
التّعليم العلاجي يساعد دعاء والعديدَ مِن الأطفال الآخرين في التّغلب على الفاقد التّعليمي
"كانوا يقولون لي دائماً إنّني فاشلة ويتنمّرون علي، ولم يرغب أحد في اللّعب معي"، تقول دعاء بابتسامة حزينة. دعاء فتاة ذكية تبلغ من العمر تسع سنوات وتعيش في قطاع غزة.
- متوفر بـ:
- English
- العربية
"كانوا يقولون لي دائماً إنّني فاشلة ويتنمّرون علي، ولم يرغب أحد في اللّعب معي"، تقول دعاء بابتسامة حزينة. دعاء فتاة ذكية تبلغ من العمر تسع سنوات وتعيش في قطاع غزة. عانت دعاء من انقطاعات في التّعليم ولم تتمكن من مواكبة أقرانها في الفصل. تُعاني دعاء الآن مِن فَجوةٍ ونقصٍ في المهارات الأساسية؛ بسبب جائحة كورونا وتصعيد 2021 على قطاع غزة.
يوماً بعد يوم أصبحت الحالة النّفسية لدعاء سيئةً؛ بسبب تنمُّر الأطفال الآخرين عليها. " كانت دُعاء تعود إلى المنزل كل يوم وهي تبكي"، تقول نورة والدة دعاء. بدأت دعاء في كره المدرسة، إذ هذه هي حال معظم الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم.

تضيف نورة -والدة دعاء- التي تزوجت في سن مبكر: "كنت أتمنى أن أعلمها، لكني تزوجت في سن صغير ولم أكمل تعليمي، كل يوم ألوم نفسي لأنني السبب، في كونها ضعيفة في التعلم".
وهنا يأتي دور المعلم المساند لبرنامج التعليم العلاجي. يستهدف برنامج اليونيسف للتعليم العلاجي، الممول من الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية، الأطفال ضعيفي التحصيل الدراسي، والذين يعانون من فاقد تعليمي بسبب جائحة كورونا وتصاعد وتيرة العنف. من خلال البرنامج دعمت اليونيسف ما يقرب من 200 معلم مساند لتوفير حصص إضافية لأكثر من 9,200 طالب وطالبة لسد الفجوة التعليمية وتعويض الفاقد التعليمي.
يركز المعلمون المساندون على الأطفال ضعيفي التحصيل في الفصول الدراسية، من خلال تقديم الدعم اللازم للمعلم الأساسي للفصل للتأكد من بقاء الطلاب متفاعلين أثناء الدرس، ومن ثم ينظم المعلمون المساندون حصص إضافية للطلاب خارج الفصل، باستخدام طرق إضافية ومختلفة للتعليم كالتعليم النشط عن طريق استخدام الألعاب والأنشطة المسلية لشد انتباه الطلاب في المواد الأساسية؛ كاللغة العربية والرياضيات.

تقول دعاء: "أحب حقاً الحضور إلى الفصل لأننا نلعب كثيراً ونضحك أثناء الفصل"، لقد ساعدت هذه الفصول العلاجية دعاء، لتلتحق بمستوى الطلاب الآخرين في المواد الأساسية وأصبحت قادرة على تمييز أشكال الحروف وقراءتها وكتابتها بصورةٍ صحيحة وكتابة جمل كاملة.
تقول دعاء بسعادة: "لدي الكثير من الأصدقاء، والجميع يحب أن يلعبَ معي الآن". لقد ساعدها التعليم العلاجي من حيث المعرفة والمهارات وتعزيز ثقتها بنفسها أيضاً. تقول والدة دعاء: "أصبحت دُعاء أكثر سعادة كل يوم، وهي تجمع الفتيات بينما تلعب وتجعل من نفسها معلمة وتعلمهم كيفية الكتابة على السبورة".
دعاء الآن جاهزة للالتحاق بالصّف الرابع الابتدائي، ومع كل المهارات التي اكتسبتها ستتمكن من التكيف بسرعة مع بقية الأطفال، كما هو الحال مع معظم الطلاب الذين يتلقّون التعليم العلاجي.
تقول دعاء، وهي ترسم قلباً على السبورة وتكتب الأحرف الأولى من اسمها واسم المعلمة فدوى: "شكراً معلمة فدوى". فدوى هي معلمة التعليم العلاجي التي ساعدت دعاء على تحسين مستواها التعليمي.
تم دعم برنامج التعليم العلاجي مِن الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية واليونيسف، ويهدف البرنامج إلى الاستجابة للاحتياجات التعليمية للأطفال الأكثر ضعفاً، والتخفيف من الفاقد التعليمي، وتوفير فرص التعليم التعويضية لمهارات الحساب لدى الأطفال، والحد من خطر التسرب على المدى الطويل.