن". ويؤكد بالقول "أنا في غاية السعادة بحصولي على هذا التدريب الذي تدعمه اليونيسف. لقد تعلمتُ مهارات جديدة لتجاوز العقبات التي أواجهها في العمل. وأصبحتُ الآن مؤهلاً لنقل تلك المهارات الحياتية إلى الطلاب الذين كانوا خارج المدرسة والطلاب النازحين باستخدام منهجيات تدريس مبتكرة ". 

تقول الأستاذة وفاء شرف مهيوب، معلمة وميسرة تعمل مع الطلاب النازحين في مدرسة الميثاق، إن المشاركة في هذا التدريب ستعزز أدائها وتوسع معارفها. "لقد ساعدني التدريب بصفتي ميسرة مسؤولة عن مساعدة الطلاب النازحين الذين أجبروا على ترك المدرسة بسبب الظروف الاجتماعية أو النفسية".  

UN0674232
UNICEF/UN0674232/Alsharabi
مجموعة من المشاركات في البرنامج التدريبي حول المهارات الحياتية الذي تدعمه اليونيسف في مأرب

النزوح هو أكبر تحدٍ يعترض الأستاذة وفاء والعديد من المعلمين الآخرين، حيث يتسبب باكتظاظ الفصول الدراسية مما يؤثر سلباً على البيئة التعليمية ويؤدي إلى زيادة معدلات تسرب الطلاب. تقول الأستاذة وفاء: "إن تعزيز المهارات الحياتية بين الطلاب سيساعدهم على التغلب على المشكلات التي تقف أمامهم في المدرسة والمنزل والمجتمع". وتردف قائلة: "إن بناء مجتمع قوي يبدأ بالتعليم، لذا فإن توفير التدريب على المهارات الحياتية يساهم في تنشئة جيل مثقف قادر على التغلب على التحديات التي تعترضهم". ومع نهاية التدريب، طورت مهارات حول كيفية خلق حب التعلم في نفوس الطلاب من خلال إجراء أنشطة تعليمية تلامس مشاعرهم، وبالتالي تغيير موقفهم السلبي.  

"أنا مسرورةٌ لأنني تلقيت هذا التدريب، سيساعدني ذلك على العمل كميسرة للمهارات الحياتية في المدرسة التي أعمل بها " وفاء، معلمة.  

UN0674234
UNICEF/UN0674234/Alsharabi
معلمون يشاركون في البرنامج التدريبي حول المهارات الحياتية بمحافظة مأرب

يهدف التدريب على المهارات الحياتية إلى زيادة وعي المعلمين بحقوق الطلاب ويؤكد على أهمية خلق بيئة تعليمية مواتية في جميع المدارس التي تستقبل الطلاب النازحين. 

تقول زهور يحيى الجعبي، مدربة في مجال المهارات الحياتية والدعم النفسي والاجتماعي، "تكمن أهمية هذا التدريب في تعريف المعلمين بالمهارات الحياتية وكيفية تطبيقها بشكل فعّال لغرس القيم السليمة وتغيير أي سلوك مستعصي في المدارس والأماكن الملائمة للأطفال."  

"كان للبرنامج التدريبي أثر إيجابي على المعلمين أنفسهم." زهور الجعبي، مدربة المهارات الحياتية 

تقول زهور "أُتيحت للمشاركين فرصة تبادل خبراتهم أثناء تدريبهم على 14 مهارة حياتية. لقد كان للبرنامج التدريبي أثراً إيجابيًا على المعلمين أنفسهم، والذين بدورهم سيقومون بتدريب الطلاب على تلك المهارات". وتوضح زهور أن "اكتساب هذه المجموعة من المهارات الشخصية والنفسية سيمكن الطلاب من اتخاذ قرارات سليمة والاستمرار على التواصل الفعال في محاولة لمساعدتهم على التكيف مع ظروفهم وأن يكتسبوا شخصيات غير مضطربة". وتختتم حديثها قائلة: "أشعر بارتياح كبير إزاء نتائج هذا التدريب الذي تدعمه اليونيسف لأنه يلعب دورًا فعالاً في دعم الطلاب الذين انقطعوا عن الدراسة والطلاب النازحين".  

بفضل الدعم المالي السخي المقدم من مكتب المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية، درّبت اليونيسف 70 ميسِّرًا خلال ثلاث دورات حول المهارات الحياتية حتى نهاية يوليو 2022.