تضمن اليونيسف عدم إهمال الأطفال اللبنانيين الذين يعانون من ظروف صحّية قاسية
أدى الركود غير المسبوق الذي يعيشه اللبنانيون الى جعل الأطفال حديثي الولادة وأمهاتهم في وضع شديد الضعف. توفّر اليونيسف الدعم المنقذ للحياة لنظام الرعاية الصحيّة العامة للإستجابة للإحتياجات الملحة للأسر الأكثر ضعفاً، وذلك من خلال التدخلات المنقذة للحياة

- متوفر بـ:
- English
- العربية
أطفالنا هم كنزنا الثمين، وعندما يتعلق الأمر بالمواليد الجدد، فإن تعزيز صحتهم ورفاهيتهم يتطلب تعزيز جودة الرعاية. تعمل اليونيسف بلا كلل أو ملل لتحسين الرعاية الصحيّة والتغذوية للأطفال حديثي الولادة، خصوصا لدى الأسر الأكثر ضعفاً في لبنان. مع ذلك، فإنّ هذا المنحى إصطدم بواقع التضخم الشديد الذي أصاب لبنان.
اليوم، تشعر روز، وهي أم لتوأم هما آماديا ومارون، بالسعادة بعد قلق إجتاحها في الشهر السابع من الحمل، حين أدخلت الى مستشفى الكرنتينا الحكومي على عجل، على أثر شكوك بأن أحد الجنينين (مارون) لا يتلقى ما يكفي من غذاء. وبعد مراقبته طوال 18 يوما، قرر طبيبها إجراء عملية ولادة قيصرية بسبب بطء معدل ضربات قلب جنينها.
"لم يكن لدى طفلي فرصة للنجاة وهو جنين في بطني. . أردته بعد الولادة أن يكافح من أجل حياته "- تقول روز.
ولد مارون وآماديا قبل أوانهما. كانا بحاجة الى التنبيت (أي الى أنبوب بلاستيكي يوضع داخل القصبة الهوائية يؤمّن وصول الأوكسيجين إليهما) والى رعاية خاصة. مكثا أكثر من 80 يوما في المستشفى، بتكاليف علاج تجاوزت قدرة الأهل على سدادها بكثير. تغطي اليونيسف، بمساهمة سخية من جمهورية كوريا، بالتعاون مع وزارة الصحة العامة في لبنان، تكاليف علاج هذا النوع من الحالات بنسبة تتراوح بين ثلاثين الى أربعين في المئة من إجمالي الفاتورة، بشكلٍ مباشر، وذلك لضمان عدم مواجهة الأسر نفقات كارثية، من شأن عدم إمكانية سدادها تعريض حياة المواليد الجدد والأطفال للخطر.
صحّة مارون كانت حرجة جدا. عانى من مشاكل هددت حياته. إحتاج الى أدوية عديدة لإدارة حالته. وتقول روز "كان مستحيلا أن نغطي المبلغ الضخم المترتب علينا. ويوم أبلغنا المستشفى أن اليونيسف ستغطي كامل المبلغ المستحق للعلاج غمرتني سعادة لا توصف. زوجي سائق تاكسي. ونعتمد في تغذية أفراد أسرتنا على قاعدة: خبزنا كفاف يومنا".

شكّل دعم اليونيسف لضمان الوصول الى الرعاية الصحية المنقذة للحياة أمرا بالغ الأهمية لأن عائلات كثيرة تكافح منذ أعوام عديدة للتعامل مع الأزمة الإقتصادية.
يؤكد هشام فواز، رئيس دائرة المستشفيات والمستوصفات في وزارة الصحة العامة، على واقع بلغناه يقضي بتغطية النفقات مباشرة من جهة خارجية لإنقاذ حياة الأطفال اللبنانيين في مستشفيات حكومية محددة. ويقول هشام: " لعب البرنامج المنقذ للحياة دورا حاسما في إنقاذ حياة العديد من الأطفال في لبنان، ممن كانوا في ظروف حرجة، وعزز الثقة بجودة الخدمات المنقذة للحياة المقدمة في المستشفيات الحكومية، خصوصا في ظلِّ الوضع الإقتصادي الحالي" أضاف "تعترف وزارة الصحة بأن شراكتها مع اليونيسف هي مفتاح للتعاون المستمر بين الطرفين".
بالتعاون مع اليونيسف، حددت وزارة الصحة العامة أربعة مستشفيات حكومية تضم وحدات رعاية مركزة للأطفال حديثي الولادة (NICU) ووحدات العناية المركزة للأطفال (PICU) من شأنها الإستجابة للطلب الكبير من السكان اللبنانيين الأكثر ضعفا.
إستفادت الطفلة صافي، إبنة الخمسة أشهر، من برنامج اليونيسف أيضا. أدخلت الى مستشفى أورانج ناسو الحكومي في طرابلس بسسبب معاناتها من مشاكل في التنفس. وشُخّصت إصابتها بفتقٍ وحاجتها السريعة الى عملية جراحية. والدا صافي شعرا بالقلق الشديد واجتاحتهما أفكارا عديدة في ظلِّ عجزهما عن ضمان المبلغ المطلوب للعلاج. ويقول والد الطفلة "كنت خائفا من عجزي عن تأمين المبلغ. لم أستطع النوم. تساءلتُ كثيرا عن مصير إبنتي. ماذا سيحدث لها؟ هل سنفقدها؟ مكثنا في المستشفى 18 يوما. دعم اليونيسف أنقذ حياتها وانقذنا".
تمّ إختيار الطفلة صافي، الى جانب أطفال لبنانيين آخرين، من خلال أداة تقييم الضعف الإجتماعي، التي تعتمد عند قبول الطفل في وحدتي الرعاية المركزة للأطفال حديثي الولادة والعناية المركزة للأطفال. يقوم إختصاصي إجتماعي مدرب بتقييم وضع الأسرة ومشاركة النتيجة مع وزارة الصحة العامة لتحديد أهلية العائلة وحصولها على التغطية بموجب برنامج اليونيسف.
لا يقتصر تدخل اليونيسف على دعم مقدمي الرعاية بفواتير المستشفى، بل تشمل المبادرة أيضا دعم نظام الصحة العامة من خلال شراء الأدوية واللوازم الاساسية المستخدمة في وحدات العناية المركزة للأطفال ووحدات العناية المركزة لحديثي الولادة والتي تعتبر أساسية لضمان توفير خدمات منقذة للحياة عالية الجودة.