موجز إعلامي افتراضي مع مكتب اليونيسف الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: عشر سنوات على الحرب في سوريا
ملاحظات تيد شيبان، مدير اليونيسف الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كما ورد بالمؤتمر الصحفي

- متوفر بـ:
- English
- العربية
عمّان/ نيويورك - 11 آذار/مارس 2021
أتقدم إليكم زملائي بالشكر الجزيل،
وأتقدم بالشكر لطاقم اليونيسف في سوريا، وفي حلب على وجه الخصوص، على هذه الزيارة الميدانية الجيدة جدًا. أتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بها ورأيتم مدى أهمية العمل الجاري على الأرض.
أعتقد أنه من المهم للغاية أن نرى أنه بإمكاننا إحداث تغيير على الرغم من جائحة "كوفيد-19" العالمية. لقد شعرت بأنني عدت إلى حلب، هذه المدينة الجميلة في شمال سوريا.
آمل أن تكون هذه الرحلة قد ساعدتكم في الحصول على فكرة أفضل عن عمل اليونيسف في سوريا، من خلال هؤلاء الموظفين الممتازين والمتفانين.
أعضاء الهيئات الصحفية والزملاء والأصدقاء،
شكرًا لكم على حضوركم هذا المؤتمر الصحفي.
إن اليونيسف ممتنة للغاية للاهتمام الذي أبديتموه والذي رافقنا على مر السنين. لقد كنتم على مدار العقد الماضي، بصفتكم أعضاء في السلك الصحفي، "جزءًا من عائلة اليونيسف الممتدة"، وذلك من خلال التغطية المستمرة التي قدمتموها لتأثير هذه الحرب الضارية، وتمكنتم بذلك من جذب الانتباه، ومن مساعدتنا في المناصرة التي نقدمها، كما أنكم استطعتم أن تساعدونا في إحداث تغيير.
عشر سنوات، هي عقد كامل، إنها نصف جيل. استمرار هذه الحرب على مدى كل هذه الفترة الطويلة هو أمر يفوق القدرة على التصديق.
إنها حرب ذات تأثير مروع على كل طفل من أطفال سوريا.
عندما بدأت الحرب، كنت قد سافرت مع مجموعة من مديري الطوارئ إلى سوريا. وفي ذلك الوقت، كنا نهدف إلى توسيع نطاق العمل الإنساني في سوريا من خلال تنفيذ أول مهمة عبر خطوط التماس. كما تعلمون، فإن سوريا قبل عام 2011 كانت دولة ذات دخل متوسط دون أي استجابة إنسانية تقريبًا، لذلك كان علينا أن نستعدّ. لم يعتقد أي منا في ذلك الوقت أن هذه الحرب سوف تستمر لمدة عشر سنوات طِوال.
لكن، ها نحن الآن، وقد مزّقت هذا البلد الجميل والمتنوع، سوريا، واحدة من أكثر الحروب ضراوة في التاريخ الحديث. إن الخسائر التي ألحقها النزاع بملايين الأشخاص، والأطفال على وجه التحديد، وبفسيفساء النسيج الاجتماعي وبالاقتصاد، ناهيك عن البنية التحتية بما في ذلك الخدمات الأساسية، هي خسائر فادحة.
دعوني أقدم لكم بعض المعلومات والبيانات التي يمكن أن تكون مفيدة:
• بداية، كان العام الماضي صعبًا بشكل استثنائي على أطفال سوريا، مع وجود تأثير ثلاثيّ جمع ما بين الحرب المستمرة والأزمة الاقتصادية وجائحة"كوفيد-19".
• يوجد اليوم داخل سوريا 6.1 مليون طفل بحاجة إلى المساعدة. وهي زيادة بنسبة 20 في المائة عن العام الماضي فقط؛ وتمثل هذه النسبة 90 في المائة من الأطفال السوريين.
• ارتفع في العام الماضي سعر السلة الغذائية المتوسطة، أي ما تستهلكه العائلات كل أسبوع ، ارتفاعًا هائلاً وصل إلى أكثر من 230 في المائة.
• ووفقًا لآخر التقديرات، فإن أكثر من نصف مليون طفل دون سن الخمس سنوات في سوريا يعانون من التقزم نتيجة سوء التغذية المُزمن.
لقد رأينا برنامج التعليم الاستدراكي يتحول إلى نوع من التعليم الرسمي؛
• واحدة من كل ثلاث مدارس هي غير صالحة للاستخدام نتيجة تعرّضها للضرر أو التدمير أو لاستخدامها كمأوىً للعائلات النازحة، أو لأغراض عسكرية في بعض الحالات؛
دعوني هنا أنتقل إلى موضوع النزاع، وتحديداً مسألة الأطفال المتأثرين بالنزاع بشكل مباشر، وذلك وفقاً لآخر البيانات التي تم التحقق منها بين عاميّ 2011و2021:
- تمّ التحقق من مقتل أو إصابة أكثر من 12 ألف طفل؛ والأرقام الحقيقية أعلى من ذلك بكثير للأسف، ولكن هذا هو التقرير المباشر الذي تلقيناه.
- تمّ تجنيد أكثر من 5٫700 طفل - بعضهم لا تزيد أعمارهم عن سبع سنوات – وإلحاقهم في القتال. خدم جميع هؤلاء الأطفال تقريبًا في أدوار قتالية على الخطوط الأمامية؛
- تعرض أكثر من 1٫300 مرفق تعليميّ وطبيّ وأفراد من طواقم العالمين فيها للهجوم.
تترك الحرب أثرًا كبيرًا على الصحة النفسية للأطفال، ولهذا الأمر تداعيات قصيرة وطويلة الأمد، إذ أن واحدًا من كل أربعة أطفال يعاني الآن من أعراض الضيق النفسي والاجتماعي. وهذا ضِعف العدد الذي كان لدينا في العام الماضي؛
أريد هنا أن أضع تحت المجهر وضعًا معينًا يثير القلق بشكل خاص، وهو الوضع في شمال شرق سوريا. لقد زرتُ شمال شرق سوريا في كانون الأول/ديسمبر الماضي؛ وكانت زيارتي إلى مخيم الهول. وأريد هنا أن أقول إن الظروف المعيشية في المخيم مروّعة، ورغم أننا لا نزال نواصل تقديم الخدمات هناك، إلّا أن هذا المخيم ليس بالمكان الذي ينبغي للأطفال أن يتواجدوا فيه. يوجد في مخيم الهول 41 ألف طفل، منهم أطفال سوريون، ومن بين هؤلاء الأطفال هناك حوالي 27٫500 طفل من 60 جنسية مختلفة، ويجب ألا يكون هؤلاء الأطفال هناك. يجب أن يكونوا في بيوتهم، مع عائلاتهم، وفي كنف مجتمعاتهم المحلية أو بلدانهم الأصلية.
لقد حدث الكثير من الأمور الفظيعة للأطفال على مدى العقد الماضي، لكنني أريد أيضًا أن أقول إن الأمل لا يزال موجودًا. رسالتي الرئيسية لكم اليوم هي أن "أطفال سوريا" بعيدون كل البعد عن أن يكونوا "جيل ضائع". من خلال أطفال سوريا، بمن فيهم الأطفال السوريين الذين رأيناهم في مقاطع الفيديو اليوم، نتعلم الدروس عن الشجاعة، ونتعلم عن المثابرة والعزم. إن تصميم الأطفال على التعلم والتغلب على الصعاب وبناء مستقبل أفضل هو أمر مدهش ومثير للإعجاب.
لقد رأيت ذلك بعينيّ خلال زياراتي العديدة إلى سوريا. كانت الأمهات تقول لنا باستمرار إن أهم شيء هو تعلّم الأطفال بغض النظر عن مكان وجودهم ومن يسيطر على المنطقة التي يعيشون فيها، لأن العلم هو المستقبل بالنسبة لهم.
ونرى ذلك من خلال أطفال مثل الطفلة سجى التي رأيناها في البداية والتي لم تستسلم أبدًا على الرغم من فقدانها لساقها، بل استمرت في لعب كرة القدم كما رأيتم، وتريد أن تصبح معلمة رياضة! ما قالته لنا سجى هو أنه "لا يمكننا أن ندع لحظة - لا يمكنها أن تدع للحظة واحدة تحدّد لها كل حياتها".
يجب أن نستمر في دعم أطفال سوريا أينما كانوا: في داخل سوريا، وكذلك في دول الجوار التي قدمت الكثير، وفي غيرها من الأماكن.
وإن سمحتم لي، دعونا ننتقل إلى الجزء الثاني من زيارتنا الافتراضية، وستكون هذه زيارة في البلد المجاور، الأردن. وبعد ذلك ستكون الفرصة متاحة للاطلاع على أسئلتكم ومناقشتها.
أتقدم بالشكر الجزيل إلى طاقمنا في الأردن على هذه الرحلة الميدانية الممتازة.
أيها الزملاء، لقد قامت اليونيسف في الأردن في وقت مبكر جدًا، بتوسيع عملياتها استجابةً لتدفق اللاجئين منذ أواخر عام 2012. ومع استمرار تدفق اللاجئين، فإن طواقمنا تستمر في التواجد هناك لتقديم المعونة والمساعدة للأطفال كما رأينا، إن كان في المخيمات أو للمجتمعات المحلية المضيفة. وكما في الأردن، لدينا طواقم في جميع البلدان المضيفة، بما في ذلك لبنان وتركيا والعراق ومصر.
ارتفع عدد الأطفال اللاجئين في البلدان المجاورة أكثر من عشرة أضعاف منذ بداية الأزمة، ووصل إلى 2.5 مليون طفل سوري لاجئ منذ عام 2012.
إن الدول المجاورة لسوريا التي ذكرتها للتو، وهي لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر، قد دفعت الثمن الأكبر لهذا التدفق، على الرغم من التحديات الاقتصادية التي لديها. تستضيف هذه البلدان 83 في المائة من إجمالي عدد اللاجئين السوريين المتفرقين حول العالم، مما يشكل ضغطًا على خدماتها.
إن الكرم و"الباب المفتوح" اللذين أظهرتهما شعوب وحكومات البلدان المجاورة لسوريا هما نموذجان يحتذى بهما، ولا ينبغي اعتبارهما أمرًا مفروغًا منه. رغم كل شيء: الأزمات الاقتصادية وعدم الاستقرار السياسي، فإن هذا الكرم لم يتوقف أبدًا، بل استمر على مدى عقد كامل من الزمان. إن البلدان المجاورة لسوريا هي نفسها بحاجة إلى دعمنا الآن أكثر من أي وقت مضى. ويجب أن أقول هنا إنني معنيّ بشكل خاص على حصول لبنان على الدعم، فلبنان في وضع صعب، وكلكم تذكرون الانفجار الذي حدث في شهر آب/أغسطس الماضي. نحن نعمل بشكل حثيث في لبنان، ليس فقط لدعم الأطفال اللاجئين، وإنما لتلبية احتياجات الأطفال اللبنانيين، بالطبع، ويشمل ذلك إطار نظام التعليم العام الذي يلبي احتياجات الأطفال اللبنانيين وكذلك الأطفال اللاجئين.
وهنا، دعوني مرة أخرى أقوم بما قمت به سابقًا، وأقدم لكم بعض المعلومات التي ستكون هذه المرة حول بعض نتائج عمل اليونيسف، والذي يشمل عملنا داخل سوريا وفي البلدان المجاورة. قمنا في العام الماضي، بدعم من اليونيسف، بتحقيق ما يلي؛
- تلقى حوالي 900 ألف طفل التلقيح الروتيني ضد الحصبة.
- حصل أكثر من 400 ألف طفل على الدعم النفسي والاجتماعي. وقد رأيت أن هناك سؤالاً حول هذا الأمر، فالكثير من مقاطع الفيديو التي شاهدتموها في كل من الأردن وسوريا، تنطبق على لبنان وتركيا وأينما نصحبك في هذه الزيارة الميدانية الافتراضية، فسوف تجدون أن هناك تركيز على أهمية التعليم والتعلم.
- تمكنّا، بدعم من اليونيسف، من إتاحة الفرصة لأكثر من 3.7 مليون طفل لكي يستفيدوا من التعليم الرسمي وغير الرسمي. بالتزامن مع لقائنا هنا اليوم، فإن ما يصل عدده الإجمالي إلى 5 ملايين طفل ما زالوا يتلقون التعليم، وكل طفل من هؤلاء الأطفال هو بمثابة بصيص من الأمل.
- لقد تمكنّا من دعم أكثر من 5.4 مليون شخص عن طريق توفير إمكانية حصولهم على المياه الصالحة للشرب من خلال تحسين أنظمة إمداد المياه، كما حصل ورأيتم في مخيم الزعتري.
- قمنا، من خلال الاستجابة لجائحة "كوفيد-19"، بالوصول إلى 55 مليون شخص وتزويدهم بمواد لزيادة الوعي حول الجائحة والتدابير الصحية اللازمة، ووزعنا أدوات الحماية الشخصية على عاملي الخطوط الأمامية، ومن ضمنها الكمامات واللباس الطبي وأغطية الوجه، كما أننا ندعم البلدان للحصول على ما تحتاجه من اللقاحات وتجاوز موضوع النزعة القومية في توزيع اللقاحات.
إذن، ماذا يعني كل هذا وإلى أين سنسير قُدُمًا؟
ما أريد أن أقوله هو أنه بفضل كل الجهود التي يبذلها الشركاء والحكومات والموظفون المتفانون والمجتمع المدني والشركاء و بالطبع المعلمون، لا يزال لدينا 5 ملايين طفل يحصلون على التعليم.
هذا مجرد مثال واحد ينوّه إلى أهمية الجهود المشتركة. لأنه بدون العمل ودون تضافر جهود الجميع، فإنه يكاد لا يكون لدينا أطفال يتعلمون في سوريا وحول سوريا. دون ذلك، لن يتعلم أي طفل سوري وسنجد أنفسنا على حافة جيل ضائع.
سوف نواصل في السنوات القادمة التركيز على التعلم وعلى الاستجابة لـ "كوفيد-19"، بما في ذلك توريد اللقاحات. سنواصل تركيزنا على الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال، والحفاظ على سلامتهم من العنف والأذى.
بالعودة لحظة إلى موضوع "كوفيد-19"، اسمحوا لي أن أقول إننا، مع منظمة الصحة العالمية والمنظمات الأخرى، أعضاء في منظومة كوفاكس، وأحد الأمور الرئيسية التي سنقوم بها في الأسابيع المقبلة هو التأكد من أن نقوم بتيسير التوزيع العادل والمنصف للقاحات في جميع أنحاء سوريا، بما في ذلك في شمال غرب سوريا، إلى جانب دعمنا للحكومات المضيفة، بما في ذلك في الدول المجاورة، لكي نصل إلى الفئات ذات الأولوية، ومن ضمنها الفئات الموجودة بين اللاجئين. الأردن في الواقع هو أول بلد في العالم يبدأ بتلقيح اللاجئين. لقد قامت جميع الدول المستقبلة للاجئين بإدراج اللاجئين فيها ضمن خطط التلقيح في تلك البلدان، وعلينا التأكد من متابعة الأمر، ومن تفعيله، ومن وصول اللقاحات من عاملي الخطوط الأمامية إلى الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مسبقة وإلى كبار السن وما إلى ذلك. ونأمل أن تحذو جميع الدول المضيفة للاجئين حذو ذلك. وسوف نكون نحن، ومنظمة الصحة العالمية والوكالات الشقيقة الأخرى، حاضرين لتقديم الدعم لهذه البلدان أثناء قيامها بهذه المهمة.
أيها الزملاء، نصل هنا إلى ختام زيارتنا الافتراضية. أعتقد أن لدينا المجال الآن لتناول ما يشغلكم وما يثير تساؤلاتكم. وسوف تساعدنا جولييت في إدارة هذا الجزء من اجتماعنا اليوم.
إليكِ جولييت.
بيانات الاتصال بالفريق الإعلامي
Additional resources
عن اليونيسف
نعمل في اليونيسف على تعزيز حقوق ورفاهيّة كلّ طفلٍ من خلال أيّ عمل نقوم به. بالتّعاون مع شركائنا في 190 دولة ومنطقة نقوم بترجمة التزامنا هذا إلى واقع عملي، باذلين جهداً خاصّاً للوصول إلى الأطفال الأكثر هشاشة واستقصاءً، وذلك من أجل صالح كلّ الأطفال، وفي كلّ مكان.
للمزيد من المعلومات حول اليونيسف وما تقوم به نحو الأطفال، يمكنكم زيارة موقعنا www.unicef.org/mena
تابعوا اليونيسف على
Twitter Facebook Instagram LinkedIn Youtube TikTok
انضموا إلى مجموعة الواتس آب التابعة لليونيسف - الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، واحصل تباعاً على آخر الأخبار. أرسلوا لنا رسالة على الرقم التالي وسوف نضيفكم إلى قائمتنا: ٠٠٩٦٢٧٩٠٠٨٢٥٣١