"كوفيد-19" والوصم: كيف تمنع الوصمة الاجتماعية وتواجهها في مجتمعك المحليّ
إليك طريقة للتحدث عن فيروس "كورونا" دون أن تساهم في الوصم

- متوفر بـ:
- English
- العربية
شكّل انتشار الفيروس التاجي (كورونا) وانتشاره على صعيد عالميّ مصدرًا للقلق والحاجة إلى العمل الجماعيّ للحدّ من استفحال الفيروس. وفي الوقت الذي تشعر فيه بالقلق حول كيفية الحفاظ على سلامتك وسط هذه الجائحة، فمن المهم جدًّا أن نحافظ على أدنى حدّ ممكن من الربط بين الفيروس التاجي والوصم، لأن من شأن هذا الأمر أن يزيد الوضع الصعب سوءًا.
وردت تقارير في جميع أنحاء العالم حول تعرّض أفراد للإساءة اللفظية أو المضايقة الجسدية لا لشيء إلا لارتباط عرقهم دون وجه حقّ بالفيروس.
فترات الطوارئ في الصحة العامة هي أوقات مُرهقة لجميع المتأثرين بها. من المهم أن نبقى على اطلاع بالمستجدّات، وأن نكون لطفاء معًا وداعمين لبعضنا البعض. للمُفردات أهمية كُبرى، واستخدام اللغة التي تديم الصور النمطية الحالية يمكن أن يجعل الناس لا تُقدم على إجراء الفحوصات وتتراجع عن اتخاذ الإجراءات التي يحتاجون إليها لحماية أنفسهم ومجتمعاتهم المحليّة.
لدى كل واحد منا دور يلعبه في منع التمييز، وذلك من خلال اللطف والاعتراض على القوالب النمطية السلبية من خلال الحديث، وتعلم المزيد عن الصحة العقلية - ومشاركة الخبرات الفردية للحصول على الدعم المطلوب.
ما هي الوصمة الاجتماعيّة؟
الوصمة الاجتماعية في سياق الصحة هي الارتباط السلبي بين شخص أو مجموعة من الأشخاص الذين يشتركون في خصائص معينة ومرض مُحدّد. في حالة تفشي وباء، قد يعني هذا أن يتم تصنيف الأشخاص و/أو تنميطهم والتمييز ضدهم و/أو معاملتهم بشكل منفصل و/أو نزع مكانتهم الاجتماعيّة بسبب تصوّر وجود ارتباط بينهم وبين المرض.
يمكن لهذه المعاملة أن تؤثر سلبًا على المصابين بالمرض، كما على أولياء أمورهم والعائلة والأصدقاء والمجتمعات المحليّة. وقد يعاني من الوصم أشخاص لم يُصابوا بالمرض ولكن لمجرّد أن لديهم خصائص أخرى مشتركة مع هذه المجموعة.
لماذا يسبب "كوفيد-19" الكثير من الوصم؟
يعتمد مستوى الوصم المرتبط بـ "كوفيد-19" على ثلاثة عوامل رئيسية: 1) إنه مرض جديد ولا يزال هناك الكثير مما نجهله حوله؛ 2) غالبًا ما نخاف مما نجهل؛ و3) من السهل ربط هذا الخوف بـ "الآخرين".
يمكن فهم الارتباك والقلق والخوف الموجودين لدى الجمهور. ولسوء الحظ، فإن هذه العوامل تغذّي أيضًا الصور النمطية المسيئة.
ما هي أضرار الوصم؟
يمكن للوصم أن يقوّض التماسك الاجتماعي، وأن يحثّ على عزل اجتماعي محتمل لمجموعات معينة، مما قد يساهم إلى خلق وضع يكون فيه احتمال انتشار الفيروس أكثر، وليس أقل. ويمكن لهذا الأمر أن يؤدي إلى حدوث مشاكل صحية أكثر حدّة وخلق صعوبات أكبر في السيطرة على تفشي المرض.
بإمكان الوصم أن:
- بدفع الناس إلى التستّر على المرض لتجنب التمييز
- يمنع الناس من التماس الرعاية الصحية على الفور
- يثنيهم عن تبني سلوكيات صحية.
كيفية معالجة الوصمة الاجتماعية؟
يوصي خبراء الصحة بإظهار التعاطف مع المتضررين، وفهم المرض نفسه، واتخاذ التدابير الفعالة والعملية حتى يتمكن الناس من المساهمة في الحفاظ على أنفسهم وأحبائهم في أمان. كل واحد منا لديه دور يلعبه في منع التمييز من خلال اللطف، والتحدث ضد القوالب النمطية السلبية، وتعلّم المزيد عن الصحة العقلية - ومشاركة الخبرات الفردية للحصول على الدعم المطلوب.
للكلمة وقع وأهمية
عند الحديث عن مرض الفيروس التاجي، قد يكون لبعض الكلمات والتعابير (مثل: اشتباه بالحالة، والعزلة ...) وكذلك اللغة، معنىً سلبيًّا بالنسبة للناس وتغذي مواقفهم التي تميل للوصم. من الممكن لهذه المفردات أن تديم الصور النمطية السلبية أو الافتراضات الموجودة أصلاً، أو تقوي الارتباطات الزائفة بين المرض والعوامل الأخرى، أو تشيع الخوف على نطاق واسع، أو تُجرد المصابين به من إنسانيتهم. وقد يؤدي ذلك إلى إحجام الأشخاص عن إجراء ما يلزم من الفحوصات والمسح والاختبار والالتزام بالحجر الصحي.
دعونا ننشر الحقائق لا المخاوف
يمكن للوصم أن يزداد من خلال عدم المعرفة الكافية حول كيفية انتقال وعلاج مرض الفيروس التاجي الجديد "كوفيد-19"، وكيفية منع العدوى. إليكم بعض الخطوات للمساعدة في وقف انتشار المعلومات الخاطئة:
- استقاء المعلومات من مصادر رسمية موثوقة فقط، مثل وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية واليونيسف.
- التأكد من صحة الحقائق على المواقع الرسمية أو منصات وسائل التواصل الاجتماعي قبل التصرّف أو تصديق النصائح أو مشاركة المعلومات عبر الإنترنت ووسائل التواصل.
- لا تنشر المعلومات المُضللة والخاطئة، حتى لو بدت صحيحة ودقيقة.