الصراع والفقر أديا إلى حرمان الأطفال من المدرسة، وقد حان الوقت للرد
نصف الأطفال فقط في شرق دارفور مسجلون في المدارس. وتعمل اليونيسف مع الشركاء لتسجيلهم وإبقائهم في المدارس ومساعدة المتسربين من الدراسة على الانضمام إلى برامج التعليم البديل.

- متوفر بـ:
- English
- العربية
ولاية شرق دارفور من أفقر ولايات السودان. لقد تركت سنوات الصراع في إقليم دارفور الولاية في حالة فقر وخذلان بسبب نظام تعليمي ضعيف للغاية. تستضيف الولاية أيضاً العديد من اللاجئين من جنوب السودان الذين وصلوا في عامي 2015 و 2016 بسبب الصراع والمجاعة في جنوب السودان.
أكثرمن نصف السكان الذين يزيد عددهم عن 1.3 مليون هم من الأطفال، ومع ذلك، فإن 52.9% فقط من الفتيات و52.6 من الأولاد في ولاية شرق دارفور يلتحقون بالمدارس. وهذا تحسن عن العام الدراسي 2015 / 2016 حيث بلغ معدل الالتحاق الإجمالي 43%.
هذا يعني أن حوالي 207,376 طفلاً في سن الدراسة يقال إنهم غير ملتحقين بالمدارس، ومعظمهم متضررون من النزاع ومن البدو الرحل ومن مجتمعات اللاجئين.
قال علي أحمد، رئيس وحدة البالغين والمراهقين في وزارة التربية والتعليم والإرشاد في ولاية شرق دارفور: "في شرق دارفور، لدينا أشخاص لديهم نمط حياة بدوي. واجتماعياً، لا ترغب العديد من المجتمعات في إرسال أطفالها إلى المدرسة أو إبقائهم فيها لأن ذلك باهظ الثمن. يكلف إرسال طفل إلى المدرسة خمسة رؤوس ماشية وهذا يزيد فقط، وهذه هي الطريقة التي يقيسها المجتمع. نحن بحاجة إلى جعل التعليم جذاباً والعمل على العقلية"
علي هو أحد المنسقين الذين يعملون عن كثب مع اليونيسف في مشروع يستهدف المجتمعات المضيفة واللاجئين في عديلة وأبو كرنكا، وهما محليتان في الولاية.
قال علي: "نحن نخلق بيئة تعليمية أفضل للأطفال لتسجيلهم في المدارس وإبقائهم هناك. كما نستثمر في برنامج التعليم البديل لاستيعاب الطلاب غير الملتحقين بالمدارس وإعادة دمجهم في النظام".
يستهدف البرنامج الأطفال غير الملتحقين بالمدارس وكذلك الأطفال اللاجئين حيث تواصل الدولة استضافة اللاجئين من جنوب السودان. وأفضل وصف لبرنامج التعليم البديل هو أنه مكان بديل للتعلم للأطفال والمراهقين الذين فاتتهم فرصة الالتحاق بالمدارس أو تركوا النظام المدرسي الرسمي في مرحلة ما وهذا يشمل الأطفال المتأثرين بحالات الطوارئ والنزاعات.
تعتبر ولاية شرق دارفور حالة طوارئ بسبب الأعداد الكبيرة من اللاجئين بالإضافة إلى سنوات من الصراع المستمر. وقد استدعت حالة الطوارئ هذه التدخل من قبل اليونيسيف لضمان حصول الأطفال اللاجئين وكذلك الأطفال من المجتمعات المضيفة على تنمية وتعليم الطفولة المبكرة.
كان لدى المشروع نهجاً شاملاً حيث عمل على إعادة تأهيل وبناء الفصول الدراسية، وبناء مراكز برنامج التعليم البديل، وتدريب المعلمين بالإضافة إلى أنشطة أخرى.
وفي شرق دارفور، تلقى 60 معلماً من معلمي برنامج التعليم البديل تدريباً على التعليم في حالات الطوارئ، ومنهج برنامج التعليم البديل والمهارات الحياتية. وتجدر الإشارة إلى أن المدارس هنا إما دمرت أو هجرت أثناء النزاع وهي أيضا في حالة سيئة للغاية.
قالت عواطف ضو البيت، مسؤولة تعليم في مكتب اليونيسف في شرق دارفور: "جميع مراكز برنامج التعليم البديل موجودة داخل المدارس، وقد استهدفنا مدرستين في عديلة ومدرستين في محليات أبو كرينكا مع اللاجئين والمجتمعات المضيفة. نحن ندعم مرحلة ما قبل المدرسة ومدرسة الأساس بالإضافة إلى برنامج التعليم البديل وقد تم ذلك من خلال العمل مع المعلمين وأولياء الأمور"
ومن أبرز ما يميز البرنامج إشراك المعلمين اللاجئين في برنامج التعليم البديل.
وقالت عواطف: "لقد دربنا اللاجئين من جنوب السودان على البرنامج لأنهم يفيدون المجتمع من خلال مهاراتهم في اللغة الإنجليزية وأيضا لأنه يجعل الطلاب اللاجئين يشعرون بأمان أكبر وبأنهم في وطنهم".
لا يزال السودان يستضيف أكثر من مليون لاجئ وطالب لجوء، بما في ذلك أكثر من 810,000 لاجئ من جنوب السودان: وهو ثاني أكبر رقم في المنطقة (بعد أوغندا)[1]. بالإضافة إلى حوالي 60,000 لاجئ إثيوبي فروا مؤخراً من الصراع في منطقة تيغراي. ويعيش اللاجئون في مجتمعات مضيفة تكافح بدورها الفقر والصراع والتهميش.
يعد دعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة صيغة هامة لضمان التعايش السلمي وهذا يتطلب الاستثمار في صحة وتعليم الأطفال الذين يشكلون 715,000 من أصل 1.1 مليون لاجئ.
ويرجع هذا الجهد الكبير إلى الدعم الهائل والتمويل السخي من الصندوق الأمريكي لليونيسف وهذا جزء من مشروع متعدد السنوات ومتعدد البلدان من جمعيات قديسي اليوم الأخير الخيرية.
[1] المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: لوحة معلومات سكان السودان: اللاجئون وطالبو اللجوء (حتى 28 فبراير 2019).