امرأة تموت كل دقيقتين بسبب الحمل أو الإنجاب: منظمات الأمم المتحدة

تُظهر البيانات الجديدة تراجعًا كبيرًا في صحة الأم في العديد من مناطق العالم، وتسلط الضوء على التفاوت الصارخ في الوصول إلى الرعاية الصحية

22 شباط / فبراير 2023
newborn health, under five, infant, maternal health, child birth, pregnancy, mother, infant
UNICEF Sudan/2022/Zehbrauskas

جنيف/ نيويورك/ واشنطن، 23 فبراير/ شباط 2023 – تموت امرأة كل دقيقتين أثناء الحمل أو الولادة وفقًا للتقديرات الأخيرة الصادرة في تقرير لوكالات الأمم المتحدة اليوم. ويبيّن التقرير المعنون اتجاهات وفيات الأمهات انتكاسات مفزعة لصحة النساء خلال السنوات الأخيرة في وقت زادت فيه وفيات الأمهات أو بقيت على حالها في جميع مناطق العالم تقريبًا.

يقول الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: "بينما ينبغي بالحمل أن يكون وقت أملٍ غامرٍ وتجربةٍ إيجابية لجميع النساء، فإنه ما زال يشكّل تجربة مأساوية خطرة لملايين النساء حول العالم ممن لا يستطعن الحصول على خدمة رعاية صحية من نوعية عالية ومحترمة. وتُظهر هذه البيانات الجديدة حاجة مستعجلة لضمان حصول كل امرأة وفتاة على الخدمات الصحية الضرورية قبل الولادة، وخلالها، وبعدها وأن بإمكانِهنّ ممارسة حقوقهن الإنجابية."

ويُظهر التقرير الذي يتتبّع وفيات الأمهات على الصُعُد الوطنية، والإقليمية، والعالمية من 2000 إلى 2020 أنه كانت هناك ما تقدر بـ 287,000 وفاة لأمهات في العالم في 2020. وهو ما يعني انخفاضًا بسيطًا من 309,000 عام 2016 حين دخلت أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة حيّز التنفيذ. ومع أن التقرير يؤشّر إلى بعض التقدم الجدّي في خفض وفيات الأمهات بين عامي 2000 و2015، إلا أن هذه المكاسب تعثرت بشكل كبير أو حتى انعكست في بعض الحالات بعد تلك النقطة.

وفي إقليمين من أقاليم الأمم المتحدة الثمانية – أوروبا وأمريكا الشمالية، وأمريكا اللاتينية والكاريبي – ارتفع معدل وفيات الأمهات من 2016 إلى 2020 بنسبة 17 بالمائة و15 بالمائة على التوالي. وفي الأماكن الأخرى، ركدت النسبة. ومع ذلك فالتقرير يلاحظ أن التقدم ممكن. فعلى سبيل المثال، شهد إقليمين – أستراليا ونيوزيلندا ووسط وجنوب آسيا – تراجعا مهما (بنسب 35 بالمائة و16 بالمائة على التوالي) في نسب وفيات الأمهات خلال الفترة نفسها، كما حصل في 31 بلدًا عبر العالم.

"إن معجزة ولادة الأطفال مشوبة بفاجعة وفاة الأمهات بالنسبة لملايين العائلات،" تقول كاثرين رَسِل، المديرة التنفيذية لليونيسف. "لا يجب أن تخاف أي أم على حياتها وهي تجلب رضيعًا إلى الدنيا، خاصة حين تكون المعرفة والأدوات لعلاج المضاعفات العادية موجودة. إن المساواة في الرعاية الصحية توفّر لكل أم، أياً كانت وأينما كانت، فرصة عادلة لإنجاب طفلها بأمان، ومستقبلًا صحيًا لعائلتها."

بالأرقام الإجمالية، ما زالت وفيات الأمهات مركّزة بشكل كبير في أفقر أجزاء العالم وفي البلدان المتأثرة بالنزاعات. وفي 2020، وقع 70 بالمائة من جميع وفيات الأمهات في أفريقيا جنوب الصحراء. وفي تسعة بلدان تواجه أزمات إنسانية حادة، كانت نسب وفيات الأمّهات أكثر من ضعف المعدل العالمي (551 وفاة لكل 100,000 ولادة حيّة، مقارنة بـ 223 عالميًا).

يقول خوان بابلو أوريبه، المدير العالمي للصحة والتغذية والسكان في البنك الدولي، ومدير مركز التمويل العالمي إن "هذا التقرير يوفر مرة أخرى تذكيرًا صارخًا جديدًا بالحاجة الطارئة لمضاعفة الالتزام بصحة النساء واليافعين. وبالعمل الفوري، والمزيد من الاستثمار في الرعاية الصحية الأولية، وأنظمة صحية أقوى وأكثر قدرة على التكيُّف، يمكن لنا إنقاذ الحياة وتحسين الصحة والرفاه، ودفع حقوق وفرص الأمهات واليافعين إلى الأمام."

إن النزيف الحاد، وضغط الدم المرتفع، والالتهابات المتصلة بالحمل، ومضاعفات الإجهاض غير الآمن، والأوضاع الكامنة التي يمكن أن تفاقم الحمل (مثل نقص المناعة البشرية المكتسب/ الإيدز والملاريا) هي أسباب بارزة لوفيات الأمهات. ويمكن الوقاية منها كلها وعلاجها بالحصول على الرعاية الصحية عالية النوعية والمحترمة.

ويمكن للرعاية الصحية الأولية التي تركز على المجتمعات المحلية الاستجابة لاحتياجات النساء، والأطفال، واليافعين وتمكينهم من الوصول العادل إلى الخدمات الضرورية مثل الولادات التي تقوم على المساعدة، ورعاية ما قبل وما بعد الولادة، وتحصين الأطفال، والتغذية وتنظيم الحمل. لكن نقص تمويل أنظمة الرعاية الصحية الأولية، ونقص عاملي الرعاية الصحية المجرّبين، وسلاسل التبريد غير المنتظمة للمنتجات الطبية تهدد التقدم.

إن ثلث النساء تقريبًا لا يحصلن حتى على أربعة من الفحوصات القبولادية الثمانية الموصى بها ولا على الرعاية الضرورية بعد الولادة بينما لا تستطيع 270 مليون امرأة الوصول إلى أساليب تنظيم الأسرة الحديثة. إن السيطرة على صحتهن الإنجابية - خاصة القرارات المتعلقة بإذا ما كانت ومتى تنجب الأطفال - أمر ضروري لضمان قدرة النساء على التخطيط ومباعدة الولادات وحماية صحّتِهِنّ. إن غياب الإنصاف المتعلق بالمداخيل، والتعليم، والعرق أو الإثنية يفاقم المخاطر التي تواجهها المهمّشات من الحوامل اللواتي لا يحصلن إلا على أقل القليل من رعاية الأمومة الأساسية لكنهن الأكثر احتمالًا لاختبار المشاكل الصحية الكامنة أثناء الحمل.

"ليس مقبولًا أن تواصل الكثير من الأمهات الموت بدون أي داعٍ أثناء الحمل والولادة. إن أكثر من 280,000 وفاة في سنة واحدة أمر يعافُهُ الضمير،" تقول الدكتورة ناتاليا كانِم، المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان. "بإمكاننا، بل إن من واجبنا أن نفعل ما هو أفضل بالاستثمار فورًا في تنظيم العائلة وسد النقص العالمي في عدد القابلات البالغ 900,000 قابلة لكي تستطيع كل امرأة الحصول على رعاية البقاء على قيد الحياة التي تحتاجها. لدينا الأدوات، والمعرفة، والموارد لإنهاء وفيات الأمهات التي يمكن الوقاية منها، لكن ما نحتاجه الآن هو الإرادة السياسية."

قد تكون جائحة كوفِد-19 كبحت المزيد من التقدم في صحة الأمهات. وإذا ما لاحظنا أن سلسلة البيانات الحالية تنتهي في 2020، فإن هناك حاجة لمزيد من البيانات لإظهار التأثيرات الحقيقية للجائحة على وفيات الأمهات. إن عدوى كوفِد-19 يمكن أن تزيد المخاطر أثناء الحمل، لذا فإن على البلدان القيام بالعمل اللازم لضمان حصول الحوامل وأولئك اللواتي يخططن للحمل على لقاحات كوفِد-19 ورعاية فعالة لمرحلة ما قبل الولادة.

يقول جون وِلْـمُـث، مدير قسم السكان في دائرة الأحوال الاقتصادية والاجتماعية: "يبقى خفض وفيات الأمهات واحد من أكثر التحديات العالمية إلحاحًا. إن إنهاء وفيات الأمهات التي يمكن الوقاية منها وتسهيل الحصول الشامل على رعاية صحية نوعية للأمهات يتطلب جهودا وطنية ودولية مستدامة والتزاما ثابتا لايتزعزع، خاصة للسكان الأكثر ضعفًا. إن ضمان بقاء كل أم في كل مكان على قيد الحياة عند الولادة هي مسؤوليتنا الجماعية لكي تزدهر الأم وأطفالها."

ويبيّن التقرير أن على العالم أن يسرّع التقدم بشكل واضح لتحقيق الأهداف العالمية في خفض وفيات الأمهات، وإلا فإن حياة أكثر من مليون امرأة ستكون في خطر حتى 2030.

#####

ملاحظات للمحررين:

سيكون التقرير موجودًا هـنـا بعد انتهاء الحظر.

احصل على البيانات المفتاحية هـنـا

محتوى متعدد الوسائط متوفر هـنـا

معلومات عن التقرير

أنتجت منظمة الصحة العالمية التقرير باسم مجموعة وكالات الأمم المتحدة البينيّة لتقدير وفيات الأمهات  المشكّلة من منظمة الصحة العالمية، ويونيسف، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، ومجموعة البنك الدولي، وقسم السكان في دائرة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في الأمم المتحدة. وهي تستخدم بيانات وطنية لتقدير مستويات واتجاهات وفيات الأمهات من عام 2000 إلى 2020. إن البيانات في هذه المطبوعة الجديدة تَجُبُّ جميع التقديرات السابقة التي نشرتها منظمة الصحة العالمية ومجموعة الأمم المتحدة البينية لتقدير وفيات الأمهات.

عن البيانات

غاية أهداف التنمية المستدامة فيما يتعلق بوفيات الأمهات هي معدل وفيات أمهات عالمي أقل من 70 وفاة لكل 100,000 ولادة حية بحلول عام 2030. وفي 2020، قُدِّر المعدل العالمي بـ 223 وفاة لكل 100,000 ولادة حية نزولًا من 227 في 2015 ومن 339 في عام 2000. وفي عصر هدف التنمية الألفية من 2000 إلى 2015، كان المعدل السنوي للتخفيض 2.7 بالمائة، لكن هذا هبط إلى مستويات لا تذكر خلال السنوات الخمس الأولى من عصرأهداف التنمية المستدامة (من 2016 إلى 2020).

يحتوي التقرير على بيانات موزّعة حسب الأقاليم التالية التي تُسْتَخدَمُ في التبليغ عن أهداف التنمية المستدامة: آسيا الوسطى وجنوب آسيا، أفريقيا ما وراء الصحراء، أمريكا الشمالية وأوروبا، أمريكا اللاتينية والكاريبي، غرب آسيا وشمال أفريقيا، أستراليا ونيوزيلندا، شرق آسيا وجنوب- شرق آسيا، وأقيانوسيا ما عدا أستراليا ونيوزيلندا.

يُعرّف موت الأم بأنه الموت الناتج عن مضاعفات لها صلة بالحمل أو الولادة، وتقع حين تكون المرأة حاملًا، أو أثناء الأسابيع الستة الأخيرة من الحمل.

بيانات الاتصال بالفريق الإعلامي

Sara Alhattab
UNICEF
هاتف: +1 917 957 6536
بريد إلكتروني: salhattab@unicef.org
Laura Keenan
WHO
هاتف: +41 79 500 65 64
بريد إلكتروني: keenanl@who.int

عن اليونيسف

تعزز اليونيسف حقوق ورفاه كل طفل، وهي ملتزمة تجاه أطفال السودان. ولا نتخلى أبداً عن إيجاد حلول تقدم مساعدة فورية لإنقاذ حياة الأطفال أو تقدم دعماً دائماً حتى يكبر هؤلاء الأطفال بكرامة وصحة وتعليم.

لمزيد من المعلومات حول اليونيسف وعملها من أجل الأطفال، يرجى زيارة www.unicef.org.

تابع اليونيسف على تويتر  وفيسبوك  وإنستغرام