برنامج اليونيسف للتعليم غير الرسمي: تزويد الأطفال بالمهارات اللازمة للنجاح في لبنان

في لبنان، تعمل برامج التعليم غير الرسمي التي تدعمها اليونيسف على عودة جيلاً من الأطفال إلى الصفوف الدراسية وتوفير التعلم والمهارات الحياتية بالإضافة إلى أمور أخرى مفيدة، تكون غير متوقعة في بعض الأحيان

يونيسف لبنان
jinan, 11 years old,
UNICEF2021/Lebanon
11 آب / أغسطس 2021

في أي يوم دراسي عادي، يتوجه أكثر من مليار طفل حول العالم إلى صفوفهم الدراسية. غير أن باب التعليم لا يزال موصداً بوجه العديد من الأطفال الآخرين. إلى جانب التعليم الرسمي، يمكن أن لبرامج التعليم غير الرسمي أن تكون أساسية في حضور الأطفال غير القادرين على الوصول إلى الأنظمة اتعليمية السائدة. ففي لبنان، تعمل برامج التعليم غير الرسمي التي تدعمها اليونيسف على إعادة جيل من الأطفال إلى الصفوف الدراسية، حيث توفر التعلم والمهارات الحياتية بالإضافة إلى أمور أخرى مفيدة، تكون غير متوقعة في بعض الأحيان.

وُلدت جنان البالغة من العمر عشر سنوات وسط الصراع المستمر في سوريا. فقدت عينها في انفجار لما كانت تبلغ حينها بضعة أشهر فقط. واليوم، فهي لاجئة تعيش في ضواحي طرابلس في شمال لبنان ومن خلال برنامج التعليم غير الرسمي المقدّم من أحد شركاء اليونيسف "نبع"، تتلقى جنان تجربتها الأولى في التعليم كما تم تقديم أول عين اصطناعية لها.

"هذ أفضل ما حدث لي على الإطلاق"، تبتسم جنان وهي تمسح دمعة من أسفل طرف عينها الاصطناعية الجديدة. "ما زالت غير مريحة"، تضحك، "ولكني بدأت بالاعتياد عليها".

"إن ثقة ابنتي عالية “، تقول الأم، أمونة. "ومنذ أن التحقت جنان ببرنامج تعليم مهارات القراءة والحساب الأساسية المُعَدَّل التابع لليونيسف في بداية شهر آذار، فقد تغيرت للأفضل"

بينما كانت جنان طالبة في وقت سابق في برنامج تعليمي غير رسمي عندما كان عمرها يتراوح بين سن الخامسة والسابعة، منذ ذلك الحين، وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية ، لم تكن تتلقى التعليم. لذلك، نسيت معظم ما تعلمته سابقًا.

في تموز 2019، بدأت اليونيسف في تنفيذ برنامج تعليم مهارات القراءة والحساب الأساسية المُعَدَّل في لبنان الذي يستهدف الأطفال اللبنانيين وغير اللبنانيين في نفس الفئة العمرية من 10 إلى 14 عامًا والذين ينتمون الى الفئات الأكثر تهميشًا ويعانون من الكثير من الحرمان  أو من عمل وزواج الأطفال والإعاقات. هؤلاء الأطفال غير قادرين على متابعة برنامج تعليم مهارات القراءة والحساب الأساسية المُعَدَّل في لبنان وبالتالي لم يتلقوا التعليم. منذ بداية عام 2020 ، قدم جميع شركاء اليونيسف برنامج لتلبية احتياجات هؤلاء الأطفال.

تستمر الدورات التدريبية حاليًا عبر الإنترنت من خلال التعلم عن بعد. بينما تعترف المعلمة هدى كنعان بأنه ليس وضعًا مثاليًا، تعلق على التقدم السريع لجنان وتقول: "إنها طالبة جيدة ومتفانية للغاية". "لقد انتهزت هذه الفرصة لاستئناف تعليمها بكل طاقتها. إنها المثال الأفضل الذي يؤكدّ أنه لم يفت الأوان بعد للتعلم ".

 

Jinan, smiling for the camera
UNICEF2021/Lebanon

بعد فترة وجيزة من حصولها على مكانها في البرنامج الممول من حكومات هولندا وفنلندا وأستراليا، تم لفت انتباه اليونيسف وشركائها إلى ضعف البصر.

كانت الإحالة إلى شريك طبي كافية لتأمين موعد مع أخصائي وتوفير سريع للأطراف الاصطناعية كجزء من برنامج التّعليم الدّامج لليونيسف الذي تموله حكومتا كندا وفرنسا.

تقول أمونة: "ما كان بإمكاننا تحمل التكاليف بأنفسنا بأي طريقة كانت" ، "وبدون ذلك الدعم، لكانت جنان ستعيش إلى الأبد مع وصمة العار في كونها فتاة بعين واحدة فقط. تخفي الأطراف الاصطناعية هذا الأمر بشكل مقنع. نحن جدا فرحين".                              

جنان تتحدث بسرعة وثقة. "أريد أن أكمل تعليمي وأن أتعلم التحدث باللغة الإنجليزية. أريد أن أصبح معلمة".وتضيف: "أريد أن أساعد الأطفال الآخرين".

تم تزويدها بجهاز لوحي لتحميل دروسها، وهي تدرس يومين في الأسبوع وتراجعها يوم الخميس.

مع كل براءة طفل يبلغ من العمر عشر سنوات وحكمة شخص بالغ، تعلن جنان أن "التعليم مهمّ - إنه المفتاح لمستقبل أفضل"، قبل أن تضيف أن "التعليم هو النور والأمية ظلمة ".

حان الوقت كي نعيش في عالم يدخل فيه جميع الأطفال إلى المدرسة مزوّدين بالمهارات التي يحتاجون إليها للنجاح.

تضمن اليونيسف في لبنان، وبدعم من شركاء محليين وبتمويل من حكومات هولندا وفنلندا وأستراليا، أن يتمكن الجيل الأصغر الذي يتضمن اللاجئين الضعفاء من الصعود على سلم التعلم مدى الحياة.