مكان آمن للأطفال للانتماء والنمو

في مراكز مكاني التي تدعمها اليونيسف، يتعلّم الأطفال واليافعين والشباب الأكثر هشاشة في الأردن وينموّن مهاراتهم في بيئة محمية

كلير مكيفر وعبدالمجيد النعيمي
Makani
UNICEF/Bseiso
Enas, 15, attending a UNICEF-supported Makani centre in Amman, Jordan
24 كانون الأول / ديسمبر 2023

عندما وصلت إيناس الى الأردن كلاجئة سورية من حلب قبل حوالي عقد من الزمن, وجدت صعوبة في الاندماج في محيطها خصوصا في أول عامين.. حيث كانت قد تعرّضت  للتنمر بسبب لهجتها السورية، على الرغم من أن العديد من الفتيات في مدرستها عاملنها بلطف.. 

"جعل ذلك الأمر التأقلم في حياتي الجديدة أمراً صعباً،" تستذكر إيناس تلك الأيام عندما كانت تبلغ من العمر 5 أعوام. "كما كنت مسكونة بذكريات الحرب والرحلة إلى الحدود. كانت رحلة مرهقة للغاية. كنت أفكّر في لعبي التي تركتها ورائي. ما زلت أشتاق إلى لعبة دبدوبي." 

لم يكن لإيناس أن تشعر بالثقة والتمكين مجدداً لكي تقف في وجه التنمر إلا بعد أن بدأت بارتياد مركز مكاني المدعوم من اليونيسف.

"علمني ميسرو مركز مكاني أن التنمر يجب ألّا يحصل وأن لا يجب تجاهله. قالوا لي أن علي الوقوف في وجه التنمر والإبلاغ عنه لكي أجعله يتوقف. تعلمت كذلك أن هنالك حالات يمكنك التحدث فيها مع الُمتَنمِرين وإخبارهم أنهم يؤذونك لأن ذلك قد يفتح أعينهم على مدى تأثير كلماتهم." 

 

مركز ينمو مع احتياجات الأطفال المتغيرة

  منذ عام 2015، ضمنت اليونيسف وشركاؤها وصول الأطفال واليافعين الأكثر هشاشة وأهاليهم في الأردن إلى خدمات مدمجة وضرورية  في مراكز مكاني، حيث توفر هذه المراكز خدمات تنمية الطفولة المبكرة ودعم التعلم والحماية المجتمعية للطفل بالإضافة إلى تدريب بناء المهارات. 

بالنسبة لإيناس، كَبُر مركز مكاني معها خلال طفولتها وانتقالها إلى مرحلة المراهقة. عندما ازدادت الواجبات المدرسية، استفادت إيناس من خدمات دعم التعلم في المركز. وعندما أصبحت ضغوطات الحياة كبيرة للغاية ولم ترغب في إثقال كاهل والديها (والذين يعانون تحت وطأة الضغوطات المالية)، وفّر مكاني لها مساحة يمكنها فيها التعبير عن ذاتها. 

"في مكاني، أشعر بالراحة والاسترخاء. هو مكان أذهب إليه عندما أكون في حاجة إلى حلول. هو مكان تعلّم. هو مكان كل من فيه هم من الأصدقاء. دائماً أجد الميسرين متاحين للاستماع لي. في بعض الأحيان، كل ما أحتاج إليه هو شخص يستمع لي." 

ولكن مركز مكاني أكثر من مجرد مكان يساعد في تحسين الأداء المدرسي وتعزيز الثقة بالنفس. هنالك شيء آخر تحبه إيناس في مكاني: "مركز مكاني ممتع! هنالك الكثير من النشاطات الممتعة التي أقوم بها هنا، كما يتاح لي أن ألعب هنا. ما زلت طفلة رغم كل شيء واللعب هو من أكثر الأمور التي أستمتع بها." 

 


 

التعلّم هو "بوليصة تأمين" لمستقبل كل فتاة

 

Makani
UNICEF/Bseiso
Enas learning computer skills at her Makani centre

 

في هذه الأيام، تحضر إيناس دروس الحاسوب في مركز مكاني، وتقول: "هذه الحصص رائعة! تعلّمت مهارات تقنيّة أحتاج إليها، كتحضير العروض التقديمية على سبيل المثال." 

"يحتاج الأطفال التعليم لأنّه يساعد في تنمية عقولنا وتوسعة آفاق تفكيرنا. أشعر بالإحباط عندما أسمع الناس يقولون أن الفتيات لا يحتجن إلى التعليم لأنهن يصبحن ربات منزل في نهاية المطاف. لكنّي أؤمن أن أم متعلّمة قادرة على أن تكون أم أفضل."

"إن التعليم هو بمثابة بوليصة تأمين لجميع اليافعات. في وسع التعليم أن يزود الفتيات بالأدوات التي يحتجن إليها لرعاية أنفسهن. ودون ذلك يصبحن أكثر عرضة للهشاشة في المستقبل ولن يتمتعن بالمهارات الحياتية التي يحتجن إليها للتعامل مع النكسات وتحسين  أوضاعهن."

 

 

"إن التعليم هو بمثابة بوليصة تأمين لجميع اليافعات. في وسع التعليم أن يزود الفتيات بالأدوات التي يحتجن إليها لرعاية أنفسهن. ودون ذلك يصبحن أكثر عرضة للهشاشة في المستقبل ولن يتمتعن بالمهارات الحياتية التي يحتجن إليها للتعامل مع النكسات وتحسين  أوضاعهن.

تأمل إيناس أن تحقق حلمها بأن تصبح جراحة أعصاب عندما تكبر

"عندما بحثت في الأمر اكتشفت أنه من أصعب الوظائف الموجودة. أريد أن أنقذ حياة الناس ومع أن هنالك العديد من الخيارات للقيام بذلك إلا ان هذه الوظيفة بالتحديد ليس العديد من الناس يمكنهم القيام بها. تعلمت بأن أضع طموحاً عالياً وأن أعمل جاهدة حتى احقق أحلامي." 

 

إيناس

تعبر اليونيسف عن امتنانها لحكومة كندا وحكومة ألمانيا من خلال بنك الائتمان لإعادة الإعمار والوكالة الكورية للتعاون الدولي وحكومة الولايات المتحدة الأمريكية لدعم الأطفال مثل إناس من خلال برنامج مكاني.   

استكشف موضوعات مدونتنا: