أمل وسط الأنقاض.. أصوات أطفال قطاع غزة
تسبب العنف بفقد الآلاف لحياتهم بشكل مأساوي، وآخرين كُثُر يعيشون الآن بإعاقات دائمة، والظروف المعيشية للأطفال آخذة بالتدهور بشكل متسارع.
- English
- العربية
يشكل التصعيد المستمر للأعمال القتالية في قطاع غزة تهديداً ثلاثياً قاتلاً لحياة الأطفال. فقد تسبب العنف بفقد الآلاف لحياتهم بشكل مأساوي، وآخرين كُثُر يعيشون الآن بإعاقات دائمة، والظروف المعيشية للأطفال آخذة بالتدهور بشكل متسارع.
رزان طفلة تبلغ من العمر 11 عاماً. لقد تغيرت حياة رزان بشكل لا رجعة فيه، إذ أنها فُجعت بفقد والديها وثلاثة من إخوتها في الحرب المستمرة، وتسبب انفجاراً في بتر ساقها اليسرى. من وسط أنقاض حياتها السابقة، تقول رزان: "دون سابق إنذار أصبحت يتيمة، وقُلبت حياتي رأساً على عقب".
فارس طفل يبلغ من العمر 6 سنوات كان يعيش في خان يونس، لكنه أصبح الآن نازحاً في رفح مع أُسرته ومعه عصفورين ملونيين. يقول فارس: "أنا أحب عصافيري، فهم أعز أصدقائي الآن وأنا أعتني بهما جيداً". شوقه إلى بيته واضِح، إذ يقول فارس: "أتمنى أن تنتهي الحرب قريباً لأتمكن من العودة إلى غرفتي وحيي وأصدقائي".
تجلس مها الطفلة البالغة من العمر ١١ عاماً على أنقاض منزلها. أمنياتها بسيطة، لكن رغم بساطتها، إلا أنها لا تبدو قابلة للتحقيق. تقول مها: "أتمنى أن تنتهي الحرب قريباً، أريد أن أعود إلى مدرستي، أشتقت لمعلمتي ولأصدقائي". إن فقدان مها لفرص التعليم لهو تذكير صارخ على تأثير التصعيد المستمر للقتال على حقوق الأطفال الأساسية.
تالين طفلة تبلغ من العمر 11 عاماً. أُجبرت تالين على الإخلاء من منزلها في خان يونس إلى رفح. يومياً، تقاسي تالين الأمرين للحصول على الإحتياجات الأساسية فقط. تشرح تالين وتقول: "كل يوم أقف ما لا يقل عن ثلاث ساعات في طابور للحصول على بعض الماء لعائلتي". قصتها هي قصة صراع للبقاء، طفولة يطغى عليها الصراع المستمر.
سالم، وهو طفل آخر تأثرت حياته بتصاعد الأعمال القتالية، ويعيش الآن في شوارع مدينة رفح بعد فقدان بيته. حالة سالم هي تذكير مؤلم لنا جميعاً بالعديد من الأطفال الذين يواجهون المجهول والمخاطر يومياً.
تُسلط هذه القصص المُختلطة بالأمل واليأس الضوء على الحاجة الملحة للعمل الفوري. تطالب اليونيسف بتهدئة إنسانية فورية ودائمة، وضمان وصول آمن دون عراقيل للمساعدات الإنسانية للأطفال أينما وُجدوا.. إن هذه المسألة غاية في الأهمية من أجل حماية ورفاهية الأطفال مثل رزان وفارس ومها وتالين وسالم.
منذ بداية شهر أكتوبر، تُواصل اليونيسف وشركائها، وبفضل دعم الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية، والصندوق المركزي للاستجابة لحالات الطوارئ التابع للأمم المتحدة، وحكومات ألمانيا، والنرويج، وإسبانيا، والسويد، وسويسرا، والدنمارك، عملها الحيوي في توفير خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة (WASH)، والصحة، والتعليم، والدعم النفسي - الاجتماعي. وتشمل المجهودات توزيع المياه وإصلاح المرافق الصحية، الأمر الذي استفاد منه أكثر من 35,000 شخص في المآوى غير النظامية في رفح. علاوة على ذلك، وصلت خدمات الدعم النفسي - الاجتماعي إلى أكثر من 55,000 شخص، بما في ذلك ما يقرب من 45,000 طفل.