قصة عدنان - تشدد اليونيسف في لبنان على أهمّية الدمج كمفتاح لمستقبل الأطفال

لبرنامج اليونيسف دورًا مهمًا في إدراك جميع الأطفال حقهم في التعليم من خلال تدخلات هادفة إلى تحسين حياة الأطفال والشباب ذوي الإعاقة

سايمون بالسوم
Adnan El Hallak a 4 years old boy with behavioral disorders.
UNICEF2020/Fouad-Choufany/Lebanon
10 كانون الأول / ديسمبر 2020

الأطفال ذوي الإعاقة هم من أكثر الفئات المهمشة والمستبعدة في المجتمع، إذ يتم منعهم من حصولهم على حقوقهم في الرعاية الصحية والتعليم وحتى حقهم في حياة كريمة، من خلال التمييز ضدهم، ونقصهم للحماية وعدم وجود التشريعات الكافية. من خلال برامج مدعومة من اليونيسف، يتلقى الأطفال ذوي الإعاقة في لبنان مساعدة متكاملة من سن مبكرة.

يتلقى الأطفال ذوو الإعاقة في لبنان مساعدة متكاملة منذ سن مبكرة من خلال برنامج تدعمه اليونيسف، بتمويل مشترك من حكومتي أستراليا وكندا، بالإضافة إلى وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية البريطانية، ومكتب الولايات المتحدة للسكان واللاجئين والهجرة (BPRM) ، ومركز الملك سلمان  للاغاثة (KS Relief).

بفضل تنفيذ مجموعة من التدابير، يتلقى اطفال ذوو الاعاقة اليوم دعمًا متخصصاً  لتغطية احتياجاتهم الفريدة. قدم برنامج اليونيسف التعليم المتخصص وخدمات إعادة التأهيل للأطفال المهمشين ذوي الإعاقة، ونجح، من خلال إشراكهم في مجتمعاتهم، في تمكينهم من خلال زيادة الوعي حول الإعاقة الدامجة، وضمان حقهم في الوصول إلى فرص التعليم.

عادةً تبدأ هذه القصص بعرض إحصائيات لتسليط الضوء على المشكلة. لكن الفتيات والفتيان المستفيدون من برنامج اليونيسف الحالي في لبنان ليسوا إحصاءات. لكل فرد منهم اسماً.

دعونا نتعرف على عدنان.

عدنان عمره خمس سنوات، ويعيش مع والديه في ضواحي صيدا في جنوب لبنان. وُلد عدنان في لبنان، من والدة سورية  تمكّنت من الفرار من الاضطرابات التي ضربت وطنها الأم. واجه عدنان صعوبات سلوكية وتعليمية طوال طفولته، وتعتقد والدته أن السبب هو الضغط الذي تحملته أثناء حملها.

في الثالثة من عمره، عُرض على عدنان مكانًا ليتلقى صفوفاً في مركز الرعاية الاجتماعية في صيدا، بعد تعرفنا عليه من خلال برنامج التوعية الاجتماعية لليونيسف في مدينته.

تروي مُدرّسة عدنان، نور حمدان، الصعوبات التي واجهها في أول يوم له في الصف. "كان التواصل بينه وبين مدرسيه محدودا، وكان أكثر محدودية من زملائه في الصف." وتضيف:  "كانت قدرته على الكلام ضعيفة للغاية، وكان سلوكه غير مقبول، ولكنه لا يتحمل مسؤولية هذا الضعف. فهو لم  يتعلّم احترام القواعد الاجتماعية الأساسية. أصبح محبطًا وعدوانيًا بشكل ملحوظ بسبب عدم قدرته على فهم العالم من حوله ".

بفضل الدعم المتفاني من معلميه في التربية المتخصصة - الذين عملوا عن كثب مع والديه – وبعد خضوعه لمجموعة من العلاجات الطبية التى تكفل والده بدفع ثمنها من راتبه الضئيل، أصبح عدنان الآن عضوًا مشاركًا بالكامل ويملك شعبية كبيرة في صفه.

Adnan El Hallak, a 4 years old boy with behavioral disorders, playing in class with his teacher supervision
UNICEF2020/Fouad-Choufany/Lebanon

يحافظ عدنان على روح عالية، ويتم ملاحظة تقدمه السلوكي. تعلق نور على تحسن في مهاراته اللغوية وكذلك على صبره في التعلم قائلة: "والديه محبين ومهتمين لأمره، لكنهما غير قادرين على دعم تعليم ابنهما. لولا حصول عدنان على مكان في هذا البرنامج الذي تدعمه اليونيسف، لكان ابنهما على الأرجح قد كبر وحصل على القليل أو لا شيء من التعليم الرسمي".

"كانت فرص العثور على مدرسة رسمية مستعدة لقبول عدنان قبل عامين محدودة. لو لم نقدم له الدعم المركز الكافي خلال الأربعة وعشرين شهرًا الماضية، لما كان تحسن بالطريقة ذاتها. ومع ذلك، نأمل في غضون عام أو عامين أن يكون عدنان جاهزاً ومستعدًا للانتقال إلى مدرسة رسمية لإكمال تعليمه ".

يولي البرنامج أهمية كبيرة لدعم أهل الأطفال ذوي الإعاقة، مما يسهل ويمكّن الوالدين من تلبية احتياجات أطفالهم - وبناء قدرتهم يخولهم الصمود في الطريق الطويل الذي ينتظرهم.

قبل انتشار وباء Covid-19 وما رافقه من عمليات الإقفال بما فيها إقفال المؤسسات التعليمية، كان عدنان يتلقى جلسة علاج نفسي واحدة كل شهر، إلى جانب علاج شهري للدعم النفسي والاجتماعي والحركي.

لتسليط الضوء على التزام اليونيسف تجاه الأطفال الأكثر هشاشة في لبنان، تم مواصلة الدعم لعدنان وآخرين على الرغم من القيود الاجتماعية والقيود المفروضة على الحركة من قبل الحكومة.

يستمر عدنان اليوم في تلقي جلسة جماعية كل أسبوع بالإضافة إلى ثلاثة دروس تم إنشاؤها ويتم مشاركتها عبر الفيديو، بالإضافة الى أنشطة علاج النطق والأنشطة الحركية التي يتم إجراؤها عبر تطبيق WhatsApp. مع إستمرارالتنسيق مع معلمته كجزء من برنامج التعلم عن بعد المصمم حديثًا.

أنشأ المعلمون مجموعة الدعم النفسي والاجتماعي الخاصة بهم والتي تهدف إلى تشكيل طرق محسنّة للتواصل مع الأطفال.

يتعرض الأطفال ذوي الإعاقة، أينما كانوا، لخطر العنف والتمييز والاستبعاد. تتفاقم هذه المخاطر في حالات الطوارئ المتزايدة- مثل تلك الموجودة حاليًا في لبنان بسبب الأزمات المتعددة المستمرة - كالأزمة السورية، والاقتصاد المنهار، والوباء – التي زادت مجتمعةً من مشاكل وعزل الأطفال ذوي الإعاقة.

في لبنان، تهدف سلسلة من التدخلات المستهدفة إلى تحسين وضع الأطفال والشباب ذوي الإعاقة من خلال ضمان دمجهم في المجتمع. يلعب برنامج اليونيسف الحالي - الممول بشكل مشترك من قبل حكومتي أستراليا وكندا، بالإضافة إلى وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية البريطانية ومكتب الولايات المتحدة للسكان واللاجئين والهجرة (BPRM) ، ومركز الملك سلمان  للاغاثة (KS Relief) - دورًا مهمًا في ضمان حصول جميع الأطفال، تمامًا مثل عدنان، على حقوقهم والوصول إلى التعليم ، وإعادة التأهيل، وخدمات الحماية.