إتاحة الفرصة للأطفال الذين لا يذهبون إلى المدرسة للعودة إلى مقاعد الدراسة
بفضل برنامج التعلم البديل الذي تدعمه اليونيسف في النيل الأزرق
- متوفر بـ:
- English
- العربية
سناء يحيى هي معلمة رياضيات في مركز الزهور لبرنامج التعلم البديل ، وقد شغلت هذه الوظيفة على مدى السنوات العشر الماضية.
مركز التعلم البديل الذي تدعمه اليونيسف والموجود في الدمازين، عاصمة اقليم النيل الأزرق، هو واحد من 68 مركزًا لبرنامج التعلّم البديل في المنطقة، وقد التحق 40 تلميذًا بمستوى التعليم الأول (حيث تتراوح أعمار التلاميذ بين 7 و9 سنوات) بالإضافة إلى 60 تلميذًا التحقوا بالمستوى الثاني (حيث تتراوح أعمار التلاميذ بين 10 و14 عامًا).
العديد من التلاميذ الموجودين في المركز لم يسبق لهم أن ذهبوا إلى المدرسة إطلاقًا لعدم مقدرة الوالدين على تحمل النفقات، كما تسرّب آخرون من المدرسة بينما نزح العديدون أو تأثروا بالنزاع. لكن هناك شيء واحد مشترك بينهم جميعًا، وهم أنهم بحاجة إلى التعليم الذي هو حقهم.
تؤكّد سناء أن تعليم هؤلاء الصغار لم يكن سهلاً أبدًا. وتقول: "إن تجربة التدريس في مركز برنامج التعلم البديل صعبة، إذ يصل معظم الطلاب إلى المركز دون أن تكون لديهم أية خبرة تعليمية سابقة، وهذه هي المرة الأولى التي يتعلمون فيها إذ أن عائلاتهم تكافح اقتصاديًا، مما يجعل مهمّتنا أكثر صعوبة، إذ علينا أن نقوم بتعليمهم ومراجعة الدروس معهم لأن أسرهم لا تستطيع القيام بذلك".
لحسن الحظ، فإن برنامج التعلم البديل في المركز يوفر للتلاميذ ما يحتاجون إليه وأكثر. تم تصميم البرنامج للأطفال غير الملتحقين بالمدرسة الذين لم يسبق لهم أن ذهبوا إلى المدرسة مطلقًا، أو تسربوا منها، أو لا يمكن دمجهم في نظام التعليم العام دون أن يعوّضوا ما فاتهم من الدروس.
يقوم ستة معلمين على خدمة المركز، ويغطون اللغة العربية والإنجليزية والعلوم والرياضيات.
لا تكتفي سناء يحيى والمعلمون الآخرون في المركز بتقديم الدروس لتلاميذهم، بل يصرفون الوقت أيضًا لكي يتعرفوا على خلفيات التلاميذ من أجل خدمتهم بشكل أفضل.
تقول ماجدة عبد المجيد، رئيسة المركز: "يعمل بعض التلاميذ في الأسواق المحلية ونحن نفهم ظروفهم، لكننا نريدهم أن يواصلوا تعلّمهم".
إن غالبية الفتيات اللواتي يتعلمن في المركز يحضرنَ الدروس في ساعات الصباح قبل التوجه إلى السوق. ولكي يقوم المركز بتلبية احتياجات جميع التلاميذ وضمان عدم تفويت أيّ منهم للدروس، فإنه ينظم دروسًا في الصباح وبعد الظهر، مما يتيح لهم جميعًا فرصة اختيار الأوقات المناسبة للمجيء إلى الصف الدراسي وِفقًا لمسؤولياتهم الأخرى. كما يتم تنظيم صفوف دراسية خاصة للذين يتخلفون عن تحقيق أهدافهم.
تجد الفتيات اليافعات اللواتي تركن المدرسة بسبب الزواج ملاذًا آمنًا في هذا المركز وفرصة للعودة إلى المدرسة.
انتقال تلاميذ برنامج التعلم السريع إلى نظام المدارس الرسمية
تركز المناهج الدراسية التي يقدمها المركز على تعلّم القراءة والكتابة والحساب والمهارات الحياتية لمساعدة الأطفال على الاندماج في التعليم الأساسي الرسمي، أو التسجيل للتدرّب على المهارات لزيادة إمكانية توظيفهم من أجل تحسين سبل العيش. هذا وقد زادت النسبة لتصل إلى دمج 75 في المائة من متعلمي برنامج التعلم البديل في النظام المدرسي الرسمي، وخاصة أولئك الأصغر سنًّا.
قالت ماجدة: "يتخرج تلاميذنا من هذا البرنامج وينضمون إلى المدارس الرسمية، وقد انضمّ أحد طلابنا إلى جامعة النيل الأزرق. ونحن نعتبر ذلك نجاحًا للبرنامج."
دعمت اليونيسف، بتمويل من التعاون الألماني، بناء مركز الزهور لبرنامج التعلم البديل ، وهو المركز الذي كان ولا يزال يوفر فرصة التعلّم للأطفال الهشّين الذين لا يذهبون إلى المدرسة. كما تزود اليونيسف المركز بدفاتر ولوازم قرطاسية ورزم ترفيهية ورزم تعليمية بالإضافة إلى تدريب المعلمين والمُشرفين.