كيف نتحدث مع الاطفال عن الحرب والنزاع
تشارك اليونسيف مجموعة من النصائح للآباء ومقدمي الرعاية

- متوفر بـ:
- English
- العربية
خلال أوقات النزاع والأزمات، يعاني الأطفال والآباء ومقدمو الرعاية من القلق والتوتر. أكثر من أي وقت مضى، يجب على العائلات الوقوف معًا وتشجيع ودعم بعضهم البعض والسعي للحفاظ على وحدتهم لاجتياز هذه الأوقات الصعبة.
بينما تتعامل الأسرة مع الأوقات العصيبة يتطلع الأطفال دائمًا للبالغين والآباء ومقدمي الرعاية للحصول على المعلومات والتوجيه والتشجيع والدعم بجميع أشكاله بما في ذلك الحب والعناق للشعور بالأمن والأمان.
فيما يلي بعض النصائح حول كيفية التعامل مع الحديث مع اطفالك وتزويدهم بالدعم والراحة.

1. اكتشف ما يعرفونه وكيف يشعرون
البقاء في مكان واحد لأكثر من يوم واحد، والاحتماء من القذائف وطلقات الرصاص وانفجارات القنابل أثناء محاولة البقاء آمنين يمكن أن يكون مرهقًا ومستنزفًا عاطفياً للعائلات وخاصة الأطفال.
من المهم أن تظل قريبًا من أطفالك، وأن تخصص وقتًا مناسبًا لشرح الموقف دون إغراقهم بالكثير من المعلومات غير الضرورية.
اختر وقتًا ومكانًا يمكنك فيهما التحدث عن الموضوع بشكل طبيعي وأن يشعر اطفالك بالراحة في التحدث بحرية – مثلا أثناء تناول وجبة عائلية. حاول تجنب الحديث عن الموضوع قبل النوم مباشرة.
كنقطة بداية يمكن أن تسأل اطفالك عما يعرفونه اصلا وكيف شعورهم، فقد يعرف بعض الأطفال القليل عما يحدث ولا يهتمون بالحديث عنه، لكن قد يقلق البعض الآخر في صمت. مع الأطفال الأصغر سنًا، قد يساعد الرسم والقصص والأنشطة الأخرى في فتح النقاش.
يمكن للأطفال اكتشاف الأخبار بعدة طرق، لذلك من المهم الاطلاع على ما يرونه ويسمعونه. إنها فرصة لطمأنتهم وتصحيح أي معلومات غير دقيقة ربما تكون قد صادفتهم سواء عبر الإنترنت أو على التلفزيون أو في المدرسة أو من الأصدقاء.
يمكن أن يؤدي التدفق المستمر للصور والعناوين الرئيسية المزعجة إلى الشعور بأن الأزمة تحيط بنا في كل مكان. قد لا يميز الأطفال الأصغر سنًا بين الصور المعروضة على الشاشة وواقعهم الشخصي وقد يعتقدون أنهم في خطر داهم، حتى لو كان الصراع يحدث بعيدًا، وقد يرى الأطفال الأكبر سنًا أشياء مقلقة على وسائل التواصل الاجتماعي ويخافون من كيفية تصاعد الأحداث.
من المهم عدم التقليل من مخاوفهم أو تجاهلها. إذا طرحوا سؤالاً قد يبدو متطرفًا بالنسبة لك، مثل "هل سنموت جميعًا؟”، طمأنهم بأن ذلك لن يحدث، ولكن حاول أيضًا معرفة ما سمعوه وسبب قلقهم. إذا تمكنت من فهم مصدر القلق، فمن المرجح أن تكون قادرًا على طمأنتهم.
تأكد من الاعتراف بمشاعرهم وطمأنتهم أن كل ما يشعرون به طبيعي. أظهر أنك تستمع إليهم من خلال منحهم انتباهك الكامل وذكرهم أنه يمكنهم التحدث إليك أو إلى شخص بالغ موثوق به وقتما يشاءون.
2. الحفاظ على الهدوء واستخدام لغة مناسبة للعمر.
للأطفال الحق في معرفة ما يحدث في العالم، ولكن يتحمل الكبار أيضًا مسؤولية إبقائهم في مأمن من الضيق. أنت تعرف اطفالك أفضل من غيرك، فاستخدم لغة مناسبة للعمر، وراقب ردود أفعالهم، وكن حساسًا لمستوى قلقهم.
من الطبيعي أن تشعر بالحزن أو القلق بشأن ما يحدث أيضًا. لكن ضع في اعتبارك أن الأطفال يأخذون إشاراتهم العاطفية من البالغين، لذا حاول ألا تتغاضى عن أي من مخاوف مع طفلك. تحدث بهدوء وانتبه للغة جسدك، مثل تعابير الوجه.
استخدم لغة مناسبة للعمر، وراقب ردود أفعالهم، وكن حساسًا لمستوى قلقهم.
بقدر ما تستطيع، طمئن أطفالك أنهم في مأمن من أي خطر. ذكرهم أن الكثير من الناس يعملون بجد في جميع أنحاء العالم لوقف الصراع وإيجاد السلام. حافظ على أملهم حيًا من خلال ابقائهم متفائلين بقدر الامكان أن الأمور سوف تتحسن.
تذكر أنه من المقبول عدم معرفتك لإجابة كل الاسئلة. يمكنك القول بإنك في حاجة للبحث عن الاجابات أو استخدامها كفرصة نشاط مع الأطفال الأكبر سنًا للعثور على الإجابات معًا. استخدم مواقع المنظمات الإخبارية ذات السمعة الطيبة أو المنظمات الدولية مثل اليونيسف والأمم المتحدة. واشرح أن بعض المعلومات المتوفرة عبر الإنترنت ليست دقيقة وأهمية العثور على مصادر موثوقة.
3. انشر التعاطف لا الوصمة
غالبًا ما يجلب الصراع معه تحيزًا وتمييزًا، سواء ضد شعب أو بلد معين. عند التحدث إلى أطفالك، تجنب تسميات مثل "الأشرار" أو "أناس سيئين" واستخدم بدلاً من ذلك كلمات تشجع على التعاطف، مثل العائلات التي أجبرت على الفرار من منازلها.
حتى إذا كان الصراع يحدث في بلد بعيد، فقد يجلب التمييز الى عتبة داركم. تأكد من أن أطفالك لا يعانون من التنمر أو يساهمون فيه، وان تعرضوا للتنمر في المدرسة، شجعهم على إخبارك أو إخبارك شخص بالغ يثقون به.
ذكر أطفالك أن كل شخص يستحق أن يكون آمنًا في المدرسة وفي المجتمع. التنمر والتمييز خطأ دائمًا، ويجب أن يقوم كل منا بدوره في نشر اللطف ودعم بعضنا البعض.
4. التركيز على مقدمي العون
من المهم للأطفال أن يعرفوا أن الناس يساعدون بعضهم البعض بأفعال تتسم بالشجاعة واللطف. ابحث عن قصص إيجابية، مثل المستجيبين الأوائل الذين يقومون بمساعدة الناس، أو الشباب الذين ينادون بالسلام.
إن الشعور بفعل شيء ما، مهما كان صغيراً، يمكن أن يجلب راحة كبيرة.
لاحظ ما إذا كان طفلك يرغب في المشاركة في القيام بأفعال إيجابية. فربما يمكنهم رسم ملصق أو كتابة قصيدة من أجل السلام، أو المشاركة في جمع التبرعات المحلية أو الانضمام لعريضة دعم. إن الشعور بفعل شيء ما، مهما كان صغيراً، يمكن أن يجلب راحة كبيرة.
شجع طفلك على المشاركة في النشاط الذي يحبه، مثل رعاية حيوانه الأليف أو الرسم أو كتابة اليوميات أو التلوين أو الانخراط في اي نوع من الأنشطة الإبداعية. هذا سيبقيهم منشغلين ويصرفهم عن الظروف المؤسفة.
>>>> استكشف: قصائد للسلام من الاطفال حول العالم
5. محادثات حميمة ومراعية
عند إنهاء محادثتك من الاطفال، من المهم التأكد من أنك لا تتركهم في حالة من الضيق. حاول تقييم مستوى قلقهم من خلال مراقبة لغة جسدهم، مع الأخذ في الاعتبار ما إذا كانوا يستخدمون نبرة صوتهم المعتادة كما راقب تنفسهم. ذكّرهم أنك مهتم وموجود للاستماع والدعم كلما شعروا بالقلق.
>>>> اقرأ: كيفية التعرف على علامات القلق في الاطفال
6. استمر في الاطمئنان
مع استمرار أخبار الصراع، يجب عليك متابعة التواصل مع اطفالك لمعرفة أحوالهم. كيف يشعرون؟ هل لديهم أي أسئلة أو أشياء جديدة يرغبون في الحديث عنها؟
إذا بدا طفلك قلقًا بشأن ما يحدث، فراقب أي تغييرات في الطريقة التي يتصرف أو يشعر بها ، مثل آلام المعدة أو الصداع أو الكوابيس أو صعوبات النوم.
لدى الأطفال ردود فعل مختلفة تجاه الأحداث قد لا تكون بعض علامات الضيق واضحة جدًا، فقد يصبح الأطفال الأصغر سنًا أكثر تشبثًا من المعتاد، بينما قد يُظهر المراهقون حزنًا شديدًا أو غضبًا. العديد من ردود الفعل هذه تستمر لفترة قصيرة فقط وهي ردود فعل طبيعية للأحداث المجهدة، وإذا استمرت ردود الفعل هذه لفترة طويلة، فقد يحتاج طفلك إلى دعم من متخصص.
يمكنك مساعدتهم على تقليل التوتر من خلال القيام ببعض الأنشطة معًا مثل التنفس من البطن:
- خذ خمس أنفاس عميقة، واقضِ خمسة ثوانٍ في الشهيق وخمس ثوانٍ في لزفير، واستنشق من خلال أنفك وازفر من خلال فمك.
- اشرح لطفلك أنه عندما يستنشق، فإنه ينفخ بطنه بهدوء مثل البالون، وعندما يزفر فانه يخرج الهواء ببطء من البالون مرة أخرى.
كن مستعدًا للتحدث مع طفلك إذا طرح الموضوع في اي وقت، وإن كان ذلك قبل موعد النوم مباشرةً، فاختم بشيء إيجابي مثل قراءة قصتهم المفضلة لمساعدتهم على النوم جيدًا.
>>>> اقرأ: كيفية التعرف على علامات القلق عند الاطفال
>>>> اقرأ: نشاطات للتقليل من القلق ودعم رفاهك ورفاه طفلك
7. الحد من تدفق الأخبار
أصبح هناك العديد من القنوات والسبل التي يمكن للأطفال من خلالها الوصول للأخبار والمعلومات. خلال أوقات النزاع، يجب التحكم في الوصول إلى هذه المنصات لإدارة التوتر والقلق اللذين يجلبهما المحتوى المتوفر بها.
ضع في اعتبارك مدى تعرض أطفالك للأخبار في المليئة بالعناوين والصور المزعجة. وامكانية إيقاف الأخبار حول الأطفال الصغار، ومع الأطفال الأكبر سنًا، يمكنك استغلال ايقاف الاخبار كفرصة لمناقشة مقدار الوقت الذي يقضونه في استهلاك الأخبار وما هي مصادر الأخبار التي يثقون بها. ضع في اعتبارك أيضًا كيف تتحدث عن الصراع مع البالغين الآخرين إذا كان أطفالك على مسافة قريبة.
حاول قدر الإمكان خلق مصادر تشتيت إيجابية مثل اللعب أو الذهاب في نزهة معًا في مكان آمن.
8. اعتني بنفسك
ستكون قادرًا على مساعدة أطفالك بشكل أفضل إذا كنت تتأقلم بصورة جيدة. سوف يلتقط الأطفال رد فعلك على الأخبار، لذلك يساعدهم معرفة أنك هادئ ومسيطر.
إذا كنت تشعر بالقلق أو الانزعاج، خذ وقتًا لنفسك وتواصل مع أفراد العائلة والأصدقاء والأشخاص الموثوق بهم. ضع في اعتبارك كيف تستهلك الأخبار: حاول تحديد الأوقات الرئيسية خلال اليوم للتحقق مما يحدث بدلاً من الاتصال المستمر بالإنترنت. بقدر ما تستطيع، خصص بعض الوقت للقيام بأشياء تساعدك على الاسترخاء والتعافي، وأعط أولوية للرعاية الذاتية. لا يمكنك الاهتمام بالآخرين إلا إذا لم تكن بخير.
9. خلق روتين لليوم
قد تجد نفسك وعائلتك محصورين في مكان واحد في كثير من الأحيان بسبب القتال. يمكن أن يساعد إنشاء روتين يومي فيصرف انتباهك أنت والأطفال ومساعدتك على تجاوز الأوقات الصعبة. يمكن أن يشمل الروتين أنشطة بسيطة ومسلية يحبها الأطفال بما في ذلك الألعاب والغناء ولعب الأدوار وغيرها.