رسم الابتسامات على وجوه الأطفال
الدعم الذي تقدمه اليونيسف لمراكز إعادة تأهيل الأطفال في القدس الشرقية يساعد الأطفال الفلسطينيين على العثور على صوتهم
- متوفر بـ:
- English
- العربية
القدس الشرقية، أيلول 1، ولدت فرح، الفتاة ذات الخمس سنوات، تماماً كأي فتاة أخرى، باستثناء حقيقة وجود كروموسوم إضافي لديها، تقول والدتها "عندما ولدت فرح، كانت الفرحة ظاهرة على وجهها،" وتضيف قائلةً: "في البداية، كان من المخطط أن نسميها ليلى، ولكن عندما تم تشخيص إصابتها بمتلازمة داون، قرر والدها تسميتها فرح”.
يحتاج الأطفال الذين يعانون من متلازمة داون إلى عناية واهتمام خاصين، ولهذا السبب قامت عائلة فرح بنقلها إلى مركز إعادة التأهيل المدعوم من يونيسف في القدس الشرقية. حيث يتلقى هذا المركز دعماً من يونيسف كجزء من مبادرة "تعزيز خدمات الرعاية الصحية وزيادة القدرات السريرية لمرافق الرعاية الصحية في القدس الشرقية للتصدي لانتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) وضمان استدامة الخدمات الصحية والتنمية في مرحلة الطفولة المبكرة للأطفال ذوي الإعاقة" الممول من الحكومة النرويجية.
يهدف هذا المشروع إلى تعزيز قدرة مرافق الرعاية الصحية على تقديم الرعاية للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، من خلال تزويد المركز بالمعدات والأدوات اللازمة لإعادة التأهيل، بالإضافة إلى معدات الحماية الشخصية. هذا وتم تنظيم ثلاث دورات تدريبية لبناء قدرات مقدمي الرعاية الصحية حول كيفية استخدام حمامات العلاج المائي وإجراء اختبارات السمع والحس الحركي، بالإضافة إلى تجهيزات الجلسات العلاجية.
ساهم الدعم المتلقى في تعزيز دور مركز إعادة التأهيل الذي أصبحت العائلات تعتمد عليه بشكل كبير، ولا سيما في منطقة القدس الشرقية. عانى المركز سابقاً من نقص في خدمة فحص السمع، حيث ذكر العديد من المعالجين أن الأطفال يُحالون إليهم دون اجراء اختبارات السمع. وأشارت لوسي، منسقة الجلسات المسؤولة عن علاج فرح "كان لهذا النقص في إجراء الفحوصات تأثيراً كبيراً على خطط علاج الأطفال، حيث لم يكن بالإمكان تحديد احتياجاتهم الخاصة بدقة".
بالنسبة للآباء والأمهات الذين يكافحون من أجل دعم أطفالهم، يتجسَّم هذا ككابوس لوجستي حيث يضطرون إما لأخذ إجازة من العمل أو إحضار أطفالهم في الأسبوع التالي. جدير بالذكر أن الأطفال الفلسطينيون وآبائهم يواجهون تحديات متعلقة بتوافر اختبارات السمع بلغتهم الأم في مناطق سكناهم. وفقاً للمنسقة لوسي "يُشكِّل حاجز اللغة تحديًا حيث يؤثر اختلاف اللغة على دقة الاختبارات"، وتضيف: "وبناءً على ذلك، كثير من الأحيان نشك في صحة نتائج هذه الاختبارات".
تحتاج فرح إلى إجراء اختبارات السمع بانتظام كل عدة أشهر لمتابعة تقدم علاجها، وتقول والدتها "الأشخاص الذين يعانون من متلازمة داون يواجهون غالباً احتمالية ضعف السمع والبصر". يقدم مركز إعادة التأهيل لفرح ليس فقط الخدمات الضرورية التي تحتاجها فرح، ولكنه يوفر أيضًا راحة لعائلتها بسبب قربه لمنطقة سكنهم.
وتؤكد ميرال، التي كانت مرافقة لفرح منذ بداية العلاج، على أهمية هذه الفحوصات "لتحديد أهداف اللغة، يجب التأكد من أن سمع الطفل يعمل ضمن النطاق الطبيعي". إذ ساهم دعم اليونيسف بشكل كبير في تأمين وحدة فحص السمع. تقول ميرال "إذا كان هناك شك حول ضرورة إجراء اختبار السمع، يمكنني أن أحيلهم بسرعة إلى الوحدة دون تأخير"، وأضافت أنه "عندما يقوم الموظف المسؤول عن حالة الطفل بإجراء الاختبارات، تصبح العملية أكثر سهولة"، وهذا يوفر الكثير من الوقت للطفل وعائلته.
انعكس هذا التقدم أيضًا على تحسن فرح، تقول راوية، والدة فرح، إنها في كل مرة تنظر فيها إلى وجه ابنتها، تستطيع أن تشعر بوجود تحسن، وقالت بينما كانت فرح تلعب وتتحدث بانتظام، وهو ما كانت عاجزة عنه في السابق دون علاج النطق: "كانت قدميها ويديها ضعيفتين بشكل غير طبيعي، وكان رأسها دائمًا مائلًا جانبيًا".
تعدُّ هذه أول وحدة سمع في القدس الشرقية التي تخدم الأطفال الفلسطينيين في المدينة، ولم يقتصر دعم اليونيسف على شراء معدات إعادة التأهيل وأدوات ومعدات الحماية الشخصية ووحدة السمع فحسب، بل قامت اليونيسف بتدريب عشرة معالجين في مجال النطق واللغة حول بروتوكولات تقييم السمع وكتابة تقارير ذات جودة عالية بناءً على النتائج.
تسعى اليونيسف جاهدةً لضمان قدرة الأطفال ذوي الإعاقة وعائلاتهم على الوصول إلى خدمات صحية شاملة للإعاقة والدعم والمعلومات في مجتمعاتهم، ابتداءً من مرحلة الطفولة المبكرة وصولاً إلى سنوات المراهقة. دعم حكومة النرويج مكن اليونيسف من دعم فرح وآلاف الأطفال ذوي الإعاقة، واعطائهم الفرصة لتحقيق حياة أفضل.