يعمل الميسرون الذين تدعمهم اليونيسف على مدار الساعة لتقديم المساعدة المنقذة للحياة في مخيم الهول

تستمر اليونيسف شركائها في المجال الإنساني في مخيم الهول بالإعداد لاستقبال حوالي ١٥ ألف وافد جديد

مسعود حسن وياسمين صقر
Workers attending to families and children
UNICEF/Syria/2019
02 نيسان / أبريل 2019

الحسكة، سوريا 28 آذار/مارس 2019 – يمكن رؤية الأنوار المنبعثة من الشاحنات القادمة من بعيد، عند أفق الصحراء في الجهة الشمالية الشرقية لسوريا، وهي تقترب من مخيم الهول. تصل الشاحنات وقد تكدّس فيها النساء والأطفال الفارّين من القتال في الباغوز، الواقعة على بعد حوالي 300 كيلومتر، وقد اكتسوا بالغبار والتصقوا بعضهم البعض طلبًا للدّفء.

صالح الشيبة، أحد ميسيري خدمات الصحة والتغذية لدى اليونيسف، والذين انتشروا في مخيم الهول، يراقب أنوار تلك الشاحنة، لكي يضمن حصول الأطفال على المساعدة فور وصولهم، بغض النظر إن كان ذلك في ساعات اليل أو النهار.

Health worker assisting a child
UNICEF/Syria/2019
UNICEF health and nutrition facilitator, Salih Al-Shiba, screens a newly arrived child at Al-Hol camp for signs of malnutrition.

"تقع غرفتنا بالقرب من المنطقة المُعدّة لاستقبال القادمين إلى المخيم، مّما يتيح لنا الالتقاء فورًا مع العائلات لدى وصولها، والتعرف على الحالات الحرجة التي تحتاج إلى إحالة فورية إلى المستشفى القريب"

صالح الشيبة، ميسر خدمات الصحة والتغذية لدى اليونيسف

 

 

 

يسافر صالح أربع مرات في الأسبوع من منزله في القامشلي إلى مخيم الهول الواقع على بعد حوالي 100 كيلومتر. عندما ترِد أخبار عن احتمال وصول وافدين جدد إلى المخيم، يبقى هو وغيره من ميسري اليونيسف لمدة ليلتين أو ثلاث لمراقبة الأطفال عند وصولهم، ولدعم الفرق المتنقلة التي تُقدّم خدمات الصحة والحماية.

 

 

"لن أنسى أبدًا تلك الليلة من الشهر الماضي حين وجدتُ أمًّا مع أطفالها الثلاثة يجلسون في العراء تحت المطر الغزير وفي درجات حرارة صحراويّة متجمدة."

صالح الشيبة، ميسر خدمات الصحة والتغذية لدى اليونيسف
Worker hands supplies to a child
UNICEF/Syria/2019
UNICEF health and nutrition facilitator, Salih Al-Shiba, had blankets to a newly arrived child at Al-Hol camp during one of his night shifts.

 

يقول صالح: "كانت الأم تعاني اليأس والارتباك. احترت فيما أفعله، فنقلتهم على الفور إلى الخيمة الجماعية الكبيرة، ووجدت لهم مكانًا آمنًا وزودتهم بالبطانيات".

أما أرسين ورتان، وهو أيضاً من العاملين من قِبَل اليونيسف على تيسير الخدمات على مدار الساعة في مخيم الهول، فقد كان في المخيم عندما وصل في يوم واحد أكثر من 3000 شخص. يقول أرسين: "تصل العائلات مرهقة تمامًا وأفرادها يرتعدون بردًا.

 

 

Workers attending to families and children
UNICEF/Syria/2019
UNICEF facilitator Arsen Wartan walks through a collective tent at the reception area of Al-Hol camp to make sure no emergency cases are in need of urgent medical attention.

"وعندما يصل هذا العدد الكبير في نفس الوقت، يضطر البعض للنوم في الشاحنات إلى أن يتم تأمين مأوىً لهم في المخيم شديد الاكتظاظ"

أرسين ورتان، ميسر لدى اليونيسف

من أكثر ما يُقلِق هو نقص المكان في المخيم الذي يتزايد عدد المقيمين فيه. يأوي عدد كبير من الوافدين الجدد في خيام كبيرة مشتركة، وتم مؤقتًا تحويل العديد من الخيام التي كانت اليونيسف قد خصصتها لأغراض تعليمية وكمساحة صديقة للطفل، لكي تستخدم كمأوى. منذ الأسبوع الماضي، لم يعُد هناك من يقيم في العراء من بين الوافدين حديثًا. لكن، مع وجود أشخاص إضافيين في طريقهم إلى هنا، فالحاجة ماسّة إلى المزيد من المساحة والمأوى.

مع وصول أعداد كبيرة من مواطني بلد ثالث، عملت اليونيسف على ضمان تيسير عملية الترجمة ما بين المرضى الأجانب والطواقم الصحية.

يرافق خورشيد حسن الطواقم الطبية المتنقلة في مخيم الهول، وذلك للمساعدة في التغلب على حاجز اللغة. يستذكر خورشيد قائلًا: "في الأسبوع الماضي صادفنا طفلاً في الرابعة من عمره يشكو من نوبة رَبْوٍ حادة، وبعد أن شرحنا لوالدته كيف تسير عملية الإحالة إلى المستشفيات وبأن شخصًا بالغًا وموثوقًا به سيرافق الطفل كل الوقت، نجحنا بنقله إلى المستشفى".

لكن مهمّة من يقوم بعملية تيسير التواصل بلغة أجنبية، تعني أن عليه أحيانًا مهمّة نقل الأخبار الحزينة أيضًا.

"كان عليّ خلال الأسابيع الماضية نقل الأخبار المحزنة حول وفاة ستة أطفال عانوا من حالات مختلفة وخضعوا للعلاج في مستشفى الحسكة. كانت هذه من اللحظات الأكثر إيلامًا التي مررت بها، وسترافقني الغصّة حزنًا على هؤلاء الأمهات"

خورشيد حسن، ميسر لدى اليونيسف
Workers attend to families at night
UNICEF/Syria/2019
UNICEF facilitator Khorshid Hasan talks to newly arrived women at Al-Hol camp.

 

بعد أن يكون الأطفال والنساء قد تحمّلوا ظروفًا إنسانيّة متدهورة لسنوات تلاها نزوح قاسٍ في الشمال، يصل العديد منهم في حالة من الإحباط والإعياء وسوء التغذية. وبالرغم من كل ما يُبذل من جهود، تمّ الإبلاغ عن 138 حالة وفاة منذ الأسبوع الماضي، إمّا في الطريق إلى المخيم، أو على أثر الوصول إليه، أو بعد الإحالة للعلاج في المستشفيات القريبة – يُشكّل الأطفال أكثر من 80 في المائة من ضحايا هذه الوفيّات. الأسباب الرئيسية لذلك حسب التشخيص هي الالتهاب الرئوي، انخفاض حرارة الجسم، الجفاف، الإسهال الحاد، أو مضاعفات سوء التغذية.

في حين شهدت الأيام القليلة الماضية تباطؤًا في عدد الوافدين، فإن اليونيسف وشريكتها في المجال الإنساني في مخيم الهول تستمرّان بالإعداد لاستقبال حوالي 15.000 وافد جديد. لا تزال الاحتياجات مُلحّة في مخيم الهول، ليس فقط لتوسيع نطاق المساعدات لمن يُحتمل قدومهم إلى المخيم، إنّما لدعم جهود المساعدة خلال الأشهر المقبلة أيضًا..


 

بينما تستمر العائلات في الفرار من العنف في الهجين، قامت اليونيسف بزيادة مستوى الاستجابة التي تقدمها في مخيم الهول، فهي تدعم الأطفال والعائلات في مراكز الاستقبال وفي المخيم، وتقدم الخدمات الملحّة من الرعاية الصحية والتطعيم على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، وذلك من خلال العيادات الصحية الثابتة والمتنقلة. يشمل ذلك الكشف عن حالات سوء التغذية والأمراض الشائعة لدى الأطفال، وتزويدهم بالمكملات الغذائية اللازمة، والإحالة حين يستدعي الأمر إلى المستشفيات في الحسكة. كما تدعم اليونيسف العائلات في مخيم الهول من خلال توفير مياه صالحة للشرب، وإقامة المراحيض ووحدات الاستحمام وخزانات المياه، وتوزيع لوازم النظافة والبطانيات وملابس شتوية للأطفال، وإقامة مراكز للتعلّم الذاتي ومساحات صديقة للأطفال واليافعين والعائلات، حيث يشارك الأطفال في فعاليات الدعم النفسي والاجتماعي التي من شأنها أن تساعدهم في التعامل مع وضعهم. كما أقيم مأوىً مُشتركًا مؤقتًا للوافدين حديثّا بالإضافة إلى مركز رعاية مؤقتة للأطفال غير المصحوبين والمنفصلين عن ذويهم.