بوجود المزيد من المعلّمين، فإن صبر الأطفال يكاد ينفذ توقًا للعودة إلى المدرسة!
التأكد من أن التلاميذ لا يحضرون الدروس فحسب ، بل يتعلمون أيضًا
- متوفر بـ:
- English
- العربية
يُعتبر ارتفاع العشب ونمو الشجيرات بشكل عشوائي في نطاق "مدرسة بليل للاجئين المختلطة (الأساسية)" خير دليل على انعدام النشاط في هذه المؤسسة التعليمية لبعض الوقت. تستضيف المدرسة الأطفال النازحين، والأطفال اللاجئين من جنوب السودان، والأطفال من أبناء المجتمعات المحليّة المضيفة.
شهدت المدرسة ارتفاعًا سريعًا في عدد الطلاب على إثر تدفق اللاجئين بشكل متزايد، فكان إحضار معلمين إضافيين لتقديم الدعم أمر لا مناص منه. لكن عدم كفاية المدرسين أتى بشكل كبير على حساب جودة التعليم والتعلّم. أدى هذا التدفق إلى تفاقم أحد أكبر التحديات التي يواجهها التعلّم الفعال في المدارس الابتدائية – وهو النقص في عدد المعلمين.
تمّ بدعم من اليونيسف تسجيل 55 مدرِّسًا متطوعًا ونشرهم في ثلاث مدارس تستضيف اللاجئين وغيرهم من الأطفال المهمَّشين، ومنها مدرسة بليل.
كان المعلمون المتطوعون حاسمين في معالجة الضغط الإضافي الناتج عن الزيادة في عدد اللاجئين، فعملوا، ليس على ضمان حضور الطلاب الدروس فحسب، بل على تعلُّمهم القراءة والكتابة والحساب واكتسابهم المهارات الاجتماعية الأخرى أيضًا. ومع وجود معلمين إضافيين، نظّمت المدرسة جداول زمنية تضمن تقسيم الصفوف الدراسية الكبيرة إلى قسمين وتعيين المعلمين الجدد وفقًا لذلك.
الاحتفال بالنجاح
احتلت المدرسة التي تدعمها اليونيسف مرتبة متقدّمة من حيث الأداء في امتحانات الصف السادس التي أُطلقت مؤخّرًا على مستوى الولاية، إذ احتلّت إحدى تلميذاتها، ديانا جون موجوك البالغة من العمر 14 عامًا، المكان الثاني في تصنيف أفضل تحصيل للطلاب في المنطقة. ستنتقل ديانا الآن من المستوى الابتدائي إلى المستوى المتوسط.
تشيد ديانا، اللاجئة من جنوب السودان، بالتغييرات التي حدثت عندما استقبل صفّها الدراسيّ معلّمين جدد. وهي تعزو حصولها على درجة جيّدة في اللغة العربية إلى وجود معلمة اللغة العربية، عفاف، والعلاقة الوثيقة التي جمعت بينهما.
قالت ديانا: "عندما تفتح المدرسة أبوابها، سوف ألتحق بصفّ دراسيّ جديد. إني أتطلع إلى تعلّم أشياء جديدة".
كما اشار مدير المدرسة، شرف صالح آدم، إلى أن الدعم كان حاسمًا في جذب التلاميذ للعودة إلى الصفوف الدراسية التي كانت تفتقر إلى المعلمين. وقال: "كثيرون يغادرون المنزل ولكنهم لا يصلون إلى المدرسة".
التحضير للعام الدراسي الجديد
كان افتتاح العام الدراسي 2022-2023 قد تأجّل في العديد من الولايات، بما فيها جنوب دارفور، على أثر الفيضانات التي دمرت المدارس. ومن المرجح أن يؤدي هذا إلى تفاقم فقدان التعلم الناجم عن إغلاق المدارس لفترة طويلة بين عاميّ 2020 و2021 بسبب "كوفيد-19"، وأن يُعرّض العديد من الأطفال لخطر التسرب من المدرسة.
مع اقتراب إعادة فتح المدرسة، تجري الاستعدادات اللازمة في بليل لاستئناف التعلم بسلاسة. يلتقي أعضاء مجلس الطلاب خلال زيارة إلى المدرسة مع اتحاد الآباء والمعلمين لمناقشة قضايا مختلفة، بما فيها التغذية المدرسية والتسجيل في النوادي وأنشطتها، وتسجيل حضور التلاميذ. وتُعتبر هذه ممارسة روتينية توفر للأطفال والشباب فرصة للمشاركة في القضايا التي تهمّهم وتهمّ تعليمهم.
بعد ابتعاد طال خمسة أشهر عن المدرسة (أي منذ حزيران/يونيو 2022)، فإن الأطفال يتطلعون إلى العودة إليها. لقد عبّر هؤلاء الأطفال عن أكثر ما يأملون في حدوثه عندما تفتح المدرسة أبوابها في تشرين الأول/أكتوبر.
لم يستطع بعض أطفال المدرسة إخفاء حماسهم أثناء استعدادهم للعودة إليها.
قال أهار منان عليّ عمر، 15 سنة، والذي سوف يلتحق بالمدرسة المتوسطة: "إنني أتطلع إلى رؤية زملائي في الصف الدراسيّ والحصول على كتب جديدة وتعلم شيء جديد في الصفّ الدراسيّ الجديد ".
تقول رسماز بوش أحمد، وهي تلميذة في الصف الثالث في المدرسة: "لم أرَ صديقاتي بخيتة وإكرام وجهاد منذ وقت طويل. أشتاق لرؤيتهنّ ولقراءة كتبي".
قدّمت اليونيسف أيضًا الدعم لبناء سياج حول مباني المدرسة من أجل سلامة الطلاب والمعلّمين والممتلكات.