برنامج التغيير السلوكي والإجتماعي
يهدف برنامج التغيير السلوكي والإجتماعي (SBC) الى تعزيز الرفاهيّة وحماية حقوق الأطفال وأسرهم ومجتمعاتهم من خلال إشراكهم في تبني سلوكيات صحيّة ووقائيّة
- متوفر بـ:
- English
- العربية
التغيير السلوكي والإجتماعي هو أحد الإستراتيجيات الرئيسيّة المعتمدة من قِبل اليونيسف الهادفة الى تعزيز السلوكيات الصحيّة والوقائيّة من خلال الإستفادة من قوّة الحوار والمشاركة المجتمعيّة، كما من خلال الوصول الى قوّة وسائل الإعلام والمنصات الرقميّة المؤثرة، وقيمة الإخاء والمودة في العلاقات بين الأشخاص والتأثير الكبير للشبكات والحركات الإجتماعيّة.
التعريف: يتمّ تعريف برنامج التغيير السلوكي والإجتماعي على أنه عملية إستراتيجيّة منهجيّة مخططة، قائمة على الأدلة، لتعزيز السلوك الفردي الإيجابي القابل للتغيير الإجتماعي وقياس التغيير السلوكي والإجتماعي، وذلك كجزءٍ لا يتجزأ من برامج التنمية ومناصرة السياسات والعمل الإنساني. يعتمد برنامج التغيير السلوكي والإجتماعي الحوار والتشاور مع الأطفال وعائلاتهم ومجتمعاتهم. يمنح البرنامج إمتيازات الى السياقات المحلية ويعتمد على أدوات وقنوات ومناهج إتصال عديدة. الى ذلك، يختلف هذا البرنامج عن الإتصالات الخارجية والمؤسسيّة لكنه يتكامل معها.
التحدي
لا يُخفى على أحد الآثار العميقة التي أصابت أطفال لبنان جراء الأزمة المعقدة الشديدة التي ضربت البلاد وأرخت بثقلِها على مختلف جوانب حياتهم، أكان من الناحية الصحيّة أو التغذوية أو التعليمية. هؤلاء معرضون بشكلٍ متزايد لخطر العنف وعمالة الأطفال وزواج الأطفال. ولعلّ وقع هذه الأزمة سيكون كبيرا أيضا على الصحة النفسية لدى الأطفال وستؤثر حتما على آمالهم وتطلعاتهم ومستقبلهم.

لبنانياً، يعمل برنامج التغيير السلوكي والإجتماعي التابع لليونيسف على معالجة الأزمات التي تعيق مساره وحلحلة الشوائب من عنق الزجاجة والتمكين البيئي وتعزيز التغيير المستدام على المدى الطويل. ويتم العمل على ذلك وفق ثلاثة مستويات:
على مستوى المجتمع المحلي:
- يعاني المجتمع من تدني الثقة في الخدمات العامة التي تقدمها الحكومة داخل المجتمعات، ما يحدّ من طلب تلك الخدمات القيّمة ويقلل إستخدامها.
- يتمّ تعزيز التوعية والإحالة ضمن هذه البرامج بطريقة عمودية/ قطاعية، ما يؤدي الى إجهاد المجتمع ومحدودية الإنفتاح على التغيير.
- تضم مجتمعات عديدة أعرافا إجتماعية سلبية- من بينها الآراء المسبقة حول زواج الأطفال والعنف ضدّ الأطفال والنساء. ومن شأن ذلك الحدّ من قدرة المجتمع على الإزدهار.
- عجز المجتمعات والقادة والمكلفين بالمسؤولية المجتمعية عن الإعتراف بالضعف الكبير تجاه القضايا السلوكية والإجتماعية، الأمر الذي يجب معالجته لتعزيز المرونة والتنمية.
على مستوى الحكومة:
- هناك فجوة سحيقة لناحية القدرات في مجالات التخطيط وإعداد الموازنة والإشراف ومراقبة الادلة وتوليد المعرفة من أجل إحداث التغيير السلوكي والإجتماعي على المستويين الوطني ودون الوطني.
- هناك تدني واضح في القدرة على تحديد أولويات التدخلات للأطفال والنساء في ما خصّ التغيير السلوكي والإجتماعي، كذلك بالنسبة الى تعزيز الطلب على الخدمات والإستفادة منها، وعدم وجود حلفاء إستراتيجيين وشراكات مع القطاع الخاص والبنية المجتمعية للدفعِ في إتجاه تدعيم حقوق الطفل مشاركةً وإلتزاماً.
- تتطلّب الأنظمة الرسميّة دون الوطنيّة الدفع في إتجاه دعم التغيير السلوكي الإجتماعي غبر القطاعات المختلفة من أجل الحثّ على التنمية وتعزيز الإستجابة للطوارئ.
على المستوى الوطني:
- مثلما هي الحال في لبنان بالنسبة الى التحديات القائمة على المستوى الحكومي، فإنّ أصحاب المصلحة على المستوى الوطني يواجهون محدودية الموارد المالية والقدرة على توليد أدلة سلوكيّة للإطلاع والتخطيط ووضع ميزانية للطلب والإستفادة من الخدمات والخطط وسياسات التغيير السلوكي والإجتماعي للأطفال والنساء.
- على الرغم من إستمرار البرنامج في بناء القدرات على التغيير السلوكي والإجتماعي على المستوى الوطني، لا تزال القدرات الموجودة دون المستوى المطلوب.
- يفتقر التغيير السلوكي والإجتماعي الى وجود قيادة داعمة، والسبب أن ذلك يتطلب تحديا على مستوى التنسيق بين وزارات عدّة.



الحلول
في ما خصّ التغيير السلوكي والإجتماعي- مثل المشاركة المجتمعيّة والمبادرات التي يقودها المجتمع- يمكن أن تلعب المقاربات والمنهجيات دوراً أساسياً في معالجة التحديات المختلفة التي تواجه الأطفال وأسرهم ومجتمعاتاهم.
يسعى برنامج التغيير السلوكي والإجتماعي الى تسريع تحقيق النتائج الرئيسيّة في لبنان، وذلك من خلال مجموعة متنوعة من المبادرات:
- المشاركة والمناصرة:
السؤال الذي يتبادر الى الذهن سريعا: كيف تتحقق المشاركة والمناصرة؟ جوابا، يتمّ ذلك من خلال زيادة الوعي حول حقوق الطفل، والمطالبة من اجل أن يكون المسؤول مسؤولا بالفعل لا بمجرد القول أمام المجتمع، وأيضاً من خلال تسهيل إسماع أصوات الأطفال والمجتمع عبر المنصات الوطنية ودون الوطنية.
- زيادة الطلب والجودة على تقديم الخدماتدعم تحسين الإتصال بين الأفراج :
كيف؟ ببساطة، من خلال دعم تحسين التواصل بين الأفراد (IPC) ومهارات مقدمي الخدمات في توفير المشورة عبر التركيز، في شكلٍ إضافي على تضمين الفئات المهمشة والتأكيد على دمج الأطفال من ذوي الإعاقة.
- تنمية القدرات:
كيف؟ من خلال تطوير قدرات نظراء "برنامج التغيير السلوكي والإجتماعي" الحكوميين ومقدمي الخدمات ومنظمات المجتمع المدني، وذلك على المستويين الوطني ودون الوطني من أجل التخطيط وتنسيق ومراقبة تدخلات البرنامج.
- مشاركة كُلّ من أصحاب المصلحة المحليين ودون الوطنيين:
كيف؟ من خلال التنسيق الوثيق بين مختلف الخدمات البلدية والمجتمعية. سيبدأ المجتمع المحلي في المشاركة في التخطيط والتنفيذ والمراقبة، على أن يتحقق ذلك من خلال التواصل مع القادة الروحيين.
- التواصل والمشاركة المجتمعية وتحديد الهوية والإحالة:
كيف؟ من خلال التوعية المتكاملة والمشاركة المجتمعية الهادفة الى تعزيز الحوار في المجتمع من أجل إحداث التغيير السلوكي والإجتماعي. بالتزامن، يتمّ تحديد الطفل الذي يعاني من أشكال الحرمان وإحالته الى الخدمات ذات الصلة.
- التغيير السلوكي والإجتماعي في البرامج والإستراتيجيات:
كيف؟ يتحقق ذلك بالتعاون مع البرامج ومن خلال تقديم التوجيه التقني لتطوير الإستراتيجيات والأدوات التي تعزّز التغيير في السلوك الفردي والمعايير الإجتماعية، عبر تمكين المجتمعات لتكون المحرّك الرئيسي للتغيير من خلال إستخدام المشاركة المجتمعية والحوارات وإستراتيجيات المجتمع الأخرى بحسب ما هو مناسب.
- المساءلة أمام المجتمعات بما في ذلك الأطفال:
كيف ذلك؟ من خلال مجموعة متنوعة من المقاربات تعتمد في دورات تخطيط البرامج المختلفة، مع الحرص على أن شمول الأسر المتضررة والأطفال والمراهقين في القرارات التي تؤثر على حياتهم، مع تلقيهم المعلومات التي يحتاجونها، وتمكينهم من الوصول الى آليات آمنة وسريعة الإستجابة للتعامل مع الملاحظات والشكاوى.
- الرصد والتقييم:
كيف؟ من خلال إستخدام مناهج بديلة بينها المناقشات المركزة لمجموعات مشاركة (FGDs)، وإجراء إستطلاعات الرأي، وإستخدام أداة تنسيق ومراقبة المخيمات صحياً، وأداة التغيير الأكثر أهمية لتتبّع التغيير قصير المدى والمعرفة، المواقف، وإعتماد تقييم الأثرالطويل المدى لتدخلات السلوك والتغيير الإجتماعي.
إنجازاتنا الرئيسيّة
تشجّع اليونيسف على تبني السلوكيات الصحيّة والوقائية من خلال المشاركة والتعبئة المجتمعيّة. نحقّق ذلك من خلال ما يلي:
- تحديد العراقيل الإجتماعيّة والثقافيّة والفرص التي تعيق فرص الإستجابة المجتمعيّة لإنهاء السلوكيات المسيئة (على سبيل المثال لا الحصر، هذا ما يهدف إليه برنامج التغيير السلوكي والإجتماعي SBC لمنع زواج القاصرين وعمالة الأطفال والعنف ضدّ النساء والأطفال).
- قيادة فريق عمل مهمته التواصل في شأن الإبلاغ عن المخاطر والمشاركة المجتمعية (RCCE) فيما يتعلق بفيروس كوفيد-19 وحالات الطوارئ الأخرى، والريادة في الإبتكارات الرئيسيّة مثل تنمية الطفولة المبكرة (ECD).
- تطبيق الأداة الأكثر أهميّة لرصد التغييرات في مواقف مقدمي الرعاية وأفراد المجتمع في موضوع الدمج.
- تطوير أدوات التدريب وإعداد الكتيبات الخاصة (بينها SBC، والتعليم الترفيهي من أجل الدمج، والمشاركة المجتمعية).
- بناء القدرات وتزويد العاملين في الخطوط الأمامية بالمعرفة والمهارات الضرورية للإستجابة لحالات الطوارئ (بينها كوفيد-19 والكوليرا وإلتهاب الكبد أ والحصبة) وتنفيذ إستراتيجيات برنامج التغيير السلوكي والإجتماعي في أولويات البرامج القائمة.