خمسة أمور علينا أن نعرفها حول الأطفال والنزاع المسلح

تقدّم اليونيسف وشركاؤها الحماية للأطفال الذين كانوا أو لا يزالون يعيشون حالات النزاع المسلح حول العالم، وتقوم هي وشركاؤها بالدفاع عنهم والعمل مع جميع الأطراف لضمان احترام حقوقهم.

فادي منصور
Child recruitment
UNICEF
13 شباط / فبراير 2022

أطفال وليس جنود

غالبًا ما يُشار إلى آلاف الأطفال الذين يتمّ تجنيدهم واستخدامهم في النزاعات المسلحة في جميع أنحاء العالم على أنهم "الجنود الأطفال". يعاني هؤلاء الأطفال من أشكال واسعة النطاق من الاستغلال وسوء المعاملة، بما في ذلك التعرض للعنف الجنسي، وهي أمور لا يعبّر هذا المصطلح عنها جميعًا بالشكل الوافي. تستخدم الأطراف المتحاربة الأطفال ليس كمقاتلين فحسب، بل ككشافة وطُهاة وحمّالين وحرّاس وسُعاة، بل وأكثر. المصطلح الأكثر دقّة هو: "الأطفال المرتبطون بالقوات المسلحة والجماعات المسلحة". يجب، في المقام الأول،  اعتبار هؤلاء الأطفال ضحايا انتهاكات جسيمة لحقوق الطفل.

 

يصبح الأطفال جزءًا من قوة أو جماعة مسلحة لأسباب مختلفة. فبعضهم يتعرّض للاختطاف أو التهديد أو الإكراه أو التلاعب من قِبَل جهات مسلحة. ويدفع الفقر بآخرين واضطرارهم لجلب الدخل إلى الأسرة، لهذا المسلك. وهناك من يرتبطون بهذه الجهات من أجل البقاء أو لحماية مجتمعاتهم المحليّة. لكن، بغضّ النظر عن أسباب تورطهم، فإن تجنيد الأطفال واستخدامهم من قِبَل قوات مسلحة هو انتهاك خطير لحقوق الطفل وللقانون الإنساني الدولي.

ستة أنواع من الانتهاكات الجسيمة

يجب حماية الأطفال المتأثرين بالنزاع المسلح في جميع الأوقات. إنّ القانون الإنساني الدولي يُلزم القوات المسلحة والجماعات المسلحة باتخاذ تدابير لحماية المدنيين، ومن ضمنهم الأطفال، فهم مُعرّضون للخطر بشكل خاص في أوقات النزاع المسلح. ومع ذلك، فإن الأطفال الذين يعيشون في مناطق النزاع حول العالم لا يزالون يتعرضون للهجوم بشكل مُروِّع، فمن عمليات القتل والتشويه والاختطاف والعنف الجنسي على نطاق واسع، إلى التجنيد والاستخدام من قِبَل القوات المسلحة والجماعات المسلحة، إلى الهجمات على المدارس والمستشفيات، فضلاً عن المرافق الأساسية للمياه.

من أجل رصد هذه الهجمات بشكل أفضل ومنعها وإنهائها، حدد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وأدان ستة انتهاكات جسيمة ضد الأطفال في أوقات الحرب، وهي: قتل الأطفال وتشويههم؛ تجنيد الأطفال أو استخدامهم ضمن القوات المسلحة والجماعات المسلحة؛ شنّ الهجمات على المدارس أو المستشفيات؛ الاغتصاب أو غيره من أشكال العنف الجنسي الجسيم؛ اختطاف الأطفال ومنع الأطفال من الحصول على المساعدات الإنسانية.

الفتيات أيضًا

بينما تؤثر الانتهاكات الجسيمة على الفتيان والفتيات بشكل مختلف، فإنّ الفتيات يتأثّرنَ أيضًا بشدة خلال النزاعات المسلحة. ففي حين أن معظم الأطفال الذين يتمّ تجنيدهم واستخدامهم هم من الذكور، إلا أنّ جميع أشكال العنف الجنسي تقريبًا تُرتكب ضد الفتيات. وفي هذه الحال، لا يتم الإبلاغ عن العنف الجنسي في أغلب الأحيان بسبب الأعراف الاجتماعية والوصم.  

 

من بين 317 انتهاكًا جسيمًا تم التحقق منها في السودان في عام 2020، كان حوالي نصف المستهدفين من الفتيات.

وبالأرقام

على الصعيد العالمي، تمّ التحقق من أنه قد تمّ بين عاميّ 2005 و2020 تجنيد أكثر من 93 ألف طفل واستخدامهم من قِبَل أطراف النزاع، على الرغم من أنه يُعتقد أنّ العدد الفعلي لهذه الحالات هو أعلى من ذلك بكثير.

تحققت الأمم المتحدة في عام 2020 من وقوع ما وصل عدده الإجماليّ إلى 26.425 انتهاكًا ضد الأطفال الموجودين في حالات نزاع في مختلف أنحاء المعمورة. أي ما يعادل 72 انتهاكًا يحدث كلّ يوم أو ثلاث انتهاكات تحدث كلّ ساعة. وهذا يعني أيضًا حلول سبع سنوات على التوالي حدث فيها ما لا تقل حصيلته عن 20.000 انتهاك، تمّ التحقق من وقوعهم. هذه الحالات ليست سوى الحالات التي يمكن التحقق منها من خلال آلية الرصد والإبلاغ التي تقودها الأمم المتحدة، وهي آلية أنشئت في عام 2005 لتوثيق الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في مناطق النزاع بشكل منهجي. ولا شكّ أن الأرقام الحقيقية هي أعلى من ذلك بكثير.

ومن بين تلك الانتهاكات الجسيمة بحق الأطفال، تمّ التحقق من وقوع 317 انتهاكًا في السودان في عام 2020.

الطريقة التي تساعد فيها اليونيسف في السودان

تقدّم اليونيسف وشركاؤها الحماية للأطفال الذين كانوا أو لا يزالون يعيشون حالات النزاع المسلح حول العالم، وتقوم هي وشركاؤها بالدفاع نيابة عنهم والعمل مع جميع الأطراف لضمان احترام حقوقهم.

تواصل اليونيسف وشركاؤها القيام بتقديم الرعاية والحماية في جميع أنحاء السودان للأطفال من أمثال يونس، وهم أطفال كانوا أو لا يزالون يعيشون حالات النزاع المسلح، وتقوم هي وشركاؤها بالدفاع نيابةً عنهم والعمل مع جميع أطراف النزاع لضمان احترام حقوقهم.

بالإضافة إلى تقديم المساعدة الطارئة وطويلة الأمد للأطفال، قامت اليونيسف وشركاؤها بتدريب المسؤولين الحكوميين وأطراف النزاع على حماية الطفل، وبالعمل مع الحكومة والمجتمعات المحليّة والأسر لرفع مستوى الوعي لديها بشأن المخاطر التي تواجه الأطفال في النزاعات المسلحة.

العنف يُوَلِّد العنف. وكسر الحلقات المفرغة للنزاع المسلح يُعَدُّ أمرًا بالغ الأهمية لتوفير اللّبنات الأساسية لتنمية المجتمعات، ولجعل البلد ينعم بالسلام. للأطفال الحق في الحماية في جميع الأوقات، ولا سيما أثناء النزاع المسلح.