تأمين الوصول إلى الملح المعالج باليود في السودان
زودت اليونيسف وشركاؤها ثلاثة مصانع للملح في ولاية البحر الأحمر، بالسودان، بيودات البوتاسيوم لاستخدامها في معالجة الملح باليود.
- متوفر بـ:
- English
- العربية
ليس لدى نصف الأسر في السودان القدرة على تلبية الاحتياجات الغذائية اليومية بسبب الفقر والنزاع. وقد تفاقم هذا الوضع نسبة للأزمة الاقتصادية وجائحة كوفيد-19، ونتج عن ذلك زيادة عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، الذي يتجلى في التقزم والهزال، بعض أشكاله الأكثر تهديداً للحياة.
ومن بين التهديدات الرئيسية للصحة العامة التي يتعرض لها ملياري شخص في العالم، بما في ذلك في السودان، عدم الحصول على مستويات كافية من اليود، مما قد يؤدي إلى اضطرابات نقص اليود. وتسبب اضطرابات نقص اليود تحديات دائمة ولكن يمكن الوقاية منها في التطور المعرفي وهو سبب رئيسي لاضطرابات النمو العقلي للأطفال. كما أنه يشكل تهديداً للنساء الحوامل، مما يعرضهن لخطر الإجهاض وولادة جنين ميت.
لمساعدة الأطفال والنساء الحوامل في السودان في الحصول على مستويات كافية من اليود، تدعم اليونيسف وزارة الصحة الاتحادية وشركاء آخرين لتنفيذ مشاريع معالجة الملح باليود التي تدعم ملح الطعام، وهو الملح المستخدم في المنازل وأثناء إعداد الأطعمة، باليود. يعد الاستهلاك اليومي للملح المدعم باليود أمراً بالغ الأهمية للوقاية من اضطرابات نقص اليود.
ونظراً لأن 85% من سكان السودان يفتقرون إلى إمكانية الحصول على الأغذية المعالجة باليود يومياً، كانت اليونيسف من بين العديد من الشركاء الذين وقعوا مذكرة اتفاق للعمل مع الهيئات الحكومية والقطاع الخاص على تنفيذ مشروع تعميم معالجة الملح باليود.
تقوم اليونيسف بتنفيذ المشروع في ولاية البحر الأحمر حيث تمثل 95% من إنتاج الملح في السودان، وتعمل بشكل وثيق مع الحكومة وبرنامج الغذاء العالمي واتحاد منتجي الملح في الولاية. حتى الآن، زود المشروع ثلاثة مصانع للملح بأيودات البوتاسيوم لتسهيل طاقة إنتاجية سنوية تبلغ 73,000 طن متري من الملح المعالج باليود لتغطية 44% من احتياجات السكان.

يتضمن المشروع أيضاً تنفيذ حملة تعبئة اجتماعية من خلال وسائل الإعلام المختلفة، مثل الإذاعة والتلفزيون. وقد قامت اليونيسف من خلال المشروع، ببناء قدرات 360 من العاملين الصحيين والمفتشين على مستوى المحلية للقيام بأنشطة الدعوة مع منتجي الملح والموظفين العموميين وغيرهم من أصحاب المصلحة. وقامت اليونيسيف أيضاً بتدريبهم على إجراء تفتيش لملح الطعام على مستوى البيع بالتجزئة والمنازل.
تنظر اليونيسف وشركاؤها إلى التشريع كخطوة تالية أساسية، وهم يدعون حالياً إلى مشروع قانون بشأن المغذيات الدقيقة، مع دعم تفعيل القوانين على مستوى الولايات التي تحظر الملح غير المعالج باليود.
عملت وزارة الصحة الاتحادية مع الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس، وهي منظمة حكومية تعمل على المواصفات والمقاييس والقياسات والمعايرة. وقد قدمت الهيئة المشورة بشأن عملية التحصين نظراً للتأخير في عملية التشريع بسبب الوباء المستمر والوضع في السودان.
تقول هدى عوض، رئيسة اللجنة الفنية في الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس: "المعايير الخاصة بالسلع ليست إلزامية، ولكن اللوائح الفنية إلزامية. ودفعنا هذا في الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس إلى تطوير لوائح فنية حددنا فيها الحصص بوضوح."
وفي حين تدعو المنظمة إلى زيادة فرص الحصول على الملح المعالج باليود من خلال لوائحها الفنية، تواصل وحدة المغذيات الدقيقة التابعة لوزارة الصحة الاتحادية حملتها من أجل مشروع قانون المغذيات الدقيقة الذي سيحظر بيع ملح الطعام غير المعالج باليود. هذه الجهود ضرورية لزيادة الإنتاج الكلي لملح الطعام المعالج باليود واستهلاك الملح المعالج باليود في السودان.
هذا المشروع ممكن بفضل مساهمة سخية من صندوق كيوانس للأطفال من خلال برنامج الولايات المتحدة لليونيسف (اللجنة الوطنية الأمريكية).