اليونيسف: ضمان وصول الأطفال الصغار من اللاجئين إلى سلم التعلّم مدى الحياة في لبنان
الحصول على التعليم الجيّد قبل دخول المرحلة الابتدائية هو أساسي في رحلة الطفل التعليمية. يختبر آلاف الأطفال في لبنان، بفضل برنامج تعليمي غير رسمي تدعمه اليونيسف، أيامهم الأولى على مقاعد الدراسة

- متوفر بـ:
- English
- العربية
يستحق كل طفل الحصول على تعليم جيد في مرحلة الطفولة المبكرة. التعليم الجيد، قبل المرحلة الابتدائية، هو أساسي في رحلة الطفل التعليمية: فكل مرحلة تعليمية تعتمد في نجاحها على المرحلة التي سبقتها ومع ذلك، فإن حوالي نصف الأطفال في العالم، الذين هم في سن ما قبل الابتدائي،غير مسجلين في التعليم قبل الابتدائي على الرغم من الفوائد المؤكدة والتي تستمر مدى الحياة.
التعليم هو الطريق نحو مستقبل أكثر إشراقاً، وبفضل برنامج تعليمي غير رسمي تدعمه اليونيسف وبتمويل من المساعدات البريطانية والحكومة الفرنسية، يختبر آلاف الأطفال اليوم أيامهم الأولى على مقاعد الدراسة.
عدي البالغ من العمر 5 سنوات هو واحد من الأطفال المسجلين حاليًا في برنامج التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة لليونيسف (ECE) . ولد عدي في سوريا وتوفيت والدته في الحرب بعد وقت قصير من عيد ميلاده الثاني. بحثًا عن الأمان وبداية جديدة، هرب به والده مع أخيه الأصغر فورًا إلى لبنان.
لم يستطع الوالد العثور على عمل طويل الأجل منذ وصوله، فهو يقوم بدعم أطفاله من خلال المساعدة النقدية المنخفضة التي يتلقاها من المنظمات غير الحكومية والتي يضيف إليها المدخول الضئيل الذي يحصل عليه من حين لآخر من خلال العمل العرضي المتقطع.
تابع عدي دروس التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة التي تقدّمها جمعية عمل تنموي بلا حدود / نبع ، شريكة اليونيسف، يومياً ولمدة أسبوعين في مكاتب بلدية المحمرة الشمالية، - بعد أن قضى في السابق شهرين من التعلم عن بعد خلال فترة الإغلاق العام عند تفشي الوباء في لبنان.
يقوم عدي سعيدا برحلة الحافلة كل صباح من بيته الواقع في ضواحي المدينة، إذ يعتبر رحلة الحافلة مع زملائه والتي تستغرق عشرين دقيقة، والتي يتم تقديمها كجزء من برنامج الشريك، من أهم أحداث يومه.

"أنا أحب التعلم"
يقف عدي واثقًا ومشرقًا، يبتسم وهو يمسك كتاب التمارين، يلوح به عالياً وهو يصرخ ، "أنا أحب التعلم!"
بالنسبة لمدرّسته، سارة، فإن تحديات عدي هي نموذجية . "اللاجئون في منطقتنا لديهم فرصة ضئيلة للتعلم. المدارس الرسمية مكتظة وتعاني من نقص في التمويل، وغالباً ما يكون الوالدين أميين ولا يبديان ن اهتماماً يذكر بقيمة التعليم ".
إن دعم الأهل هو أحد العناصر الأساسية للبرنامج. "نتعامل مباشرة مع أولياء الأمور. من خلال الجلسات الأسبوعية، يمكننا إرشادهم في مواضيع تشمل كيفية تقليل إجهادهم والتعامل بطريقة أفضل مع الأطفال. إن والدين إيجابيين هما والدين متمكنين ".
في المقابل، يعتمد الفريق على الوالدين في دعمهم. "بالنسبة للكثيرين، لم يكن تعليم أطفالهم من المنزل أمرًا مثاليًا ، ولكن من خلال إقامة علاقات وثيقة مع العائلات ، شجعنا الأهل على السماح للأطفال بالمحاولة. في صفوفنا ، لم نشهد أي تسرب. وهذا يشكل نجاحاَ، "تضيف سارة.
يشارك عدي صفه مع خمسة عشر من أقرانه المتحمسين ويحضرون خمسة أيام في الأسبوع ولمدة خمس ساعات في اليوم. تعلم جميع الأطفال الرياضيات والعلوم باللغة الإنجليزية - ، وهذه هي تجربتهم الأولى لتعلم لغة ثانية - وموضوعات أخرى باللغة العربية ، عندما نزورهم عادة ، يكونون مشغولين بتعلم تتبع شكل الحروف وتشكيلها من عجينة اللعب (بلايدو).
كانت هذه أوقاتا صعبة بالنسبة للبنان، ولا سيما الأشهر الثمانية عشر الماضية. لكننا نعتقد أنه بفضل جلسات التعلم المنظمة سوف يلحقون الدراسة وسيكونون في نهاية المطاف مستعدين للانضمام إلى التعليم الرسمي والالتحاق بالمدرسة، عندما تسنح لهم الفرصة "، يضيف المعلم.
أحرز عدي تقدماً بشكل جيد. فهو لم يرتد المدرسة من قبل ولم يمسك قلمًا قط. ورغم تقدمه الإيجابي ، تبقى سارة حذرة وتقول : "سوف يستغرق الأمر وقتًا حتى يرتفع مستوى تعليمه. ليس فقط لعدي ولكن لجميع أطفالنا. لقد تُركوا لفترة طويلة دون الوصول إلى التعلم ".

يتعلّم الأطفال في الصفوف أموراً أكثر من المواد الأكاديمية - فهناك مهارات حياتية يمكن تعلمها أيضًا. كما يتم مشاركة الإرشادات حول كيفية حماية أنفسهم وكيفية احترام الآخرين - كل ذلك يتم تعلمه من خلال اللعب والرقص والغناء والقصص. هذه هي المرة الأولى التي يتعلم فيها هؤلاء الأطفال مثل هذه الدروس.
"كل طفل يحتاج فقط إلى التشجيع للتعلم - يحتاج إلى شخص ما ليُظهر لهم قيمة عملهم والمكافآت التي سيحققها لهم. طور أطفالنا الحماس للتعلم. فهم لم يختبروا هذا من قبل. فنحن نرى الآن بداية التغيير" تقول سارة بإصرار التغيير.
حان الوقت كي نعيش في عالم يدخل فيه جميع الأطفال إلى المدرسة مجهزين بالمهارات التي يحتاجون إليها للنجاح.
تضمن اليونيسف في لبنان، وبدعم من شركاء محليين وبتمويل من المساعدات البريطانية والحكومة الفرنسية ، أن يتمكن جيل الأطفال الصغار من اللاجئين الأكثر ضعفاً من الصعود على سلم التعلم مدى الحياة.