
برنامج يونيسف نقد زائد يعزّز صحة الأطفال خلال أول 1,000 يوم من الحياة
أمهات من ولاية كسلا يشاطروننا تجاربهن
- متوفر بـ:
- English
- العربية
يفاقم الركود الاقتصادي الحاد والإنتاج الغذائي الهزيل الأمن الغذائي. وفي كثير من المنازل، لا تستطيع العائلات تحمّل كُلَف الوجبات المغذية بسبب ارتفاع أسعار الغذاء. ويؤثر ذلك على تغذية العائلات، خاصة الأطفال والحوامل.
في 2022، عانى نحو ثلاث ملايين طفل تحت سن الخامسة من العمر من سوء التغذية في السودان منهم 650,000 مصاب بسوء التغذية الحاد من دون علاج، وبقاؤهم على قيد الحياة غير مؤكد. إن أثر سوء التغذية نهائي لا يمكن عكسه ويدوم للأبد. ويبقى عدد الأطفال المتأثرين مرتفعًا، وقد ازداد في بعض المناطق.
أطلقت يونيسف وشركاءها عام 2021 أول برنامج نقد زائد أو Cash Plus يعرف باسم "برنامج التحويلات النقدية للأم والطفل- زائد". وهو برنامج متكامل للحماية الاجتماعية للنساء الحوامل والأمهات المرضعات بهدف تعزيز صحة أطفالهن خلال أول 1,000 يوم من حياتهم – أي منذ بداية الحمل حتى عيد ميلادهم الثاني.
يتم تسجيل المستفيدات في مرافق الرعاية الصحية الأولية وتقديم المال النقدي غير المشروط لهن مترافقًا مع تقديم المعارف للأمهات وربْطِهنّ بخدمات الرعاية الصحية بما فيها رعاية ما قبل الولادة، والتحصين/ التطعيم، والرعاية التغذوية من بين خدمات أخرى تتعامل مع الحرمان الكامن صحيًا وغذائيًا.
وتُقدَّم للأمهات اللواتي تواجهن تحديات جمّة فرصة للإنفاق على أكثر احتياجات عوائلهن إلحاحًا. وقد زارت يونيسف بعض المنتفعات من البرنامج في ولاية كسلا اللواتي تشاطرن تجارُبَهنّ مع البرنامج.

مريم عبد الله، أم لثلاثة أطفال في الـ38 من العمر، تحتضن طفلها ذا الـ10 أشهر من العمر
تسجّلت مريم في برنامج يونيسف نقد زائد أثناء زياراتها لمرفق الرعاية الصحية الأولية عام 2021 قبل إنجاب طفلها. وبينما كانت تتطلع قُدُما لإنجاب طفلها بصحة جيدة، واجهت أم الأطفال الثلاثة، وهي أيضًا ربة بيت، تحديات حين شُخّصت بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل. وبسبب محدودية ما تملك من مال، أصابها القلق بشأن صحتها وصحة مولودها القادم.
جاءت المساعدة النقدية في وقتها. وما أن تسلّمت مريم أول دفعتين حتى التفتت إلى علاجها الطبي، وهيّأت لقدوم ابنها الذي أسمته رمضان، وابتاعت طعامًا مغذيًا لأسرتها.
"أنا مصابة بمرض السّكّري وضغط الدم وحامل، لذلك استفدت من المال لشراء الأدوية. كنت أريد ضمان إنجاب طفل سليم بصحة جيدة،" تقول مريم.
بعد الولادة، استلمت مريم الدفعة الثانية التي استخدمتها لشراء المزيد من الطعام لضمان وجود ما يكفي من الحليب في ثدييها. "حين بلغ طفلي الشهر السادس من عمره، استخدمت بعض النقود لتنويع المأكولات له. العاملون الصحيون قالوا لنا أن نعطي الرضيع طعامًا متوازنًا،" أكملت مريم.
وتُمكّن مثل هذه المنح المالية الأمهات اقتصاديًا وتجعلهن قادرات على الاختيار بأنفسهن مقارنة بالمساعدة العينيّة. وقد استطاعت مريم شراء ما احتاجته هي وعائلتها في أوقات مختلفة قبل ولادة رمضان وبعدها.


بهيتا محمد موسى - أم لطفلتين – تالين، وعمرها سنتان وثمانية أشهر، وتالا وعمرها سنة وثلاث أشهر. وهي منتفعة من برنامج يونيسف نقد زائد – تجلس في منزلها الهاديء في ولاية كسلا قبل إطعام ابنتيها برتقالًا طازجًا وفواكه أخرى في فترة منتصف النهار.
كانت بهيتا قد أنجبت طفلها الثاني للتو عندما سمعت عن البرنامج من جارة لها كانت قد التحقت به. وكانت هي الأخرى مؤهلة. ومنذ أن سجّلت، استلمت بهيتا المساعدة المالية مرتين. وقد وضعت أولويات لتوفير الوجبات المغذية لعائلتها. تقول بهيتا: "ابتعت الحليب وتأكدت من أن أطفالي يأكلون جيدًا. كما استطعت استعمال النقود لشراء فواكه طازجة كالبرتقال والكريفوت (الليمون الهندي)، والخضروات – التي لم أكن في البدء قادرة على تحمّل كلفتها لأن سعرها مرتفع جدًا."
"لقد ساعدنا المال النقدي على شراء مأكولات مغذية خلال الأوقات التي كان فيها الوضع يسوء. أشعر بالسرور حين أرى أطفالي يتناولون طعامًا مغذيًا وبعكس الماضي فإن هذه الأطعمة متوفرة في منزلي،" تضيف بهيتا.
تمنع التقاليد بهيتا من الذهاب إلى السوق لشراء الطعام. لكنها تمكّنت من خلال البرنامج والمساعدة المالية النقدية من اتخاذ القرارات بشأن الاحتياجات الأكثر إلحاحًا لعائلتها، بينما يقوم زوجها بالتسوّق

بينما كانت تسعى للحصول على خدمة التطعيم لابنتها وعمرها سنتين، في مرفق الرعاية الصحية الأولية في كسلا، سمعت عائشة عن "برنامج التحويلات النقدية للأم والطفل- زائد". كانت حاملا وسجّلت فورًا في البرنامج في سبتمبر/ أيلول 2021.
إضافة للدعم النقدي، استفادت عائشة أيضًا من جلسات ما قبل الولادة المنتظمة التي يقدمها مركز الرعاية الصحية الأولية التي لم تظن أنها ضرورية أثناء حملها بطفلها الأول. وحتى الآن، قامت عائشة بست زيارات إلى رعاية ما قبل الولادة كما نصحها بذلك العاملون الصحيون في مركز الرعاية الصحية كجزء من الخدمات التي يدعمها البرنامج. وهذا هو المكوّن زائد في برنامج يونيسف نقد زائد.
مستخدمة الدفعتين النقديتين اللتان وصلاها حتى الآن وبلغتا 96,000 جنيه سوداني (200 دولار أمريكي)، اشترت عائشة المأكولات لمنزلها.
كربة بيت لا تعمل، شكّل المال النقدي موردًا لأم الطفلين. تقول عائشة: "لدي اليوم بعض المال وأستطيع أن أوفّر طعامًا جيدًا لأطفالي وأشقائي وغيرهم من أفراد عائلتي." لكنها أردفت إن هناك حاجة لزيادة المنحة النقدية المعطاة لها نظرا للوضع الاقتصادي السائد.

زليخة إبراهيم محمد، 35 عامًا، في الشهر الخامس من حملها وإحدى النساء اللواتي تنتظرن الخدمات الطبية في مركز العلاج المجتمعي في بلدة كسلا. وتُقدَّمُ المساعدة المالية في مثل هذه المرافق الصحية في أنحاء شرق السودان إلى جانب الرعاية الصحية والغذائية والتطعيم كجزء من برنامج التحويلات النقدية للأم والطفل – زائد.
وبوجود منزلين في كسلا وبور سودان، تستطيع زليخة الحصول على الخدمات الصحية والدعم المالي النقدي في كلا الموقعين. وقد أطلقت يونيسف البرنامج لمنفعة الأمهات الحوامل في الولايتين وكل ما تحتاجه زليخة هو بطاقة تسجيلها.
والدة الأطفال الخمسة التي تستفيد من البرنامج منذ يوليو/ تموز 2022 استلمت دفعة واحدة من المال استخدمتها لشراء أطعمة مغذية كالفواكه، والحليب، والخضروات لتنويع وجبات عائلتها.
ادّخرت زليحة ما تبقى من المال لتلبية الاحتياجات المنزلية الأخرى والاستعداد لولادة طفلها لأنها لا تملك مورد دخلٍ بديل. ومع أنها كسبت بعض المال من صناعة الفخار، ونسج السلال والحصائر، إلا أن نصيحة العاملين الصحيين لها كانت التوقف عن أي عمل شاق بعد أن فقدت جنينها مرتين في السابق ولحماية الطفل القادم الذي لم يولد بعد.

مرافق الرعاية الصحية الأولية هي الحبل السرّي لـ "برنامج التحويلات النقدية للأم والطفل- زائد" الذي تدعمه يونيسف.
خلال زيارة إلى مرفق الرعاية الصحية الأولية في مايو/ أيار 2022 للحصول على مطعوم التتانوس كجزء من رعاية ما قبل الولادة، سُجِّلت نائلة موسى محمد، 19 عامًا، في البرنامج. وها هي هنا تجلس في منزلها لترضع طفلتها آيلا وعمرها ثلاث أشهر.
آيلا ترضع جيدًا، وهي ممارسة احتضنتها والدتها بعد جلسات التغذية التي قدّمها العاملون الصحّيّون في مركز الرعاية الصحية كجزء من برنامج يونيسف نقد زائد.
وتقول نائلة: "الاتصال الوحيد الذي أقوم به مع طفلتي في هذه اللحظة يتم من خلال الرضاعة."
تسلّم المال النقدي يعني المزيد من الاستقرار لعائلتها. فبعد أن تسلّمت ما مجموعه 34,000 جنيه سوداني (70 دولارًا أمريكيًا)، استطاعت نائلة شراء مأكولات مثل الزيت، والدقيق، والسكر لإكمال ما لديها من أطعمه في المنزل.
كما أنها أيضًا استثمرت بعض المال لشراء معزة. "المعزة ستوفر اللبن/ الحليب لعائلتي، خاصة لآيلا وقتما تبدأ بالتغذية التكميلية،" تُسِرُّ نائلة.