جعلُ اليدّ الواحدة تغسلُ اليدّ الأخرى وإيجاد قواسم مشتركة

تعمل جمعية LebRelief على إحداثِ التغيير الحقيقيّ في أماكنٍ تسودُ فيها الإنقسامات الإجتماعية والثقافية. ويقدم حفل الجمعية وبرنامج "المياه والصرف الصحيّ والنظافة العامة" الحيويّ، التابع ليونيسف LRC WASH دليلا ملموسا، على مدى يومين، على نجاحهم.

سيمون بلسوم
Children at a fair having fun.
Stephen Gerard Kelly
23 كانون الثاني / يناير 2019

من خلال توجيه أنفسهم، وعبر تعبئة المجتمعات المحلية لتبني تدابير تساهم في تحسين النظافة ورفع الوعي البيئي، تعملُ "ليب ريليف" وهي منظمة غير حكومية مقرها طرابلس، على إحداثِ تغييرٍ حقيقي في المجتمعات التي تسود فيها الإنقسامات الإجتماعية والثقافية. يُشكل المهرجانُ السنوي، الذي تنظمه UNICEF LRC WASH (المياه والصرف الصحيّ والنظافة العامة) ويبعث ُ على التفاؤل والحيوية ويُقام على مدى يومين في الساحة الأميركية وحديقة باب التبانة، دليل نجاح ملموس.

يُتيح المهرجان الفرصة للأطفال للتعلّم من خلال اللعب، ويُوفر نقاطا محورية هي نتاج  جهود ومثابرة دؤوبة طوال 12 شهرا. وينخرط المشاركون في المهرجان في الألعاب التفاعلية التي أوجدها نحو مئتي طالب لبناني جامعي، تعلموا المسؤوليات الأساسية للحياة ِ العصرية في المدينة، بما فيها إعادة التدوير وإدارة المياه والتلوث البيئي، ويترافق كُلّ هذا بالموسيقى وبأغاني الأطفال العربية الرائجة والمعاصرة، التي تتضمن مفاهيما بيئية تخترق مباشرة، عبر الموسيقى والرقص، قلوب الأطفال وعقولهم.

WASH fair with children gathered around.
Stephen Gerard Kelly

مدير برنامج LebRelief وبرنامج المياه والصرف الصحي والنظافة العامة ريّان جمال يقول "أن مفتاح نجاح البرنامج هو المرونة التي تحلينا بها نحن ويونيسف في سبيل خدمة المجتمعات التي نحن هنا لدعمها في شكلٍ أفضل".

من جهته، يحاول جهاد جنيد من LebRelief إختصار مفتاح نجاح البرنامج بقوله "الأمر كله يتعلق بالثقة. هي الثقة من كل الأطراف. وبناءً على هذه القاعدة عملت المجتمعات معا وأظهرت جليا ً أثر هكذا تعاون على الجميع".

الإستشاري في LRC خالد الصباغ قال "نحن نلهم الآخرين بإنشاءِ مشاريعٍ جديدة داخل مجتمعاتهم من خلال لجان WASH (المياه والصرف الصحي والنظافة العامة) المحلية. ونحن نساهم في تقديم مهارات الحياة وتعليم الناس كيفية حلّ مشاكلهم بأنفسِهم. إنهم يتعلمون مع من يتعاملون وكيف يتعاملون مع الآخرين من أجل إيجاد حلول. أصبحنا محور كل مبادرة بيئية في طرابلس. وحين يُقرر الناس إجراء تغيير ما فإنهم يتصلون بنا أولا".

Children playing around a table.
Stephen Gerard Kelly

لكلِ فردٍ في حديقة باب التبانة قصة يرويها. وهؤلاء ما عادوا يسمحون للماضي بتحديد المستقبل لكنهم حريصون على استذكار الحكايات  كدلالةٍ ومقياس على مدى نجاح برنامج WASH في تمكينهم من المضي قدما.

الصبية منى (25 عاما)، نادرا ما غادرت منزلها في مدينة القبّة، وهي احتاجت الى بعضِ الوقت للإقتناعِ بجدوى المشاركة والإنخراط في برنامج LRC المدعوم من يونيسف. ومع ذلك، هي أقرّت بأن هذه المشاركة مكّنتها من بناءِ مستقبلٍ إيجابي. واليوم، هي تقوم بتنظيم حملات تنظيف أسبوعية تُضيف قيمة حقيقية للمجتمع. لماذا التغيير؟ تقول "لأنني أصبحت ُ أملك الآن معنى لحياتي". جوابها هذا اختصر مئات الكلمات.

"لا تيأس أبدا. يُمكنك أن تفعل أي شيء تريده إذا ركّزت عليه. لكن، إذا كنت لا تُصدّق قدرتك على ذلك فلن تُحقّق شيئا في حياتك".

أمال، هي أيضا من مدينة القبّة، وهي استمدّت من أطفالِها قرار الإنضمام الى اللجنة المنظمة لمياه الشرب والصرف الصحي. هي شعرت بتغيير داخلها وشاهدت بأمّ العين بشائر التغيير من حولها وتشرح: "إعتقدتُ دائما أن عمل النساء ليس حقا لهنّ وأن مكاننا الصحيح هو في المنزل، لكن بعد الإطلاع على ما نجحت WASH في فعلِهِ أدركتُ أنه يمكنني تغيير حياة الناس للأفضل. يمنحنا هذا البرنامج فرصة لإظهار ما يمكننا القيام به".

من جهتها، تساعدُ نادين المتطوعين في إبتكار أنشطة تعليمية لأطفالِ المنطقة. وتعليمهم كيفية الحفاظ على المياه من خلالِ المتعة والمشاركة. هي رأت أن البرنامج يُشكّل قوّة من أجل الخير وتشرح: "كانت لدى الأطفال فكرة عن الأشياء التي علمناهم إياها لكن لم تتح لهم الفرصة سابقا لتجربة الأشياء بأنفسهم وتستطرد: "تفاعل جميع الأطفال بحماسة حين عملنا معهم".

Children gathered around a city model.
Stephen Gerard Kelly

الكلمات الأخيرة للشاب اليتيم "يزن"، المعروف للجميع تحببا ً باسمِ الوحش. وهو قد شهد في حياتِهِ، بعمرِ الثالثة عشرة، أكثر مما ينبغي لطفلٍ أن يشاهده، ومع ذلك، نجح من خلال مشاركته في برنامج WASH بإصلاحِ نفسه وعاد الى المدرسة ليُصبح عضوا ذات قيمة في المجتمع. هو يتكلم بحكمة ٍ تتجاوز سنين عمره  خصوصا حين يقول لنا: "لا تستسلموا أبدا. يمكنكم تحقيق كل ما تريدون إذا ركزتم عليه.  إذا كنتم لا تُصدقون ذلك فلن تنجحوا في إنجاز أي شيء في حياتكم".

الى جانب نشاطه الرئيسي المتمثل في رعاية الممارسات الصحية والبيئية الجيدة تجاوز برنامج يونيسف LRC WASH، الممول من الحكومة الكندية، الحدود العمرية والجنسانية والثقافية وخلق مجتمعا ً يعمل كوحدةٍ واحدة.