إعادة بناء "صحّة" بيروت

تسببت الإنفجارات بخرابٍ ساحقٍ طال مساحة واسعة من مدينة بيروت. وكان لا بدّ من إستجابة سريعة لليونيسف، ركّزت فيها على قطاعي الصحة والتغذية، اللذين كانا في وضع متأزّم حتى قبل حدوث كارثة 4 آب.

يونيسف لبنان
The Karantina public hospital,  Now partly rehabilitated following its destruction by the August 4, 2020 Beirut Port explosions
UNICEF2021/Fouad-Choufany/Lebanon
03 آب / أغسطس 2021

تسببت الإنفجارات التي اجتاحت بيروت في 4 آب/ أغسطس عام 2020 بخرابٍ ساحقٍ طال مساحة واسعة من مدينة بيروت، وبدمارٍ في الأرواح والمنازل والبنية التحتية، وبتردي الوضع الإقتصادي أكثر فأكثر. وكان لا بدّ من إستجابة سريعة لليونيسف، ركّزت فيها على قطاعي الصحة والتغذية، اللذين كانا في وضع متأزّم حتى قبل حدوث كارثة 4 آب.

في غضون ساعات قليلة من دوي الإنفجارات الكارثية في مرفأ بيروت، هبّت اليونيسف الى العمل، وسارعت الى تقديم الدعم المنقذ للحياة للأسر المتضررة، وها قد تحولت الإستجابة الطارئة اليوم الى إعادة الإعمار والإستجابة الى توفير الإحتياجات الأساسية، التي تستمر حتى اللحظة ضخمة، ويستمر العمل جاريا.

طوال عام مرّ، قامت اليونيسف وشركاؤها بدعم سخيّ من المانحين، بإعادة بناء مرافق الرعاية الصحيّة والمدارس وخدمات إمدادات المياه، وتقديم المساعدة النقدية الطارئة والدعم النفسي الإجتماعي والإرادات للنساء الحوامل والمرضعات ومقدمي الرعاية للأطفال دون سن الخامسة في شأن ممارسات تغذية الرضّع وصغار الأطفال السليمة وتوزيع الإمدادات الأساسية للتغذية والنظافة. وشكّل ترميم الملاافق الصحيّة المتضررة أولوية قصوى من أجل ضمان حصول الأطفال والنساء الحوامل على الخدمات الصحية والتغذوية الأساسية.

كانت منطقة الكرنتينا، التي يسكن فيها كثير من سكان المدينة الأكثر ضعفا، أحد أكثر المناطق تضررا. وتمّ تدمير كل من مستشفى الكرنتينا ومركز الرعاية الصحية العامة والمستودع المركزي للأدوية في الكرنتينا.

UNICEF staff on August 6, 2020, assessing the damage caused by the Beirut Port explosions to the national drug warehouse and its refrigeration units in Karantina
UNICEF2021/Fouad-Choufany/Lebanon

إستعادة الخدمات الصحيّة للفئات الأكثر ضعفا

المستشفى الرئيسي المركزي في المنطقة دُمّر- وهو المستشفى الوحيد الذي يوفر رعاية مركزة لحديثي الولادة. المستشفى الحكومي هذا هو ملجأ الأشخاص الأكثر تهميشا الذين يحتاجون الى رعاية طبية، ومحطة محورية مهمة للبنية التحتية الصحية في المحيط، بالإضافة الى كونه مركز برامج التطعيم الوطنية للأطفال في لبنان.

تهدف اليونيسف وشركاؤها، من خلال إعادة تأهيل مستشفى الكرنتينا، الى إستعادة السكان إمكانية الوصول الى خدمات الرعاية الصحيّة الأساسيّة الى أكثر سكان المدينة ضعفا وضمان عدم إنقطاع حصول النساء والأطفال على رعاية صحيّة عالية الجودة رغم الأزمة الإقتصادية الضخمة التي يمرّ فيها لبنان.

تمكنت اليونيسف، من خلال المشروع الطارئ الذي نفذته بالتعاون مع وزارة الصحة العامة وشركائها، من المحافظة على 1,748,660 جرعة من اللقاحات بسرعة. وذلك بعدما دمرت الإنفجارات مستودع الأدوية المركزي التابع لقطاع الصحة العام في الكرنتينا ووحدات التبريد المستخدمة لتخزين اللقاحات، ما عرّض مخزون اللقاحات بالكامل للخطر.

وتمّ إستخدام بعض هذه اللقاحات لاحقا في الحملة الوطنية لمكافحة الحصبة، وهي أول حملة تطعيم يتم إطلاقها في لبنان خلال جائحة كوفيد-19.

The neonatal intensive care unit at the Karantina hospital on August 6, 2020
UNICEF2021/Fouad-Choufany/Lebanon

سرعة الإستجابة مكّنت هذا المرفق ومركز الرعاية الصحية العام المجاور في الكرنتينا من العودة الى العمل بكامل قدراته حاليا، مع إثنين من مراكز الرعاية الصحية الإجتماعية الأولية الأخرى. وبذلك، بدعم من اليونيسف، تمكن مركز الرعاية الصحية الاولية في الكرنتينا من فتح أبوابه مجددا في الأول من شباط/ فبراير، حيث انطلق في تقديم فحوصات طبية وعلاجات مدعومة. وتشمل الإختصاصات الموجودة في المركز الصحة العامة والصحة النفسية وطب الأطفال والأمراض النسائية وأمراض القلب والسكري وصحة الكلى وأمراض الجهاز الهضمي وطب الأنف والأذن والحنجرة والأمراض الجلدية والجراحة العامة وجراحة العظام.

الى الفحوصات المخبرية، تشمل تقديمات المركز التصوير فوق الصوتي وتخطيط القلب الكهربائي وتصوير الشرايين والأشعة السينية والتصوير الشعاعي للثدي والتصوير بالأمواج فوق الصوتية (تخطيط الصدى)  والتصوير بالرنين المغناطيسي.

مع تمكين السكان الأكثر ضعفا من الوصول الى الرعاية الصحية الأساسية، الباهظة الثمن للغاية خارج هذا المركز، تحسنت بالفعل حياة كثير من السكان.

A destroyed room in Karantina Governmental Hospital
UNICEF2020/Fouad-Choufany/Lebanon

إمرأة حامل، لها من العمر 35 عاما، أجرت فحص بالموجات فوق الصوتية لجنينها تقول "ليس سهلا إمتلاك ما يكفي من مال لتغطية نفقاتي في لبنان. الآن أنا جدّ سعيدة كوني تمكنت من فحص طفلي من خلال هذا المركز. أشكر الله أن هناك من لا يزال يُفكر بنا وبتقديم المساعدة إلينا".

 إعادة بناء بيروت، وردّ الروح إليها، إلتزام طويل الأمد. اليونيسف تواصل اليوم وكل يوم الوقوف مع الاسر اللبنانية ومع كل طفل في لبنان.