المدارس والتغذية - نتائج أفضل للأطفال

تعمل اليونيسف والشركاء المحليون على تحسين الوضع الغذائي للأطفال في سن الدراسة من خلال تنفيذ مبادرة المدارس الصديقة للتغذية (NFSI) في دولة فلسطين

UNICEF - SoP
Children having breakfast before school
UNICEF-SoP/Noorani
08 تشرين الأول / أكتوبر 2021


تدرك اليونيسف تماماً أن تغذية الأطفال في سن الدراسة  جزء أساسي من برامجها التي تركز بشكل خاص على الاطفال. وتتيح المدارس الوصول إلى الأطفال من هذه الفئة العمرية حيث إنها  تشكل منصة مؤكدة يمكن من خلالها تقديم المبادرات الغذائية (مثل التوعية الغذائية والمشورة والدعم والخدمات). تقدم المدارس فوائد إضافية لتحقيق الأهداف في مجال التغذية، حيث يمكنها التشجيع على أنظمة التغذية المفيدة، إلى جانب نقل المعرفة ذات الصلة من خلال التعليم القائم على المهارات، خاصة إذا كان مدعوماً بسياسات مساندة تساعد في خلق بيئات مواتية للتوعية حول مبادئ التغذية الجيدة.

إن الأساس المنطقي للاستثمار في تغذية الأطفال في سن الدراسة قد تبلور أكثر فاكثر في السنوات الأخيرة. في البداية كانت وجهة النظر ذات أبعاد تتعلق بالناحية البيولوجية، إلا أن الأدلة الجديدة تشدد على أهمية التغذية في نمو الدماغ خلال مرحلة الطفولة المتوسطة، وتسلط الضوء على قدرة الصغار على التعويض خلال فترة البلوغ . فضلاً عن ذلك، نعلم أن سوء التغذية يضعف المهارات المعرفية لدى الأطفال في هذه الفئة العمرية وهو سبب رئيسي للتغيب وضعف الحضور في المدرسة . ومن ناحية أخرى، تحاول بعض البلدان التصدي لوباء السمنة  المتزايد. من هذا المنطلق تزداد أهمية التشجيع على الممارسات الغذائية الصحية في المدارس ومن خلالها، وخلق بيئات غذائية صحية .
 

Amal Eating an Apple
UNICEF-SoP/Noorani

أطلقت اليونيسف وشركاؤها حول العالم (منظمة الأغذية والزراعة، واللجنة الدائمة للتغذية، واليونسكو، والبنك الدولي، وبرنامج الأغذية العالمي، ومركز تطوير التعليم، ومنظمة الصحة العالمية) مبادرة المدارس الصديقة للتغذية (NFSI) لتلبية الاحتياجات الغذائية للأطفال في سن الدراسة. إن المبدأ الذي ترتكز عليه المبادرة هو أن المعالجة الفعالة لمشكلة الصحة العامة حول العالم والتي تتفاقم باستمرار مشكلةً عبءً مزدوجاً لناحية سوء التغذية (أي تواجد مشكلتين إجتماعيتين جنباً الى جنب: الإفراط في التغذية ونقص التغذية) تتطلب خيارات سياسية مشتركة. انبثقت المبادرة في الأساس من كونها متابعة لاجتماع خبراء منظمة الصحة العالمية حول السمنة المفرطة لدى الأطفال (كوبي ، اليابان ، من 20 إلى 24 يونيو 2005)، وهي توفر اليوم إطارًا لتنفيذ برامج تدخل متكاملة لتحسين الحالة الصحية والغذائية للأطفال في سن الدراسة والمراهقة، وتستهدف البيئة المدرسية (بما في ذلك مرافق التعليم ما قبل المدرسي، مثل دور الحضانة ورياض الأطفال).

 

تهدف المبادرة أيضًا إلى دعم الجهود الحكومية في تنفيذ نهج مدرسي متعدد القطاعات من خلال التعاون بين قطاعي الصحة والتعليم لمعالجة سوء التغذية بين المراهقين. عززت المبادرة مشاركة المراهقين والأسر وممثلي المجتمعات المحلية واستكملت الإجراءات المدرسية المتواصلة من خلال خلق بيئة مواتية في المدارس تهدف الى التغيير الإيجابي المستدام فيما يتعلق بالتغذية الصحية وأنماط الحياة.

 

تم اختيار دولة فلسطين لتكون واحدة من ست دول على مستوى العالم لتجريب هذه المبادرة بدءً من عام 2018، حيث أن التقييمات والاستطلاعات المتعددة حول التغذية أكدت انتشارًا مثيرًا للقلق لمشكلة فقر الدم بين الأطفال والمراهقين (31 بالمائة في غزة، 22 بالمائة في الضفة الغربية). ففي فئة المراهقين، فتاة من بين كل خمسة مصابة بفقر الدم. لذلك، كان لا بد لليونيسف أن تدعم مبادرة المدارس الصديقة للتغذية (NFSI) والتي تستهدف الأطفال في سن الدراسة والمراهقين. حتى الآن، شملت المبادرة 34 مدرسة (20 في الضفة الغربية و 14 في قطاع غزة) ، واستفاد من هذه المساهمة 29567 تلميذاً (حوالي 78 بالمائة منهم فتيات).

 

نجحت المبادرة في دعم وزارتي التعليم والصحة في تعزيز العادات الغذائية الصحية والنشاط البدني من أجل تحسين الحالة الغذائية للمراهقات، سواءً من خلال أنشطة من خارج المنهج الدراسي أو من خلال تحديث أنشطة المناهج. إن تنفيذ المبادرة أتاح لليونيسف وشركائها دعم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية وتحديث الاستراتيجية الوطنية للتغذية في المدارس كي تدرج مبادئ مبادرة NFSI. ونظرًا لأن دولة فلسطين هي الدولة الأولى في المنطقة التي تطبق مبادرة NFSI ، فقد تم تكييف مبادرة NFSI الدولية لتتواءم والسياق الفلسطيني، وقدترجمت إلى العربية، وتمت المصادقة عليها من قبل وزارة التربية والتعليم. لقد كان هذا النجاح نتيجة للتعاون مع لجنة التوجيه الوطني، التي أنشئت أثناء الفترة المشمولة بالتقرير، والتي انضمت إلى الشركاء المحليين والدوليين، بما في هيئات الأمم المتحدة (اليونيسف ، برنامج الأغذية العالمي، منظمة الأغذية والزراعة، منظمة الصحة العالمية)، وزارة التربية والتعليم، وزارة الصحة، المنظمات غير الحكومية المحلية، وآخرين. تولت وزارة التربية والتعليم، بالتنسيق مع شريك محلي من المنظمات غير الحكومية، قيادة العملية ووضعت خارطة الطريق الفلسطينية لتنفيذ مبادرة  NFSI كما أنها وافقت وأيدت توسيع نطاق المبادرة لتكون على المستوى الوطني وتشمل جميع المدارس في إطار البرنامج الوطني للتغذية في المدارس.

 

تمكنت اليونيسف وشركاء التغذية من تنفيذ أنشطة مبادرة NFSI في دولة فلسطين على أفضل مستوى، وذلك على الرغم من القيود التي فرضتها جائحة كوفيد-19 والتي أعاقت التدخلات المباشرة. إن المنصات الافتراضية المبتكرة أتاحت نهجًا متكاملًا قام بتحويل العمل عبر الإنترنت والتواصل مع الأطفال رغم إغلاق المدارس. تتطلع اليونيسف والشركاء الوطنيون إلى تنفيذ هذا البرنامج مرة أخرى وتوسيع نطاق التدخلات على المستوى الوطني في السنوات القادمة.

 

يعبر مدير مدرسة جربيل زلوم للبنين، إحدى المدارس التي هي في طور التحول إلى مدرسة صديقة للتغذية، عن فخره لكونه جزءًا من هذا البرنامج ومساهماً في تغيير حياة طلابه. "عندما تعرفت على هذا المشروع للمرة الاولى، اعتقدت شخصيًا أنه سيكون مكلفًا للغاية، ولكن العكس كان هو الصحيح. أنت بحاجة فقط لفهم وإدارة ما هو صحي وما هو غير صحي". وتمنى لو أن  هذه المبادرة كانت متاحة له عندما كان صغيرًا، حيث يقول: "ما تتعلمه عندما تكون صغيرًا، يبقى معك طوال حياتك". ويضيف: "عدد قليل من طلابنا الذين تم فحصهم من خلال هذا المشروع تم تشخيصهم بفقر الدم. وقد استفاد هؤلاء الطلاب أكثر من غيرهم من أسلوب الحياة الصحي الجديد، وتحسنت صحتهم. ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى أننا لم نقدم جلسات توعية للآباء والموظفين في المدرسة فحسب، بل عرضنا أيضًا الطريقة الصحية لتناول الطعام بطريقة يمكن للأطفال والشباب فهمها".

 

Mother making food for her children
UNICEF-SoP/Noorani