يونيسف لبنان و"جيل بلا حدود"- تمكين جيل الشباب- قصة سارة
"الحلُّ في ذاتنا. إذا كانت الدولة عاجزة عن فعلِ المزيد من أجلِنا، فلنفعل شيئا بأنفسِنا. كيف ستتغيّر الأمور؟ تتغير فقط من خلال تطوير نهج تفكير جديد في المجتمع".

- متوفر بـ:
- English
- العربية
سارة، 23 عاما، من صيدا
ولدت سارة، وهي من الجيل الثاني من اللاجئين الفلسطينيين، في مدينة صيدا في جنوب لبنان، من أبوين عاشا حياتهما غير قادريّن على تأمين عمل ثابت. ومع ذلك، لم تتخل العائلة عن منسوبِ الأمل بل عملت على دعم مستقبل أطفالها من خلال الإلتزام بالتعليم. إلتحقت سارة بالمدرسة بعمر الثلاث سنوات وهي اليوم في الثالثة والعشرين ولديها كمّ من التساؤلات عن الفائدة الحقيقية من مسائلٍ كثيرة.
"أنا فتاة فلسطينية، وهذا وضعني، في ذاتِهِ، في موقفٍ حرج في كلِ مرة بحثتُ فيها عن عمل. هناك طبعا بعض الأعمال لكن القليل منها له علاقة بخياراتي العلمية والثقافية. درستُ تكنولوجيا المعلومات في مركز التدريب في بلدة سبلين وتخرجتُ قبل ثلاثة أعوام. وحتى الآن، لم أتمكن من العثور على عمل.
أدركُ تماما أن الحياة في لبنان جدّ صعبة بالنسبةِ الى شباب اليوم، حتى ولو درسوا واجتهدوا، فلا وظائف متوافرة لهم غالبا، وحتى حين يحصلون على وظيفة يكونوا محظوظين جدا إذا أتت متلائمة مع شهاداتهم.
الحلُّ يكمن في داخلنا. إذا كانت الدولة لا تستطيع أن تفعل أكثر من أجلنا، فلنفعل بأنفسِنا شيئا.
الإنطلاق بعملي الخاص يستمرّ حلما بعيد المنال بالنسبة لي. الأمر يتعلق بعدمِ توافر ميزانية. حتى المضي قدما بأي فكرة ريادية في عالمِ الأعمال يحتاج الى المال. وهو ما أفتقر له. ومن دون الحصول على وظيفة لن أتمكن من توفير المال.
كيف ستتغيّر الأمور؟ سؤالٌ يلحّ عليّ وجوابه يكون من خلال المجتمع ككل وتطوير نهج من التفكير الجديد الإيجابي. يجب أن يتغيّر الناس في شكلٍ جذري.
جيلي هو الذي يقع على عاتقه إحداث التغيير اللازم. سُنحت لنا فرصا ً تعليمية أكبر وأوسع من الفرص التي حصل عليها أهلنا. ونعيشُ في عالمٍ مختلف. هو عالم ٌ نستطيع تمكين جميع من فيه من خلال التواصل.


كفلسطينية، أملكُ وجهات نظري الخاصة. أرى لبنان مقسوما بين لاجئين وغير لاجئين. وكلاجئة فلسطينية، أرى حيلولة عبور الجسر بين الجانبين. اليوم، يجب أن يتعلم الناس كيف يندمجون أكثر وأن يفهموا أننا جميعا نملك ما نُقدمه الى بعضِنا البعض. وهذا المشروع عزز اعتقادي وقوّى عزيمتي. قابلتُ أشخاصا ً من كل لبنان. وأظهر الجميع أنه حين تتواجد إرادة الإصغاء الى وجهات نظر الآخرين يمكن أن تتحقق أمور كثيرة.
جيلي هو الذي يقع على عاتقه إحداث التغيير اللازم. سُنحت لنا فرصا ً تعليمية أكبر وأوسع من الفرص التي حصل عليها أهلنا. ونعيشُ في عالمٍ مختلف. هو عالم ٌ نستطيع تمكين جميع من فيه من خلال التواصل. عالمُ الإنترنت جعل عالمنا أكثر ديموقراطية. ومشكلتُنا هي أن الجيل الأكبر سناً يخشى التخلي عن سيطرته على عملية صناعة القرار.
الأمرُ متروكٌ لأبناءِ جيلي لاستخدام الإنترنت والتواصل بنضجٍ وحكمة. تقع على عاتقِنا مسؤولية تظهير الصورة الأكثر وضوحا الى الآخرين بأن هذا التغيير لا يُشكل تهديدا لأيّ شخصٍ بل يساهم في تمكين المجتمع بكاملِهِ. ويا لهُ من تغيير جميل".