تدعم اليونيسف ممارسات التغذية المناسبة للرضع وصغار الأطفال
تعمل اليونيسف مع وزارة الصحة العامة والشركاء في جميع انحاء البلاد لضمان حصول كل إمرأة حامل أو مرضعة وكل طفل على التغذية التي يحتاجون إليها منذ الولادة
- متوفر بـ:
- English
- العربية
تجعل الأزمات المتفاقمة، المعقدة، والمتعددة، المجتمعات اللبنانية عرضة لانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية. تؤدي ممارسات التغذية السليمة للرضع وصغار الأطفال الى نتائج صحية طويلة الأمد على حياة الطفل ونموه وتقيه من سوء التغذية وأمراض الطفولة المختلفة، كما تحمي من وفيات الأطفال حديثي الولادة. وتبدأ تلك الممارسات منذ اليوم الأوّل للطفل.
تعمل اليونيسف مع وزارة الصحة العامة والشركاء في جميع انحاء البلاد لضمان حصول كل إمرأة حامل أو مرضعة وكل طفل على التغذية التي يحتاجون إليها منذ الولادة. في العام 2021، وصلت اليونيسف الى 536,548 من الامهات ومقدمي الرعاية بالخدمات التغذوية الصحية ومستلزماتها وأدواتها.
تعمل اليونيسف، بشكلٍ وثيق، لدعم البرنامج الوطني لتغذية الرضع وصغار الأطفال. وتتعاون بذلك مع وزارة الصحة العامة، بالتنسيق مع الشركاء المحليين وبينهم الجمعية المسيحية الأرثوذكسية الدولية لأعمال الخير الإنسانية (IOCC) ومنظمة مكافحة الجوع (ACF) والمنظمات غير الحكومية الاخرى والمنظمات غير الحكومية الدولية، ويتم تركيز عمل فرق إختصاصيي التغذية والرضاعة على الحدّ من مخاطر سوء التغذية بين المجتمعات الأكثر ضعفا في لبنان.
تتواصل الحملة الوطنية حول تغذية الرضع وصغار الأطفال من أجل دعم الجهود المشتركة مع وزارة الصحة للحدّ من سوء التغذية. وقد وصلت أصداء الحملة الى أكثر من 4,2 مليون شخص عبر وسائل التواصل الإجتماعي وحدها، كما تمّ تعزيز الوعي من خلال التعاون المباشر مع البلديات في لبنان.
حققت الجهود الوطنية حول تغذية الرضع وصغار الأطفال نتائج جيدة، فقد شارك أكثر من 220,000 من الأهالي ومقدمي الرعاية في جلسات التوعية. كما تمّ إنشاء خط ساخن لتقديم المشورة على مدار 24 ساعة على 24، طوال سبعة أيام متواصلة في الأسبوع.
شارك أكثر من 90 إختصاصيا في مجال الرضاعة في تقديم المشورة للنساء أثناء الحمل وبعد الولادة مباشرة، ويستمر هؤلاء في توفير الدعم المستمر بعد الولادة. في هذا الإطار، تمّ تقديم المشورة الى أكثر من 43,000 إمرأة حامل ومرضعة في شأن تغذية الرضع وصغار الأطفال. بالإضافة الى ذلك، تمّ إنشاء خط تغذية الرضع وصغار الأطفال الساخن الذي يتلقى إختصاصيو التغذية من خلاله المكالمات من الأهالي القلقين على صغارهم وتقديم المشورة الفورية إليهم والمتابعة المناسبة.
بالإضافة الى كل ذلك، تدعم اليونيسف، مع شركائها، من خلال تدخل حيوي آخر، إستضافة سلسلة من ورش عمل حول تغذية الرضع وصغار الأطفال، وتوفير معلومات التغذية منذ الولادة. ويتم عبرها تقديم المزيد من النصائح الى مقدمي الرعاية حول التنوع الغذائي المناسب للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وسنتين.
تشرح كريمة، وهي أم لطفلين وواحدة من العديد من الأمهات اللواتي استفدنّ من دعم البرنامج، كيف نجحت في إعارة الأهمية القصوى لإرضاع أطفالها. وها هي اليوم، متحمسة جدا لتطبيق المعلومات التي تلقتها عبر توفير الرضاعة الى طفلها الثالث المنتظر.
في هذا الإطار، تقول كريمة "سيخلق ذلك رابطا وثيقا بيني وبين طفلي. هذا، بصرف النظر طبعا عن فائدة الرضاعة التي ستمنحه مناعة طبيعية وقوية ضدّ الأمراض الكثيرة الشائعة".
من جهة أخرى، كان يبلغ عمر طفل سهام، ويدعى حمزة، الأسبوعين حين تلقت زيارة منزلية من شريك اليونيسف منظمة العمل ضد الجوع- ACF. يبلغ وزن حمزة 1,7 كيلوغرام فقط، وقد واجهت الأم صعوبات أثناء الرضاعة الطبيعية. وهي واحدة من أمهات كثيرات يتلقين الدعم من يولا، وهي إختصاصية تغذية الرضع وصغار الأطفال التابعة الى منظمة العمل ضد الجوع- وهي قابلة قانونية وممرضة تتمتع بخبرة تزيد عن 20 عاما.
"أتعلم الآن طريقة جديدة لمساعدة طفلي"
والدة حمزة توضح ما جرى معها "كانت أيام طفلي الأولى صعبة للغاية بالنسبة لنا. لكني أتعلم الآن طريقة جديدة لمساعدة طفلي".
بالتعاون مع الممرضة يولا، يتم تنفيذ ممارسات تغذية الرضع وصغار الأطفال المناسبة، ما يسمح للوالدة سهام بزيادة تدفق حليبها- خصوصا أنها مصممة على فعل ذلك وتقديم الرضاعة الطبيعية له حصريا. وهي تحرز بذلك تقدما كبيرا. وتقول مبتسمة "تعلمت الكثير عن التغذية التي يحتاج إليها طفلي، والأهم من ذلك ربما أنني تعلمت أفضل طريقة لاحتضانه أثناء الرضاعة. وتعلمت أيضا أن كل شيء يعمل بشكل أفضل عندما نشعر بالراحة".
من جهتها، قامت جنان بإرضاع طفلها بانتظام وتقول "فعلت ذلك بعدما أخبرني الجميع أنه الشيء الصحيح الذي يجب القيام به".
تضيف "على الرغم من ذلك، تعلمت خلال الأسابيع الماضية الأسباب الحقيقية لأهمية الرضاعة الطبيعية خلال الأشهر الستة الأولى على الأقل من الولادة. وتعلمت أنه يمكن أن يساعد ذلك في حماية كل من الأم وطفلها من العديد من الامراض المحدقة، وعلى إنشاء رابط وثيق بيننا، ما يقلل من إحتمالية المعاناة من إكتئاب ما بعد الولادة".
تتكلم جنان عن إشارة الأمهات الجدد اليوم "الى عادات أمهاتهن وكيف نشأن" وهو أمر يعكس أهمية التغيير الإجتماعي والثقافي وتشرح "هناك فرق كبير بين الطريقتين، أي ما نشأنا عليه وكيف نحتاج الى تربية أطفالنا الآن".
في حين يواصل الشعب اللبناني كفاحه من أجل إعالة نفسه، خصوصا إطعام أطفاله، تعمل اليونيسف، بالتعاون مع الشركاء ووزارة الصحة العامة، على ضمان حصول الأطفال في البلاد على افضل بداية في الحياة.