أعيدوا البراءة: نداء من أجل السلام والأمل في قطاع غزة
الأطفال على امتداد قطاع غزة دمرهم ضياع طفولتهم
- متوفر بـ:
- English
- العربية
بالنسبة لغزل، ابنة الأربعة عشر عاماً من قرية خزاعة القريبة من مدينة خانيونس، فإن الطفولة هي ذكرى بعيدة، اختفت تماماً تحت ظل الأعمال العدائية المستمرة. تقول غزل: «لا أريد أن يسألني أحد عن طفولتي بعد اليوم، ليس لدي طفولة، أنا أعيش فقط في رعب». في اليوم الأول للأعمال العدائية، ودعت غزل منزلها الذي تحب بعد أن تحول أنقاضاً بسبب القصف. لجأت هي وعائلتها إلى مدرسة تابعة للأونروا في خانيونس التي تحولت إلى مركز لإيواء مئات العائلات النازحة.
هناك اليوم عدد هائل من النازحين داخليًا وصل إلى 1.6 مليون شخص، نصفهم من الأطفال. يبحث هؤلاء عن ملاذ آمن في مرافق الأمم المتحدة والمدارس وساحات المستشفيات والمباني العامة، ولا يحصلون سوى على القليل جداً من المياه الصالحة للشرب والغذاء والمرافق الصحية. ومراكز الإيواء هذه ليست في مأمن من الهجمات. ويزداد خطر تفشي الأمراض فيها يومًا بعد يوم.
تشارك غزل أشقاءها الخمسة وثلاث عائلات أخرى غرفة تدريس مساحتها 20 متراً مربعاً، وقد جمع بينهم رابط قوي للبقاء على قيد الحياة وسط هذه الظروف القاهرة. للأسف، لقد عانت غزل من هذا الألم في السابق، ولم تلتئم بعد جراح الأعمال العدائية التي وقعت عام 2014 ، حين دُمر منزلها وظلت نازحة لأكثر من عامين.
تروي بقلب حزين وهي تتذكر أشياءها التي تركتها وراءها، والفوضى التي رسمت ماضيها: «لقد تركت كل شيءٍ خلفي». الحاضر مدمر بنفس القدر، «لا يمكنني تحمل هذه الحياة، لا يمكنني تحمل العيش في ملجأ مدرسة، لا يمكنني تحمل فكرة أن هذا الأمر أصبح عادياً بالنسبة لنا». وما صوتها إلا صدىً لصوت كل طفل يعيش واقع النزوح القاسي.
مع ازدياد حدة الأعمال العدائية، ارتفع عدد الأشخاص الذين لجأوا إلى مراكز الإيواء بشكل فاق كثيراً قدرتها الاستيعابية. وقد أدى النقص الحاد في الاحتياجات الأساسية، مثل الغذاء والماء والوقود، إلى تفاقم الظروف المزرية أساساً داخل مراكز الإيواء. وبسبب العدد الهائل من الأسر النازحة، فإن المرافق تعاني الكثير لتلبية مجرد الاحتياجات الأساسية.
تسلط غزل الضوء على الواقع المرير داخل غرف التدريس التي تحولت إلى ملاجئ. في محاولة يائسة لتوفير بعض الخصوصية، تم تخصيص مساحات للنساء في الليل. ومع ذلك، فإن النظافة والحمامات في حالة مزرية لا يمكن التعامل معها. تصف غزل حالة الحمامات في المدرسة حيث الطوابير أطول مما يستطيع معظم الناس تحمله؛ وتتساءل: «كيف سأحتمل عيش الكابوس نفسه كل يوم وكل ليلة؟». يعكس اليأس في كلماتها المعاناة الكبرى التي يواجها أولئك الذين يصارعون الواقع القاسي للنزوح وتدهور الظروف المعيشية. «لذلك، تقول، لا أريد أن يسألني أحد عن طفولتي بعد اليوم».
إن سلامة الأطفال والأسر داخل هذه المرافق أمر بالغ الأهمية، وينص القانون الإنساني الدولي على وجوب احترام البنية التحتية المدنية وحمايتها، والتي تشمل المدارس والمستشفيات والملاجئ، في جميع الأوقات. وتعمل اليونيسف والعديد من المنظمات على تحسين إمكانية الوصول إلى الاحتياجات الأساسية، مثل الماء والغذاء، وتحسين ظروف الصرف الصحي.
تدعو اليونيسف إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، وإلى وصول المساعدات الإنسانية بصورة مستدامة وآمنة ودون عوائق. إنه لزام على الجميع إعادة الطفولة المسروقة لهؤلاء الأطفال وجميع الأطفال، أينما كانوا. لقد قُتل وجُرح حتى الآن الكثير الكثير من الأطفال.