جاهزون للعودة الى المدرسة
بعد أن أضاعوا سدى سنوات من التعليم، تُحضّر اليونيسف الأطفال للعودة مجددا
- متوفر بـ:
- English
- العربية
بالنسبةِ الى عددٍ كبير من أطفال لبنان اليوم، معظمهم من اللاجئين، باتت فرصة الحصول على تعليم ثابت مجرد أمل غامض ملتبس. كثير من هؤلاء الأطفال يفتقرون الى مهارات التعلّم الأساسية. اليونيسف تحركت في اتجاه من تتراوح أعمارهم بين عشرة أعوام وأربعة عشر عاما، غير القادرين على القراءة والكتابة، من خلال برنامج محو الأمية وتعليم مهارات القراءة والحساب والأساسية في لبنان BLN، لتوفير فرصة دخول الأطفال المستهدفين الى التعليم الرسمي.
بفضلِ هذه الشراكة، أصبح الأطفال اللاجئون قادرين، بعد أعوام من التسرب المدرسي، على العودة الى المدارس. وثمة حالات ذهب أفرادها لأول مرة الى مدرسة. في مركز البقاع التابع الى المنظمة اللبنانية للدراسات والتدريبLOST في بدنايل، إنطلقت مواعيد وجدول اليوم فور وصولنا. في كل حال، مع التركيز على القراءة والكتابة باللغتين العربية والإنكليزية، بالإضافة الى مادة الحساب وتعلّم مهارات الحياة، يعتمد برنامج BLN على دمج أنشطة اللعب والتعلّم معا.
بالنسة الى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و14 عاما، غير القادرين على القراءة والكتابة، تعاونت اليونيسف، بتمويل من حكومة المملكة المتحدة، مع وزارة التربية والتعليم العالي والمنظمات غير الحكومية المحلية لإنشاء برنامج محو الأمية وتعليم مهارات القراءة والحساب والأساسية في لبنان BLN، لتوفير فرصة دخول الأطفال المستهدفين الى التعليم الرسمي.
بالنسبةِ الى جميع الأطفال، فإن شمولهم في هذا البرنامج يُعزز إمكانات وفرص تغيير نوعية الحياة.
ها هو الفتى يوسف (13 عاما)، بعد إفتقاده الى التعليم طوال تسع سنوات كاملة، ينضمّ الى الصفّ ويتعلم لأول مرة القراءة والكتابة. ويتذكر: "قبل مجيئي الى المركز، لم أكن أميّز بين الحروف ولا أعرف لا القراءة ولا الكتابة. تعلمت فقط حرفي "أ" و "ب". ولا يمكنني أن أعدّ الأرقام إلا من واحد الى عشرة. هنا، في هذا المركز، علموني أشياء كثيرة، وبتّ أعرف الحروف الأبجدية. تعلمتُ الرياضيات والفرنسية والعربية ومهارات حياتية كثيرة- تعلمتُ كيفية بناء علاقات جيدة مع الآخرين. ويستطرد يوسف بالقول: أحبّ المدرسة، أعشقها، وأستطيع فيها تعلّم أشياء جديدة وتنمية نفسي نحو الأفضل".
"أنا الآن هنا. وهنا أتعلم تدريجيا. وهنا، أيضا وأيضا، أصبحتُ أكثر سعادة. فهمتُ أهمية التعليم قبيل مجيئي لكن الأمر أصبح بعدما انضويت الى المركز أكثر وضوحا بالنسبة لي". حازم- 11 عاما-
الفتى حازم، له من العمر أحد عشر عاما، لكنه لجهة درجة تعليمه أقل بكثير. هو من الرقة، في سوريا، ويجهل مكان وجود والده، وما إذا كان حيا أم ميتا. أتى الى لبنان، قبل أربعة أعوام، برفقة والدته وشقيقاته السبع. التحق حازم في مدرسته في الرقة عشرة أيام فقط لا غير قبل أن يلتجئ الى لبنان.
يُعاد تأهيله الآن من خلال برنامج محو الأمية وتعليم مهارات القراءة والحساب والأساسية في لبنان- BLN- وهو يروي قصته بأسلوبه: "ذهبت الى ثلاث مدارس هنا، لكني لم أشعر بنفسي فعليا في مدرسة ثابتة. ففي كل مرة ذهبت فيها الى مدرسة أيقنت أكثر أنني لا أعرف شيئا... لذلك كنت أتسرب منها لأعمل بأجر. عملت في الحصاد، في الحقول، لأنه لم يكن متاحا لي شيء آخر أفعله. لكن، كنت أعلم دائما، في قرارة نفسي، أنني يجب أن أتعلم، وأردتُ العثور على مقعد في مدرسة مناسبة لي. عرفتُ عن هذا البرنامج عندما زار أحد العاملين فيه منزلي. وسعدتُ به. لقد فهمتُ أهمية التعليم قبل مجيئي الى هنا، لكن، الآن، أصبح الأمر أكثر وضوحا لي. حين نزلت الى العمل جنيت مئة دولار في الشهر، وهذا المبلغ من المال يطير بسرعة، لذا أيقنت أنه إذا ركّزت على التعليم فسأكون قادرا على كسب المزيد".
أليسون كينغ، الناطقة الرسمية باللغة العربية في حكومة المملكة المتحدة، قالت خلال زيارتها الى لبنان في شهر آذار- مارس- 2019، عقب زيارتها الى مركز المنظمة اللبنانية للدراسات والتدريبLOST : "رائعٌ جدا أن أكون هنا لأستمع وأرى كيف تساهم المعونة البريطانية في دعم الأطفال الأكثر عرضة للخطر. ومن المفيد جدا أن نسمع حول التأثير الإيجابي لهذا البرنامج على حياة الطلاب وكيف غيّرهم الى الأفضل".
بدعمٍ من اليونيسف، دعمت المملكة المتحدة توفير التعليم غير الرسمي الى أكثر من 70000 فتاة وفتى حتى الآن، وهي تواصل تقديم الدعم النفسي والإجتماعي وخدمات الدعم ضد العنف القائم على النوع الإجتماعي الى 116000 شخص من الفتيات والفتيان والنساء الأكثر حرمانا في لبنان. إلتزمت المملكة المتحدة بمبلغ يصل الى 165 مليون جنيه إسترليني لدعم التعليم في لبنان من 2016 الى 2021.