الأدوية الأساسية والثلاجات الشمسية تساعد في إنقاذ وحماية حياة الأطفال في قطاع غزة
كبقية أنحاء العالم، شهدت غزة انخفاضاً في معدل وفيات الرضع في السنوات العشر الأخيرة، باستثناء الأطفال حديثي الولادة.

- متوفر بـ:
- English
- العربية
بقلم شارمين سيتز
غزة، دولة فلسطين، ١٣ أيلول/سبتمبر ٢٠١٧- يواجه الأطفال المرضى في قطاع غزة صعوبة أكبر في الحصول على الأدوية المنقذة للحياة التي يحتاجون إليها بسبب النقص في كل ما يدخل القطاع. كما أنهم يجدون صعوبة متزايدة في الحصول على الإحالات التي يحتاجون إليها للحصول على علاج متخصص خارج الجيب الساحلي، مما يؤدي إلى تأخير تتعذر معالجته، وأحياناً يعرض حياة بعض الأطفال للخطر.
يقضي أولياء أمور الأطفال المصابين بالتليف الكيسي، وهو أحد الأمراض التي تتطلب تناول دواء بشكل منتظم للبقاء على قيد الحياة، ليالي بلا نوم مثقلين بالتفكير في كيفية حصول أطفالهم على الأدوية الأساسية حالياً بعد أن قلّ التمويل.
استنفد مخزون الأدوية الرئيسة لدرجة أن أكثر من ثلثها غير متاح للاستخدام. في العديد من الحالات الموثقة، فارق الأطفال الحياة في أثناء انتظارهم للعلاج.
"لا أريد أن يموت أطفالي" تقول هدى الميناوي، البالغة من العمر ثمانية وعشرين عاماً، وهي تحمل أصغر أطفالها، سحر، في عمرالرابعة "أريدهم أن يعيشوا ويكبروا ويذهبوا إلى الجامعة ويكوّنوا أسرهم الخاصة.
قدمت اليونيسف ١٦٠مائة وستين ألف دولار أمريكي إلى المرافق الصحية كتمويل لسد الفجوة في الأدوية الأساسية، والمواد الاستهلاكية الطبية، والثلاجات التي تعمل بالطاقة الشمسية، وتعد الثلاجات المزودة بأنظمة الإنذار ضرورية للحفاظ على التبريد المتواصل لّلقاحات، وضمان عدم فسادها لتوفر حماية فعالة للأطفال.
ولا يمكن لهذه الحلول قصيرة المدى أن تستمر، في ظل الحاجة إلى حل طويل الأمد لإمدادات الكهرباء في قطاع غزة، حيث تتوفر الكهرباء لمدة ٤-٦ أربع إلى ست ساعات فقط في اليوم.
تدهور الظروف الصحية
يعاني اثنان من أطفال هدى الميناوي من التليف الكيسي، كذلك مرض ابنها فادي بعد الولادة، وكان يعاني من نقص شديد في الوزن، وعندما جرى تشخيصه أخيراً بالمرض الوراثي المتصاعد، أعلم الأطباء هدى أن عليه تناول الدواء بقية حياته، إذ بدونه يصيح فادي عرضة للإصابة بالتهابات الرئة المتكررة والمتتالية التي تسبب صعوبة في التنفس، و هذا يؤدي إلى صعوبة بقائه على قيد الحياة.
شعرت هدى وهي في السابعة عشر من عمرها بالخوف من إنجاب المزيد من الأطفال، على الرغم من علمها أنهم قد لا يصابون بالمرض. فطفلها الثاني ولد في صحة جيدة وخالياً من الأمراض، لكن طفلتها الثالثة مصابة بالتليف الكيسي، ويحتاج الطفلان شهرياً إلى تسعمائة ٩٠٠ قرص من بنكريلبيز(CREON)، كبديل لأنزيمات البنكرياس، للبقاء على قيد الحياة إلى جانب علاجات منتظمة من البخاخات *.
"مع جهاز [بخاخ] واحد وأربع ساعات فقط من الكهرباء يومياً، بالكاد أستطيع فعل أي شيء لأطفالي، "تعرب هدى عن أسفها؛ نظرًا لأزمة الكهرباء المستمرة، والتي ازدادت سوءاً منذ شهر نيسان، وغالباً ما يجري تشغيل معدات المستشفيات المنقذة للحياة مثل الحاضنات وآلات غسيل الكلى بواسطة مولدات الطوارئ، التي ليس من المفترض أن تستخدم لعدة ساعات يومياً. ويهدد نقص الكهرباء أيضاً الحصول على مياه الشرب المأمونة التي يجري ضخها؛ مما يزيد من انتشار الأمراض المنقولة بالمياه وغيرها من الأمراض المعدية.
ويجب على من لا يمكن علاجهم في قطاع غزة التقدم بطلب للحصول على إذن للعلاج في مكان آخر. ففي العام ٢٠١٦، جرى تأجيل أكثر من ربع الطلبات لكل شهر، في المتوسط قوبل واحد بالمئة من الطلبات بالرفض التام، مع تدهور الوضع في قطاع غزة، أصبح الأطفال أكثر عرضة لعواقب مأساوية.
وكبقية أنحاء العالم، شهدت غزة انخفاضاً في معدل وفيات الرضع في السنوات العشر الأخيرة، باستثناء الأطفال حديثي الولادة، ويجد الأطباء صعوبة في تغيير ذلك دون استخدام الأدوية الأساسية ومعدات إنقاذ الحياة اللازمة لعلاج مرضاهم، وما تزال الصحة تواجه تحدياً يومياً للأطفال وأولياء أمورهم المتألمين لأجلهم في قطاع غزة.