"حضرت اليونيسف الى منازلنا لتتفقد أحوالنا، وبعد 7 أيام من الإنفجارات، إستعدنا المياه"
فور جلاء سحابة الغبار الشديدة التي أنتجتها الإنفجارات، بدأ أعضاء فريق المياه والصرف الصحي والنظافة العامة التابع لليونيسف في تقديم الدعم، وإعادة وصول السكان الى المياه وتقديم مستلزمات النظافة ورعاية الأطفال.
- متوفر بـ:
- English
- العربية
أدّت الإنفجارات الهائلة التي دوت في 4 آب/ أغسطس 2020 في مرفأ بيروت الى آثار جسيمة مدمرة في البنية التحتية الحيوية. إنطلق فريق المياه والصرف الصحي والنظافة العامة (WASH) التابع الى اليونيسف فورا في تقديم المساعدة الطارئة حفاظا على سلامة وصحة الأطفال المعرضين للخطر وأسرهم.
في غروب ذاك اليوم، كان جورج سارويان لحظة وقوع الإنفجار على بعد 200 متر من منزله. وانصبّ كل تفكيره في تلك اللحظة حول مصير زوجته وطفله البالغ من العمر 10 أيام- لحسن الحظ لم يصابا بأذىـ على الرغم من تضرر المبنى، وتشلع مفصلات بابه الرئيسي.
سارويان، وهو مواطن لبناني من سكان منطقة كرم الزيتون، المكتظ بالسكان وتحده طرقات مزدحمة يقول: "إنقطعت عنا المياه كليا- ومع وجود طفل حديث الولادة، أدركنا أننا بحاجة ماسة الى مساعدة. وليس لدينا منزل آخر ننتقل إليه، ولا مال لندفع تكاليف التصليحات. وصلت اليونيسف إلينا، الى بابنا، لتطمئن على حالنا, وبعد سبعة أيام من الإنفجار، إستعدنا المياه".
"أن فريق اليونيسف كان أول من رأيناه بعد الإنفجار"
إستجابة سريعة
فور جلاء سحابة الغبار الشديدة التي أنتجتها الإنفجارات، بدأ أعضاء فريق المياه والصرف الصحي والنظافة العامة التابع لليونيسف في تقديم الدعم، وإعادة وصول السكان الى المياه وتقديم مستلزمات النظافة ورعاية الأطفال.
بالتعاون مع شركائها، أعادت اليونيسف إنشاء توصيلات المياه الى 1060 مبنى، لتصل الى 20765 شخصا في 4080 أسرة. وجرى تركسيب 4882 خزانا، بينها 111 خزانا في المستشفيات الثلاثة المتضررة بشدة وهي الكرنتينا والوردية والجعيتاوي.
يقول فادي حنكش، وهو مواطن يسكن في منطقة الأشرفية، "أن فريق اليونيسف كان أول من رأيناه بعد الإنفجار". معا، أعدنا بسرعة جريان المياه نحو المبنى الذي يسكن فيه.
الحفاظ على الصحّة
دعم الأسر الاكثر ضعفا في بيروت أتى حاسما. في هذا الإطار يقول مسؤول المياه والصرف الصحي والنظافة العامة في اليونيسف- لبنان عباس صفي الدين "رأينا بعد حصول الإنفجار البيوت مدمرة وكثير من الأسر فقدت كل ممتلكاتها".
إنتقلت اليونيسف وشركاؤها في الأحياء، من باب الى باب، عبر الشوارع المدمرة للتحقق من الأسر الأكثر ضعفا وتوزيع المساعدات. 10,000 مجموعة من مستلزمات النظافة وزعت. وبعد إنقطاع إمدادات المياه عن أسر كثيرة، بدا الأشخاص الأكثر ضعفا- خصوصا صغار الأطفال- أكثر عرضة لخطر الإصابة بالأوبئة والأمراض التي يمكن الوقاية منها. ويقول صفي الدين "توّفر أدوات النظافة الحدّ الأدنى التي يحتاج إليها هؤلاء ليبقوا على قيد الحياة".
احتوت المجموعات الموزعة على عناصر أساسية لدعم أسرة مكونة من خمسة أفراد، مدة شهر واحد. وضمّت العبوة الواحدة مستلزمات العناية بالأسنان والنظافة الشخصية والنسائية. ووزعت أيضا مجموعات للعناية بالطفل تضم حفاضات ومراهم ومواد أساسية وملابس.
الى توزيع المجموعات والعبوات الذي نفذته اليونيسف، من باب الى باب، قامت بإنشاء نقاط تجمع مؤقتة، واحدة منها في منطقة برج حمود. هناك، إلتقينا بالمواطن سيفاك أرماناك كيميجيان الذي تحدث عن إستلامه "الأمل مع الدعم" وقال "كانت الحياة صعبة في لبنان قبل الإنفجار، وبعده أصبحت الحياة أكثر صعوبة بكثير الى الجميع. فأنا عنصر في الجيش اللبناني، أخدم بلدي وأكافح من أجل توفير بعض مما يلزم الى عائلتي الصغيرة. والمساعدة التي تلقيتها من اليونيسف هي الأولى التي أحصل عليها. والأشياء الصغيرة، من مساعدة ودعم، تجعلني أشعر بالتحسن، كونها تمنحني الأمل في البقاء على قيد الحياة".
أحيت اليونيسف الخدمات الأساسية مجددا الى مستشفى الكرنتينا الذي نال نصيبا وافرا، عصر الرابع من آب، من الخراب والدمار والموت. اليونيسف وشركاؤها كانوا حاضرين بسرعة لتلقف الحالة المأساوية، واستبدال 20 خزان مياه، سعة 1000 ليتر، شلعها الإنفجار، وتغيير الأنابيب المتسربة، بعد القيام بمسح دقيق للموقع وإجراء تقييم فني مفصّل. وجرى تركيب خزانات المياه الجديدة ووصلها بالشبكة في يوم واحد. ومعلوم أن منطقة الكرنتينا تضم بعض الأسر والأطفال الذين هم الأكثر ضعفا في بيروت. ومستشفى الكرنتينا هي نقطة محوريو للبنية التحتية الصحية لسكان الجوار ومقر رئيسي تنطلق منه برامج التطعيم الوطنية للأطفال.