شباب لبنان- يعيدون بناء مدينة بيروت- بيت واحد في كلّ مرّة

وكجزءٍ من تدخلها الفوري واستخدامها برنامج "النقد مقابل العمل" القائم أصلا قبل الأزمات، حشدت اليونيسف شبكة تزيد عن 1900 شاب وشابة، شاركوا في إستجابة مجتمعية قائمة على الإنضمام الى أعمال التنظيف وإعادة التأهيل البسيط للمنازل المتضررة

يونيسف لبنان
C4W LEBRELIEF class
UNICEF2021/Fouad-Choufany/Lebanon
03 آب / أغسطس 2021

في أعقابِ حدوث إنفجارات مرفأ بيروت في 4 آب/ أغسطس، أتت إستجابة اليونيسف فورية وشاملة. وعلى أثر بروز ارقام التقديرات الأولية حول تأثر 300,000 شخص مباشرة- بينهم 100,000 طفل- وضعت اليونيسف، بعد إجراء عملية مسح "من منزل الى منزل" للأسر، سلسلة من التقييمات الفنية للمباني الأكبر وذلك بالتعاون مع شركائها على الارض. وإحدى أبرز أولويات اليونيسف كانت إعادة المياه الى المنازل والمدارس والمستشفيات المتضررة بأسرع وقت ممكن- مع الإستمرار طبعا في الإهتمام بأفضل الممارسات المتعلقة بفيروس كورونا.

إستجابة اليونيسف السريعة اعتمدت على أحد أغنى عناصر الطاقة والقوة في لبنان، ألا وهو عنصر الشباب فيه.

 وكجزءٍ من تدخلها الفوري واستخدامها برنامج "النقد مقابل العمل" القائم أصلا قبل الأزمات، حشدت اليونيسف شبكة تزيد عن 1900 شاب وشابة، شاركوا في إستجابة مجتمعية قائمة على الإنضمام الى أعمال التنظيف وإعادة التأهيل البسيط للمنازل المتضررة، كما ساهموا تحديدا في غعادة ربط المنازل بإمدادات المياه التابعة للبلديات والخاصة.

تساهم برامج "النقد مقابل العمل" بخلقِ فرصٍ للكسب المالي، ما يعزّز إستقرار دخل الناس مؤقتا، خصوصا في فترات الأزمات والكوارث. ثمة معادلة بسيطة هنا: الناس يعملون ويتقاضون أجرا. أما مخطط "النقد مقابل العمل" فهو موجّه أولا الى أفراد المجتمع الأكثر ضعفا- أولئك الذين لا يستطيعون العثور على عمل في أسواق  العمل المحلية، مع العلم أن تأمين ذلك لهم من شأنه تعزيز شبكات الأمان الإجتماعي والتخفيف من ضغوط الأزمة المستمرة.

في كل حال،  تمّ تزويد جميع المشاركين في البرنامج بالمعرفة والتدريب اللازمين. وبعد مرور عام كامل، تستمرّ وتيرة عملهم مذهلة.

ريان فوال، مدير المجلس اللبناني للإغاثة (LebRelief)- شريك اليونيسف المنفذ منذ فترة طويلة- يقول "تمكنا من خلال هذا البرنامج من تزويد الشباب بما يحتاجون إليه أكثر من أي شيء آخر- وهو معرفة مهارة جديدة والحصول على دخل. يتلقى هؤلاء الشباب التدريب من خلال ورش عمل في ميادين شتى، من قِبل مهنيين مؤهلين في شكلٍ كامل".

من جهته، يقول محمد، وله من العمر 24 عاما: "نعمل على تدريب الشباب في فن الرسم. في موازاة ذلك، نعمل مع آخرين على ترميم المنازل المتضررة من الإنفجارات التي لم يتم إصلاحها منذ أكثر من عام تقريبا" أضاف "ما نقوم به يحفّزنا ويجعلنا نخطط بحماسة الى مستقبلنا". 

كثيرةٌ هي الامثلة التي يتناقلها الشباب حول "الجسور الإيجابية" التي يُشرعها العمل الإجتماعي أمامهم ويقوي فيهم، في الشباب والشابات، التماسك الإجتماعي ويعزز فيهم هدف إيصال مشاريعهم بنجاح الى برّ الأمان.

Twenty-three-year-old Rafah. One of hundreds of Lebanon’s youth participating in the clean-up and rehabilitation of Beirut
UNICEF2021/Fouad-Choufany/Lebanon

رفح، 23 عاما، زادها هي أيضا العمل التطوعي قوة وعزيمة وتقول "دخلتُ هذا البرنامج ليقيني أهمية أن اكون خبيرة في مجال العمل، خصوصا أن ذلك يفيد كثيرا في دول اجنبية مثل أوروبا. أشعر أن هذا العمل غاية في الأهمية ليس للرجال وحسب بل للنساء أيضا" أضافت "تركت إنفجارات مرفأ بيروت أثرا في كل شخص في البرنامج- أثر ما مررنا به على المدينة بأكملها. واليوم، يتلقى المشاركون في البرنامج تدريبا على المهارات الحياتية.

محمد يؤكد على كلام رفح ويزيد "من جهتي، أصبحتُ قادرا على التحكم بمشاعري ومزاجي بسهولة أكبر. ورفح إكتشفت أن شخصيتي تغيرت كثيرا. كان تفكيري جامدا ضيقا وسلبيا، أما الآن تغيرت".

تتدخل رفح من جديد بقولها "لا فرص عمل في لبنان، لذا، ساعدني هذا البرنامج كثيرا. والآن، حين أتطلع الى المستقبل، اشعر أنني فعلتُ شيئا لنفسي. وهذا إنجاز رائع".

Twenty-four-year-old Mohammad. One of hundreds of Lebanon’s youth participating in the clean-up and rehabilitation of Beirut
UNICEF2021/Fouad-Choufany/Lebanon

 زميلها محمد متفائل مثلها ويقول "سعيد جدا كوني إكتسبتُ مهارة جديدة وما زلتُ اتعلم. إني أعمل الآن من أجل تأمين مستقبلي غداً. تحقيق أهدافي وبلوغ مستقبل أفضل، خصوصا في هذه الأوقات الصعبة، لهو امر مميز".  

يواصل برنامج الشباب التابع ليونيسف لبنان تنمية المهارات التدريبية ودعم التوظيف من خلال البرنامج الرائد "النقد مقابل العمل" وتحديد التحديات التي تواجه شباب اليوم.

UNICEF Lebanon