من الإنصات والتحليل المجتمعي إلى مكافحة المعلومات المضللة
التطوع في مواجهة جائحة كوفيد-19 في الأردن

- متوفر بـ:
- English
- العربية
بدأت نوران عدلي (مصر) كمسؤولة مشاركة مجتمعية من متطوعي الأمم المتحدة لدى مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في الأردن في فبراير/شباط 2021. ومنذ ذلك الحين، تمكنت من تعزيز قدرات وزارة الصحة على التصدي للجائحة، وتدريب العاملين الصحيين في المجتمعات المحلية، والمساهمة في الإستراتيجية الصحية الوطنية للقضاء على فيروس كوفيد-19 في الأردن. في هذا المقال، تشاركنا نوران دوافعها وخبراتها.
---
لقد أتيتُ إلى الأردن لمساندة جهود التوعية بالمخاطر والمشاركة المجتمعية في إطار الحملة الوطنية للقضاء على فيروس كوفيد-19. ويتمثل الدور الرئيسي لليونيسف في هذه الحملة في بناء قدرات الحكومة على التصدي لجائحة كوفيد-19.
وبعد أسبوعين من قدومي إلى عمَّان، وصلت الحالة الوبائية في البلد إلى ذروتها، حيث بلغ معدل العدوى قرابة 14 في المئة، وتم الإبلاغ عن حوالي 10 آلاف حالة إصابة من مجموع السكان البالغ 10 ملايين نسمة.
كان الوضع حرجاً، وكان دوري في المشاركة المجتمعية هو تقديم تقارير يومية وأسبوعية عن حالة فيروس كوفيد-19 في البلاد. لقد قمت بقيادة أنشطة الإنصات والتحليل المجتمعي في المشروع، بمساعدة فريق مكون من 12 متطوعاً، وقمنا بدور السفراء إلى المجتمعات المحلية.
كان دورنا هو جمع أسئلة المجتمع المحلي واستفساراته، وشواغله، وشكاواه، ومطالبه، ومكافحة الشائعات والمعلومات المضللة عن فيروس كوفيد-19، وتشجيع الناس على تلقي اللقاح. ونتيجة لهذا العمل، تم تصميم أكثر من 100 منشور على هيئة "سؤال وجواب" استجابة لاستفسارات الناس عن فيروس كورونا ولقاحاته.
كان دورنا هو جمع أسئلة المجتمع المحلي واستفساراته، وشواغله، وشكاواه، ومطالبه، ومكافحة الشائعات والمعلومات المضللة عن فيروس كوفيد-19، وتشجيع الناس على تلقي اللقاح. ونتيجة لهذا العمل، تم تصميم أكثر من 100 منشور على هيئة "سؤال وجواب" استجابة لاستفسارات الناس عن فيروس كورونا ولقاحاته.
استخدمت الحملة المسوح الاستقصائية والاستبيانات، وكذلك مدخلات الانصات والتحليل المجتمعي الأخرى، لإثراء رسائل التوعية الخاصة بها، والتأثير على تصميم أنشطة زيادة التوعية.
على مدى ثلاثة أشهر، شهد الوضع تحولاً إيجابيّاً، وتراجعت الحالات إلى 300-400 حالة يوميّاً، وذلك بسبب حملة التطعيم الواسعة التي قامت بها الحكومة.
خلال عملي التطوعي، شملت مهامّي المساعدة في أنشطة زيادة انتشار وتأثير الرسائل الرئيسية للحد من جائحة كورونا في الأردن. وإلى جانب ذلك، أسهمت في وضع إستراتيجيات أنشطة مشاركة مجتمعية وتنفيذها، جنباً إلى جنب مع الجهات الشريكة وذات المصلحة، مع مراعاة السياق المحلي. وأشارك أيضاً في إعداد التقارير الشهرية للجهات الشريكة، ومن ضمنها منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة.
أعتقد أن جائحة كورونا علمتنا كثيراً من حيث المشاركة المجتمعية، وأهمية اعتماد نهج يتمحور حول الإنسان في التصدي للأزمات. وقد أثبتت هذه الجائحة بما لا يدع مجالاً للشك أن تغيير الأعراف الاجتماعية، والسلوكيات، أمران حيويان في أي عملية للتنمية البشرية، ويمكن مواصلة دمجهما في مختلف الإجراءات التدخلية التي تتخذها الأمم المتحدة.
آمل أن يستمر الوعي الصحي الكبير الذي اكتسبناه في أثناء جائحة كوفيد-19 في الإسهام في برامج التطعيم الوطني وبرامج الصحة الأخرى في جميع أنحاء العالم. حلمي أن أرى اليوم الذي تتاح فيه للأسر والأطفال الأكثر هشاشة، ولاسيما في الجنوب العالمي، إمكانية أفضل للحصول على خدمات صحية وتعليمية كافية
آمل أن يستمر الوعي الصحي الكبير الذي اكتسبناه في أثناء جائحة كوفيد-19 في الإسهام في برامج التطعيم الوطني وبرامج الصحة الأخرى في جميع أنحاء العالم. حلمي أن أرى اليوم الذي تتاح فيه للأسر والأطفال الأكثر هشاشة، ولاسيما في الجنوب العالمي، إمكانية أفضل للحصول على خدمات صحية وتعليمية كافية
لقد سعدت بتمكين الأطفال الأكثر هشاشة وأسرهم من الحصول على خدمات منصفة في مجالات الصحة والتغذية والتدخل المبكر. وبفضل تجربتي الميدانية مع المجتمعات المحلية ومجتمعات اللاجئين، تمكنت من المساعدة في تعزيز قدرة وزارة الصحة على التصدي للجائحة عن طريق تقديم عدة دورات تدريبية للعاملين المحليين في قطاع الصحة. إنني فخورة بإسهامي في الإستراتيجية الصحية الوطنية للقضاء على جائحة كورونا في الأردن، وآمل أن أستطيع مساعدة مزيد من البلدان في تحسين مشاركتها مع مجتمعاتها المحلية في المستقبل.
وسَّعت تجربتي الدولية الأولى كإحدى متطوعات الأمم المتحدة خبراتي، وعززت مشاركتي الميدانية، وفي الوقت نفسه عززت مهاراتي في مجالي التواصل والقيادة.
أشعر بمسؤولية رد الجميل للمجتمع المحلي، سواء في وطني مصر، أو في أي مكان آخر في دول جنوب العالم. وأعتقد أن هذه المناطق أكثر عرضة للمعاناة، وتواجه مزيداً من التحديات بسبب محدودية مواردها المالية وتأخر التنمية فيها.
قبل انضمامي إلى برنامج الأمم المتحدة للمتطوعين، عملت لمدة سبع سنوات مع منظمات دولية غير حكومية، وكيانات تابعة للأمم المتحدة مثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حيث كنت مساعدة حماية مجتمعية، ومتدربة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، ومُيسِّرة إقليمية لبرنامج "مواطنون فاعلون" التابع للمجلس الثقافي البريطاني، ومؤسسة لمشروع "فنانون فاعلون" في إطار حاضنة الأعمال الاجتماعية لمركز "ثينك تانك للحلول التنموية". بالإضافة إلى ذلك، عملت باحثة سياسية مع المجلس المصري للشؤون الخارجية.

نوران طالبة ماجستير في برنامج الشؤون الأورومتوسطية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة. وهي حاصلة على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية، ودبلوم دراسات عليا في التنمية الثقافية من جامعة القاهرة أيضاً، وتفخر بسجلها الحافل بالعمل التطوعي على الصعيدَيْن الوطني والدولي منذ عام 2010.