"لم نجد أية مُعَدَّات وكان الدمار قد طال كل الكتب المدرسية"

يظلّ التعليم في حالات الطوارئ بالنسبة لليونيسف هو الأولوية التي تضمن للأطفال المتأثرين إمكانية التعلم

ريم عباس
27 كانون الأول / ديسمبر 2022

خالد عبد العظيم هو تلميذ في الصف الثامن في مدرسة ود الشافعي الابتدائية. قضى عبد العظيم وعائلته في أغسطس بضعة أسابيع في العراء بعد أن غمرت المياه قريتهم على أثر هطول الأمطار الغزيرة.

 "نقلنا أغراضنا إلى الطريق السريع وعشنا هناك لأسابيع. ولم نتمكن من الوصول إلى القرية لإحضار المزيد من ممتلكاتنا إلا باستخدام قارب. تضرر العديد من البيوت، ومن ضمنهم بيتنا".

خالد عبد العظيم

تضرر أكثر من 280 ألف شخص في مختلف الولايات في السودان جرّاء الفيضانات، بينما لاقى 118شخصًا حتفهم. وتقطّعت السبل بالعائلات، إذ طال الدمار حوالي17 ألف منزل وتعرّض 44 ألف منزل آخر للخراب. أما في قرية عبد العظيم، فقد دُمِّر ما لا يقل عن 40 في المئة من منازل القرية.

لم تطُل يد الدمار بيت عبد العظيم فحسب، بل طال الضرر مدرسته أيضًا. لم يتمكن حوالي 140 ألف طفل في سن الدراسة في جميع أنحاء السودان من الوصول إلى مدارسهم بسبب الفيضانات.

مرت ثلاثة أشهر ولا تزال الأضرار التي لحقت بمدرسة عبد العظيم واضحة للعيان.

education in emergencies, floods, flooding, schools, UNICEF, UN CERF
UNICEF Sudan/2022

قال السيد كمال الزين البشير، مدير المدرسة: "غمرت المياه الصفوف الدراسية خلال موسم الأمطار، فاستأجرنا شاحنات خاصة لكي تقوم بتجفيف الصفوف الدراسية وساحة المدرسة. كان الضرر الذي لحق بالصفوف الدراسية فظيعًا، لذا اضطررنا إلى إعادة ترتيب المقاعد لأن بعض تلك الصفوف الدراسية تضرّرت أكثر من غيرها مما استدعى إعادة تأهيلها".

وقع كمال تحت الضغط نتيجة تلك الظروف لأن المدرسة كانت إحدى المواقع القليلة التي تم تحديدها لاستضافة العائلات التي فقدت بيوتها.

قال كمال: "لقد استأجرنا عدة قوارب لتسهيل نقل الأثاث وتقديم المساعدة للمتضررين من أبناء المجتمع المحليّ".  

أدت آثار الفيضانات التي لا تزال ظاهرة في المدارس في جميع أنحاء البلاد إلى تأخير بدء العام الدراسي في عام 2022، فقد فتحت مدرسة عبد العظيم أبوابها في أواخر تشرين الأول/أكتوبر، أي بعد أسابيع قليلة من البداية الرسمية للعام الدراسي.

"أنا سعيد لأننا عدنا إلى المدرسة، لكن هناك تأخير في إتمام المنهاج. كان من المفروض أن نكون قد أكملنا عدة وحدات من المنهاج بحلول هذا الوقت، أما الآن، فبالكاد غطينا وحدة واحدة منه أو اثنتين".  

خالد عبد العظيم
education in emergencies, floods, flooding, schools, UNICEF, UN CERF
UNICEF Sudan/2022

لدعم استمرارية التعلُّم في المدرسة وتحسين بيئات التعلُّم، تجري إعادة بناء المراحيض. بالإضافة إلى ذلك، وكجزء من حزمة الاستجابة القياسية للطوارئ، قامت اليونيسف بتوزيع رُزم تعليمية وترفيهية على المدارس المتضررة من الفيضانات في ولاية الجزيرة، من ضمنها ود الشافعي، وذلك بفضل الدعم السخي من الصندوق المركزي للاستجابة لحالات الطوارئ التابع للأمم المتحدة.