ضمان إزالة أي عوائق تحول دون الحصول على اللقاح
تتعاون اليونيسف مع وزارة الصحة العامة والصليب الأحمر اللبناني للتأكد من عدم تفويت أي طفل فرصة الحصول على اللقاح في الوقت المناسب. يتم الوصول الى آلاف الأطفال من خلال التدخلات المجتمعية

- متوفر بـ:
- English
- العربية
وأخيرا، حصل محمد، مع بلوغه عامه الخامس، على لقاحه، وذلك بعد محاولات حثيثة من أجل تشجيعه على أخذ اللقاح وإقناع عائلته بوجوب فعل ذلك. لم تكن مهمة سهلة أبدا.
كان يشعر محمد، وهو طفل كفيف يعاني من ضعف في النطق، بالذعر حين يقترب من القاعة التي تجري فيها عملية التلقيح، وسبب ذلك سماعه بكاء الأطفال الذين سبقوه وأخذوا اللقاح. كان يصعب عليه إستيعاب كل ما يحدث حوله، ويلح على والديه ويتوسلهما للعودة به الى المنزل.
للتخفيف من شعوره بالخوف، أمسك أحد إختصاصيي التلقيح في اليونيسف الطفل وجال معه في القاعة، وأخبره عن اللقاح وأهميته الى جميع الأطفال كي يكبروا معافين سالمين، حتى شعر بالإسترخاء ووافق على تلقي التطعيم.
والدا محمد لم يكونا متحمسيّن أيضا لذلك في البداية، بدليل أن محمد لم يتلق سوى لقاح إلتهاب الكبد الوبائي- ب عند الولادة. والداه يؤكدان أنه لم يحصل على لقاح آخر أبدا.
في حين يواجه لبنان أزمة إجتماعية وإقتصادية هائلة، لا يعتبر كثير من الأهالي أن تحصين أطفالهم أولوية في ظلّ كل الحاجيات الأخرى المطلوبة لتأمين الغذاء والضروريات الأساسية الأخرى المفقودة التي تحتاج إليها الأسرة، حتى أن كثير من العائلات عاجزة اليوم عن تحمل تكاليف الإنتقال الى المرافق الصحية للحصول على خدمات التطعيم الأساسية.

تتعاون اليونيسف مع وزارة الصحة العامة والصليب الأحمر اللبناني للتأكد من عدم تفويت أي طفل فرصة الحصول على اللقاح في الوقت المناسب. يتم الوصول الى آلاف الأطفال من خلال التدخلات المجتمعية.
"لم يكن سهلا إقناع محمد ووالديه بالموافقة على أخذ اللقاح، لهذا يبدو حصول محمد عليه بمثابة إنجاز". هذا ما قاله الدكتور بريجو كابوريا، وهو إختصاصي التطعيم في اليونيسف، الذي عمل ضمن فريق في مركز التحصين المؤقت في بلدية ديرقانون رأس العين في صور.
" شكّلت ما آلت إليه حالة الطفل محمد نقطة إيجابية، لكننا نعلم أننا بحاجة ماسة الى العمل بجدية أكبر من أجل تعميمها وتحصين كل طفل في لبنان بشكل أفضل وأكثر شمولية. وهذا يشمل التأكيد على أن لا تشكّل العوائق القائمة مانعا أمام التحصين".
تقدم اليونيسف لقاحات منقذة للحياة لنصف أطفال العالم تقريبا، لكن ملايين الأطفال لا يزالون محرومين من الحصول على التحصين. ويتعرض الأطفال ذو الحاجيات الخاصة عموما لخطر أكبر نتيجة عدم تلقّي التطعيمات، ويرجع ذلك جزئيا الى ضعف وصولهم الى الخدمات الصحيّة العامة.
