مع إرتفاع معدل البطالة في لبنان، يُشكّل برنامج التدريب والتوجيه التابع لليونيسف أملا للشباب والشابات
تدرك اليونيسف وجمعية "ُEmpower" غير الحكومية، أن نصف الشباب والشابات في لبنان تقريبا عاطلون عن العمل. وقد أعدتا تدريبا نظريا وعمليا في آن، في مختلف القطاعات التي تعاني من نقص في عدد العمال، من أجل تعزيز قابلية التوظيف وتوفير سبل العمل
- متوفر بـ:
- English
- العربية
مع بداية هذه السنة، بلغ معدل البطالة بين الشباب والشابات في لبنان، ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما، 47,8 في المئة، ما زاد من منسوب الضغوطات على السكان الذين يعانون من أزمة إقتصادية متمادية حقيقية.
لهذا السبب، عملت اليونيسف، بالشراكة مع جمعيتي "Empower" و "مدى"، على إدارة برنامج بناء القدرات والتوظيف للشباب والمراهقين في عكار وشمال لبنان.
تأثرت أماكن عديدة في شمال لبنان، لا سيما طرابلس وعكار، بالأزمة الإقتصادية المتمادية في البلاد، ما جعل كثير من العائلات ترزح تحت نير الفقر.
يارا، المسؤولة الميدانية في "Empower" في شمال لبنان، تصف البطالة في لبنان "بالكارثية" وتقول: "تثقل البطالة كاهل الجميع، الذين يبحثون بدون إستثناء عن فرصة عمل، فالوضع أصبح عموما كارثيا والأزمة تزداد حدة يوما بعد يوم".
كجزءٍ من البرنامج، تمكّن 155 شابا وشابة من المشاركة في التدريب النظري في مجالات الزراعة وتربية الدواجن، كما في إدارة الثروة الحيوانية والصيانة الكهربائية وإدارة أنظمة البيوت الزراعيّة البلاستيكية الدفيئة، وذلك قبل توجههم للحصول على التدريب العملي المدفوع الأجر.
تمّ إختيار القطاعات إستنادا الى إحتياجات السوق في شمال لبنان، وندرة الأيدي العاملة فيها، ومدى قدرتها على استيعاب العمالة الجديدة، خصوصا في قطاع الكهرباء.
تقول يارا "لا بُدّ من حصول الشباب والشابات على التدريب العملي- بعد التدريب النظري- من أجل أن يفهموا طبيعة الوظيفة التي ينوون مزاولتها، ومساعدتهم على تطوير المعلومات التي حصلوا عليها خلال الدورة التدريبية النظرية وما زالت لديهم أسئلة حول كيفية تطبيقها عمليا".
ترى يارا "أن التدريب العملي مهم جدا للشباب والشابات لمعرفة كيفية إنجاز الأشياء، في الحياة الواقعية، أبعد من مجرد القراءة عنها ومشاهدتها عن بعد. فهناك أمور قد لا تكون قابلة للتطبيق بشكلٍ كبير".
شربل هو واحد من الأشخاص الذين أتيحت لهم فرصة الإلتحاق بصفّ تعليم الصيانة الكهربائية، وخضع بعد ذلك الى تدريبٍ في رشعين.
يقول شربل "لحسنِ حظي، واصلتُ العمل كمساعد لدى كهربائي بعد إنتهاء فترة التدريب التي شاركتُ بها”.
زوّد الشباب الذين التحقوا بدورة الكهرباء- مع شربل- بالأدوات الاساسيّة التي تخولهم البدء بعملهم الخاص في مجال الصيانة الكهربائية المنزلية إذا رغبوا بذلك.
وعلّقت يارا بقولها "التركيز الأساسي هو مساعدة الشباب على الإنطلاق بعملهم الخاص بدل الإنتظار للعثور على وظيفة قد تتأخر كثيرا".
في الواقع، الشباب الذين شاركوا في دورات التدريب على الأعمال الزراعية وإدارة البيوت البلاستيكية الدفيئة سبق وعملوا في مجالات مشابهة، غير أن التدريب الذي حصلوا عليه مكّنهم من البناء على المعرفة التي اكتسبوها لمزيد من الحرفية وتحقيق المزيد من الإكتفاء الشخصي.
ماريا، شابّة شاركت في دورة تدريبية حول إدارة البيوت البلاستيكية الدفيئة في بلدة أرده، وهي وصفت تجربتها الجديدة "بالفريدة" مؤكدة "أن المعلومات التي حصلت عليها غاية في الأهمية" وقالت "زودنا المدرب خلال الجلسات التدريبية بكل المعلومات التي قد نحتاج إليها حول البيوت الزراعية البلاستيكية وأصول غرس الشتول والبذور وكيفية العناية بالنباتات".
الشباب والشابات الذين شاركوا في دورات تدريبية في إدارة قطاع الدواجن حصلوا أيضا- الى المعلومات النظرية والعملية- على دجاج وبيوت الدجاج، من أجل أن يتمكنوا من جني مال إضافي والإستفادة شخصيا من بيض الدجاج.
بعد أن أتيحت لها الفرصة لتشارك في التدريبات حول إدارة الثروة الحيوانية، تقول الشابة جنى، التي تعيش في منطقة الضنيّة "أنها تلقّت معلومات قيّمة جدا حول صحّة الماشية وعادات نظامها الغذائي المثلى".
قبل أن تنطلق الدورات التدريبية، يشارك الشباب والمراهقون في جلسات للتوجيه المهني، تسمح الى هؤلاء بحسن إختيار مهنتهم المستقبلية بوضوح وعن دراية ومعرفة. وبموازاة التدريب المهني الذي يشاركون فيه يتم تزويدهم بمجموعة من المهارات الحياتية التي تعزّز فيهم المعرفة الحيوية في المستقبل، بالإضافة الى مجموعة المهارات الوظيفية التي تسهّل تعلّمهم وانتقالهم الى مرحلة توليد الدخل.