مبادرة يونيسف لزيادة فرص تعليم الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصّة في لبنان

كيف تعمل يونيسف- لبنان وكلّ من حكومتيّ كندا وأوستراليا على تعزيز الدمج وحقوق ذوي الإحتياجات الخاصة في التعليم

سايمون بالسوم
Children play with their peer Fatima, a child with disability and learning difficulties at World Vision center in Bekaa.
UNICEF/Lebanon 2019/Stephen Gerard Kelly
21 آذار / مارس 2019

نحن ننتمي

تمتلئ دار الصداقة المهنية في زحلة، في بقاع لبنان، التابعة الى منظمة الرؤية العالميّة، بالأطفال الذين ينطلقون بخطواتهم التعليمية الأولى، ويتوقون الى اللعّب والتعلّم. تبدو الطالبة فاطمة في الدارخجولة. تجلس على كرسيها على طاولة الأشغال الفنيّة وسرعان ما تنشغل مع زميلاتها في الصفّ بالورق والغراء في محاولة لإنجاز رسما.  فاطمة (4 سنوات) طفلة لاجئة، مثل كلّ الأطفال حولها، مع فارق أنها تعيش مع متلازمة داون.

يستضيف مركز "الرؤية العالمية" 500 طفل في الصّفّ يوميا، 250 طفلا صباحا، و 250 طفلا بعد الظهر. المكان ممتع ومضيء. وفاطمة هي واحدة من خمسة أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصّة أو ممّن لديهم صعوبات في التعلّم، مدرجين في البرنامج. ووجود فاطمة في الدار لم يكن ليتحقق لولا مبادرة يونيسف لبنان والشراكة بين حكومتي كندا وأستراليا، من أجلِ تعزيز الدمج وحقوق ذوي الإحتياجات الخاصة في التعليم.

Fatima, a child with disability and learning difficulties with her teacher at World Vision center in Bekaa.
UNICEF/Lebanon 2019/Stephen Gerard Kelly

أثروا معا على نشر ثقافة السلوكيات التي أتاحت تعزيز تعليم الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة في شكلٍ أوسع.

أساتذة فاطمة في "دار الصداقة" أدخلوها في كلِّ جوانب الحياة المدرسية، على قدم  المساواة مع زملائها في الصفّ.

"في البداية، لم تكن تتواصل فاطمة بصريّا، على الرغم من كون هذا النوع من التواصل أساسيّ، معي ومع زملائها في الصف". تتذكر معلّمة فاطمة ليتا هذا وتتابع: "لكن، مع المثابرة والصبر، أصبحت أكثر إنفتاحا وعضوا حيويًا في المجموعة. يمكننا من خلال هذه التجربة، في مستهلّ حياة فاطمة، منحها الفرصة لتصبح عضوا قيّما ومؤثّرا في المجتمع."

تتذكر تريسي خلف، مسؤولة الدمج في مركز "الرّؤية العالميّة" كيف لفتت فاطمة انتباهها: "نزور في انتظام مخيمات غير رسمية في البقاع للتأكد من أن الأهالي ومقدمي الرعاية يعرفون أين وكيف يسجلون أطفالهم في المدرسة. إلتقينا فاطمة وعائلتها وعرفنا أنها مصابة بمتلازمة داون. أكدنا لوالديها أن مركزنا سيكون أفضل مكان لاستقبال فاطمة، وأنه مكانًا آمنًا، وأن فاطمة ستتلقى الخدمات اللازمة كجزء من برنامج التعليم الشامل الذي تقدمه يونيسف ويوفّر مزيدا من التدريب والدعم لضمّ الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.

أراد والدا فاطمة الأفضل لابنتهما، ونحن نوجه لهما الدعوة، من حينٍ الى آخر، للزيارة. وهما يطلعوننا على التغييرات التي شهداها في فاطمة في المنزل أيضًا- يقولان أنّه بات بامكان فاطمة القيام ببعض المهام، أكثر من قبل، بمفردها. وهي تتواصل مع الأخرين وتتفاعل معهم بثقة أكبر. فاطمة لا تخاف أن تكون الشخص الّتي هي عليه."

"في البداية، لم تكن تتواصل فاطمة بصريّا، على الرغم من كون هذا النوع من التواصل أساسيّ، معي ومع زملائها في الصف". تتذكر معلّمة فاطمة ليتا هذا وتتابع: "لكن، مع المثابرة والصبر، أصبحت أكثر إنفتاحا وعضوا حيويًا في المجموعة. يمكننا من خلال هذه التجربة، في مستهلّ حياة فاطمة، منحها الفرصة لتصبح عضوا قيّما ومؤثّرا في المجتمع."

بعد مرور عام واحد على وجودها في "دار الصداقة"، لم تعد فاطمة، البالغة من العمر أربع سنوات، تُحدد وفق كروموسوماتها بل كونها التلميذة المحبوبة جدا، التي تُقيّم من قبل معلّميها وزملائها في الدراسة، على أنها الفتاة الصغيرة الذكية.

"في البداية، لم تلعب فاطمة مع الأطفال الآخرين. وهم ما زالوا صغارا للغاية لفهم سبب ذلك. وردّة فعلهم الطبيعية كانت تجاهلها. عملنا مع فاطمة وزملائها وشجعناهم على اللّعب معا. وسرعان ما شعرت فاطمة بالأمان وتمّت إزالة كلّ الحواجز".

اليوم، تطرح فاطمة نفسها بقوة في جميع جوانب الحياة المدرسية- وهي آخر من يغادرعند نهاية النّهار.

"لم تعد فاطمة ترى نفسها مختلفة عن زملائها في الصف. وأصبحت تشعر أنها مقبولة وانعكس هذا على تطوّر شخصيتها وسلوكها."

"في البداية، لم تلعب فاطمة مع الأطفال الآخرين. وهم ما زالوا صغارا للغاية لفهم سبب ذلك. وردّة فعلهم الطبيعية كانت تجاهلها. عملنا مع فاطمة وزملائها وشجعناهم على اللّعب معا. وسرعان ما شعرت فاطمة بالأمان وتمّت إزالة كلّ الحواجز."

Fatima, a child with disability and learning difficulties dances with her classmate at World Vision center in Bekaa.
UNICEF/Lebanon 2019/Stephen Gerard Kelly

"من خلال شمل فاطمة في الدروس، في هذا السن المبكر، يستفيد جميع طلاب الصفّ الدراسيّ في كلّ أنحاء المركز. نحن نعمل على نشرِ الوعي حول ذوي الاحتياجات الخاصّة ومحو الجهل. وهذا يُتيح بأن يُصبح الأشخاص المختلفين أكثر قبولا بيننا. ليست فاطمة وحدها المستفيدة- الإفادة تتمدد الى دائرة أوسع بكثير."

أثبتت عقود من الأبحاث تحسين التعليم الشامل والدمج، من الأداء الأكاديمي وزيادة معدل توظيف الأفراد من ذوي الإعاقات العقلية في شكلٍ كبير.

معلّمة فاطمة أبدت ملاحظة "من خلال شمول فاطمة في الدروس، في هذا السن المبكر، يستفيد جميع طلاب الصفّ الدراسيّ في كلّ أنحاء المركز. نحن نعمل على نشرِ الوعي حول الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصّة ومحو الجهل. وهذا يُتيح بأن يُصبح الأشخاص المختلفين أكثر قبولا بيننا. ليست فاطمة وحدها المستفيدة- الإفادة تتمدد الى دائرة أوسع بكثير."

اليوم، من خلال مبادرة يونيسف التي ساعدت في إحضار فاطمة إلى "دار الصداقة"، يُصار الى تغيير المفاهيم الخاطئة في المجتمع. شكّل الإهتمام بالطفلة فاطمة الحجر الذي تمّ رميه في مستنقع محدثا موجات من الحب والنور.