كيف إستفادت اليونيسف من أغنى مصدر للقوة والطاقة في لبنان- طاقة وقوّة الشباب
"عندما دوت إنفجارات مرفأ بيروت، كنت في عملي في الأشرفية. في تلك اللحظات أدركت أنني لستُ قادرة على الجلوس ولا على القيام بأي شيء" تتذكر جويس ساسين، اليوم قائدة فريق الشباب، تضيف "أدركتُ بسرعة أن التطوّع في المجتمع له فوائد جمة على مختلف النواحي"
- متوفر بـ:
- English
- العربية
"عندما دوت إنفجارات مرفأ بيروت، كنت في عملي في الأشرفية. في تلك اللحظات أدركت أنني لستُ قادرة على الجلوس ولا على القيام بأي شيء". تتذكر جويس ساسين تلك اللحظات الأليمة بعدما أصبحت اليوم قائدة فريق الشباب مع "أنيرا"، الشريك المنفذ لليونيسف. تضيف "أدركتُ بسرعة أن التطوّع في المجتمع له فوائد جمة على مختلف النواحي". وأتت إستجابة اليونيسف السريعة لانفجارات مرفأ بيروت لتحتضن جويس، والشباب الآخرين أمثال جويس، وتمكينهم.
في أعقاب أي كارثة، كما كارثة مرفأ بيروت، تُصبح برامج "النقد مقابل العمل" مكوناً أساسياً داعماً في جهود الإغاثة والإنعاش المبكرين. على خلفية إثبات مبادرات "العمل مقابل النقد" التطوعية (C4W) جدواها، حشدت اليونيسف بسرعة أكثر من 1900 شاب وصبيّة لدعم عمليات تنظيف الشوارع والقيام بأعمال إعادة التأهيل البسيطة للمنازل المتضررة وإعادة ربط الأسر بإمدادات المياه البلدية والخاصة.
الشاب إيلي عبد الاحد يتذكر بدوره روعة الإنخراط في العمل مع السكان في الأيام التي تلت إنفجارات مرفأ بيروت ويقول "أتيحت لنا الفرصة للمساعدة بطريقة منظمة والوصول الى مزيد من الأشخاص ومساعدتهم. معا، كلنا نستفيد".
يتلقى المشاركون في البرنامج المعرفة الواسعة والتدريب العالي – وهذا ما سيعود إليهم لاحقا بالمنفعة العالية وسيحتفظون بما تعلموه وسيستخدمون كل المعرفة والتقنيات حين ينتقلون الى سوق العمل.
اليوم، بعد مرور عام كامل على إطلاقها، تستمرّ الإستجابة في دعم إعادة تأهيل الأسر في المدينة.
محمد حسون، الذي تخرّج للتو ونال شهادة الهندسة المدنية، يقول "في البداية، إعتدنا الذهاب مع المهندسين لاستكشاف حال المنازل وحجم الضرر" يضيف "هناك أبواب قد تكون بحاجة الى إصلاح أو إستبدال. أما الآن، مع إكتساب المعرفة، أصبح بإمكاني الذهاب منفردا وتقييم الوضع بنفسي".
الى ذلك، يتقاضى المتطوعون بدلا، على الرغم من أن ما يقومون به يتجاوز كونه مجرد وظيفة عادية.
التطوّع في برنامج الشباب التابع لليونيسف إيلي عبد الاحد يقول "لا نعتبر أن عملنا هو مجرد ذهاب الى مكتب أو وظيفة، بل ننشط في سبيل مساعدة الناس أولا وآخرا. هدفنا تحقيق التأثير الإيجابي على المجتمع- وهو أمر مهم خصوصا خلال هذه الأوقات الصعبة في لبنان".
تستمر قائدة الفريق جويس متحمسة للغاية وهي تلاحظ التحسينات اليومية التي يقوم بها أعضاء الفريق وأثر ما يفعلون على مدينة بيروت وسكانها. جويس توجه رسالة الى كل من لم يحاول أن يتطوّع في الخدمة الإجتماعية: "إنه شعور رائع جدا أن تعرف أنك نجحت في رسم إبتسامة على وجه شخص يمر بوقت عصيب. أجمل المكافآت تأتي جراء أعمال صغيرة كهذه. شباب الفريق عملوا بجدية ويستحقون التقدير، وهو ما لا نشعر به غالبا في هذه المدينة. أشجع جميع الشباب على الإنخراط في العمل التطوعي والإنضمام إلينا".
حدثت إنفجارات مرفأ بيروت في وقتٍ يعاني فيه لبنان من أزمات متعددة. فالبلاد غرقت أكثر في الهاوية. لكن، بدعم من اليونيسف، يواصل الشباب إلتزامهم ببناء مدينة أفضل.