أبطال اليمن الخارقات: العاملات الصحيات المجتمعيات
تعمل اليونيسف من خلال مشروع العاملات الصحيات المجتمعية للحفاظ على النظام الصحي في البلاد لضمان تقديم رعاية صحية أفضل لكل طفل

- متوفر بـ:
- English
- العربية
لقد تسببت الأزمة المستمرة في اليمن في أن دفعت بالنظام الصحي إلى حافة الانهيار، حيث تتعرض المجتمعات المحلية في المناطق الريفية غالبا للحرمان من الخدمات الطبية الأساسية الضرورية مما أدى إلى معاناة تفوق الوصف. وغالبا ما يتحمل عبئ ذلك الأطفال المعرضون للإصابة بالأمراض وسوء التغذية.
وبهدف تحسين النتائج الصحية لدى هذه المجتمعات المحلية قام الاتحاد الأوروبي واليونيسف بدعم شبكة من العاملات الصحيات المجتمعيات ومرافق الرعاية الصحية الأولية على امتداد البلاد، حيث يعمل البرنامج على تعزيز قدرة المجتمعات الريفية في الحصول على خدمات صحية وتغذوية ذات جودة تستهدف الوصول إلى ما يقرب من مليون طفل وَ 240,000 من الأمهات الحوامل والمرضعات.
فيما يلي قصص بعض الأبطال العاملات في صحة المجتمع في كافة أنحاء اليمن:
فاطمة خاتم، تعمل في مديرية همدان بمحافظة صنعاء:
تقول فاطمة: "أشعر بالفخر لما أقوم به من حيث تقديم الخدمات الصحية للأطفال والنساء في المجتمع وفي مخيم النازحين في منطقة ضروان. تشمل الخدمات التي أقدمها للمجتمع المحلي والنازحين في مخيم ضروان رفع الوعي والتثقيف وتقديم الرعاية للأطفال ورعاية ما قبل الولادة".
أما في عزلة حصبان، التابعة لمديرية مناخة، محافظة صنعاء، فقد بدأت العاملة الصحية المجتمعية، هاجر الجيداوي، تقديم الخدمات بعد استكمالها حضور برنامج تدريبي تدعمه اليونيسف. تعيش هاجر في قرية جيداو على بعد ثلاث ساعات من مركز المديرية. على الرغم من التحديات التي تواجها بصورة يومية، كالتنقل عبر تضاريس وعرة، إلا أنها متفانية في أداء ما عليها من زيارات من منزل إلى منزل، حيث تعمل على تقييم حالات سوء التغذية والحالات الصحية وتعمل على نشر الوعي المجتمعي حول أهمية النظافة والوقاية من الأمراض.
تقول هاجر: "أشعر بالرضا تجاه عملي لأنه ساعد في تحسين مستوى الخدمات الصحية المقدمة لأهل القرية. لا أجد ما يكفي من الكلمات لوصف سعادتي عند رؤية الابتسامة على وجه طفل تحسنت حالته الصحية، أو امرأة تتلقي رعاية ما قبل الولادة". وتتابع قائلة: "لقد كان لمشروع العاملات الصحيات المجتمعية تأثيرا إيجابيا على المؤشرات الصحية والكشف عن حالات سوء التغذية والأمراض الأخرى".

تسعى العاملات الصحيات المجتمعية من خلال ما يقدمنه من تدخلات إلى تحسين الخدمات الصحية لأفراد المجتمع الذين يفتقرون للرعاية الصحية المناسبة والأشد عرضة للإصابة بالأمراض وذلك بهدف الحصول على مؤشرات صحية أفضل في المجتمعات الريفية التي تفتقر إلى تلك الخدمات.
وبحسب مسؤول مشروع العاملات الصحيات المجتمعية في مديرية مناخة بصنعاء، محمد ثابت، "تقوم العاملات الصحيات بتقديم الخدمات لمجتمعاتهن بعد حصولهن على التدريب النظري والعملي في مجالات التغذية والصحة الإنجابية ورعاية الأطفال والإسعافات الأولية". ويؤكد محمد على أهمية دور العاملات الصحيات المجتمعية في تقديم الخدمات للأشخاص غير القادرين على الوصول إلى المرافق الصحية والذين يستفيدون من الخدمات التي يقمن بتقديمها.

تحسين الخدمات الصحية
وفي ذات السياق، تقول بسمة الأسطة، العاملة الصحية المجتمعية في قرية ضيان التابعة لمديرية عيال سريح بمحافظة عمران:
"أشعر بالسعادة الغامرة من خلال خدمة عائلتي ومجتمعي في القرية والتي تعاني من نقص الخدمات الصحية بسبب بعد المركز الصحي. لقد لاحظت كيف يشعر الآباء بالارتياح عندما يرون أطفالهم وهم يحصلون على رعاية صحية مناسبة بعد خوضهم قدرا كبيرا من المعاناة".

كما تؤكد أن مشروع العاملات الصحيات المجتمعية قد أحدث فرقا كبيرا في المجتمع من خلال تحسين الخدمات وإمكانية الوصول لخدمات الرعاية الصحية الأولية للأطفال والنساء.
وبحسب أمل الشاوش، البالغة 28 عاماً وأم لأربعة أطفال: "أنقذتني العاملة الصحية المجتمعية في القرية بسمة من الموت بسبب المضاعفات التي تعرضت لها أثناء الحمل والولادة". تعيش أمل في قرية ضيان بمحافظة عمران وتقوم بزيارة عيادة بسمة الصغيرة لمتابعة حالتها وحالة أطفالها. تؤكد أمل أهمية الخدمات التي تقدمها بسمة التي تتابع حالتها وأنقذت حياتها بعد معاناتها من نزيف حاد أثناء الحمل. علاوة على ذلك، تشير أم الأطفال الأربعة إلى أن بسمة تابعت حالتها وأحالتها إلى مستشفى عمران لتلقي العلاج والرعاية المناسبة، الأمر الذي أنقذ حياتها.

وبحسب د. عبد العليم الثعواني، منسق مشروع العاملات الصحيات المجتمعية في مكتب الصحة في محافظة عمران: "يهدف المشروع إلى تدريب العاملات الصحيات المجتمعية من المناطق المستهدفة في مجالات رعاية الطفل، والتوعية والتثقيف، والصحة الإنجابية، وتقديم خدمات التطعيم والتغذية للأطفال".
وتعمل اليونيسف من خلال مشروع العاملات الصحيات المجتمعية للحفاظ على النظام الصحي في البلاد لضمان تقديم رعاية صحية أفضل لكل طفل. كما تستمر المنظمة في دعم عملية توسيع خدمات الرعاية الصحية الأولية للأطفال والنساء فضلاً عن توفير الخدمات الإيصالية خارج الجدران بصورة منتظمة للمجتمعات المحلية.