نينا تكافح لإبقاء ابنها حيًا خلال الأزمة
في دارفور، تؤمِّن يونيسف وشركاؤها الخدمات التي تُبقي المواليد الجدد وأمهاتهم المعرضين للخطر أحياء يرزقون
- متوفر بـ:
- English
- العربية
وَضعَت نينا صاحبة التسعة عشر ربيعًا طفلها محمّد قبل 30 يومًا في مركز ياسين للصحة الأولية الواقع في الضِّعين، عاصمة ولاية شرق دارفور.
لكن حماسها وفرحتها بالأمومة سرعان ما انحسرت حين ظهرت اعراض المرض فجأة على ابنها محمّد. وتروي نينا قصتها فتقول: "كان رضيعي محمّد بصحة جيدة في الأيام الـعشرين الأولى من عمره. ثم بدأ يفقد شهيّته للرضاعة تدريجيا وأخذت عيناه بالاصفرار."
دفعتها حالة ابنها للقيام بزيارة فورية لأقرب مرفق صحي، مركز ياسين للرعاية الأولية، وهو المركز نفسه الذي وُلِد محمد فيه، ولكن المركز الصحي لم يقبل نينا هذه المرّة، وهو ما أثار هلعها.
"قال لي العاملون الصحيون أنهم لا يستطيعون معالجة ابني في هذا المرفق، ونصحوني بأخذه إلى مستشفى الضِّعين لتقديم رعاية أفضل له في أقرب وقت ممكن،" تقول نينا.
ورغم الحاجة الملحّة لإبقاء ابنها على قيد الحياة وأخذه إلى المستشفى بأقصى سرعة ممكنة، واجهت نينا بعض التحديات كعدم وجود وسائل المواصلات، والمسافات البعيدة، وانعدام الأمن.
كان النزاع قد اشتعل في الخرطوم بحلول ذلك الوقت، وسرعان ما وصل إلى دارفور. تسترجع نينا قائلة "الرحلة من بيتي إلى مستشفى الضعين كانت شاقة وبعيدة جدًا."
عند وصولها تم فحص محمّد حيث شُخّص بالإصابة بمرض اليرقان وأُدخِل إلى جناح حديثي الولادة من أجل معالجته في المستشفى. وقد احست نينا بالراحة و غمرها السرور لأن العاملين الصحيين تعرّفوا على مشكلة ابنها وكان بين أيدي أمينة تقدم له رعاية طبية جيدة.
مستشفى الضِّعين هو مستشفى تحويلي يخدم المجتمعات المحلية في جميع أنحاء الولاية، بما في ذلك الأطفال المصابون بمضاعفات طبية والأمهات اللواتي تعانين من مشاكل أمومة صحية مزمنة وحادة.
تؤثر الأزمة على خدمات الرعاية الصحية في جميع أنحاء السودان
كغيرها من المرافق الصحية في الخرطوم، تأثرت المرافق الواقعة في شرق دارفور أيضًا بالنزاع الذي أثرً بشكل كبير على تقديم الخدمات الصحية.
قبل أن تتدخل اليونيسف، كان مستشفى الضّعين يعمل بأقل من طاقته بسبب الأزمة الحالية، وكان نقص الإمدادات والمواد الطبية مُعتادًا، يضاف إلى ذلك انقطاع التيار الكهربائي مترافقًا مع عدم كفاية الوقود لتشغيل المولدات الاحتياطية، مما أثّر على تقديم الخدمات الحيوية في جناح المواليد الجدد وجناح الأمومة، والمحزن في الأمر ان ذلك أدى الى وفاة العديد من الأطفال.
تتذكر نينا أن "الكهرباء لم تكن متوفرة في المستشفى خلال اليومين الأوّليْن وقد نقلوا محمدًا إلى الحضانة لأن جهاز الحاضنة لم يكن يعمل."
كنت أفكر بترك المستشفى والعودة إلى منزلي في اليوم الثالث. لكن التيار أُسْتُعيد بعد أن بدأ مولد المستشفى بالعمل."
تُقدِّم يونيسف الوقود للمستشفى لتشغيل المولّد من أجل استمرار تقديم خدمات الرعاية الصحية الحيوية المنقذة للحياة."الدعم بالوقود ينقذ الحياة ويحافظ على توصيل الخدمات الضرورية لجناحيّ حديثي الولادة والأمومة لصالح المواليد الجدد والأطفال المرضى والمصابين بالتوتر القادمين من المحليّات النائية كمحمّد،" يؤكّد محمد جمعة الحسّاب، المشرف على المستشفى.
محمد يسير على طريق الشفاء الآن
بقيت نينا في المستشفى بينما يتعافى ابنها. "محمدًا يستعيد شهيته تدريجيًا، كما أخبرني العامل الصحي أنه سيشفى شفاء كاملًا عمّا قريب." تقول نينا
في هذا المستشفى والكثير من المرافق الصحية عبر دارفور، تحافظ يونيسف وشركاؤها على استمرارية خدمات الرعاية الصحية المنقذة لحياة الأطفال والنساء، بما في ذلك في المواقع النائية جدًا.
هذا الدعم سيكون نافعا لآلاف الأطفال الذين يحتاجون الرعاية الصحية الطارئة أثناء الأزمة الراهنة.
وبينما يواصل الحسّاب تقديم الدعم للأطفال للخروج من الخطر، فإنه يشدّد على الحاجة للمزيد من الدعم بما في ذلك تقديم الأدوية وإمدادات الأكسجين الدائمة.