سعي "بارزين" إلى دعم الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي
المراكز الشاملة على تغيير حياة الفتيات والنساء
- متوفر بـ:
- English
- العربية
أربيل، العراق، 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2022 - في مستشفى حكومي رئيسي في أربيل، ثمة مركز صحة النساء والفتيات تدعمه اليونيسف. يمتلأ المركز بالملصقات الملونة التي تغطي الجدران البيضاء، والكتيبات التي على الطاولات. كل هذه المواد تناقش العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتزود الفتيات والنساء بالأدوات حول كيفية طلب الدعم ومنع العنف.
في غرفة صغيرة، تجلس امرأة متوسطة العمر خلف مكتبها. هي بارزين فاضل، الباحثة الاجتماعية والمستشارة في المركز.
قالت بارزين: "يسعدني وجود اليونيسف معنا اليوم لأنكم ستلتقون بواحدة من أولى الحالات لدينا منذ أن افتتحنا هذا المركز."
وبينما بدأت بارزين بالحديث عن الحالة، إلا وهي حالة إحدى الناجيات من زواج الأطفال، طرقت الباب امرأة في الثلاثينيات من عمرها ترتدي جلبابا، وهو ثوب أسود تقليدي طويل، وغطاء رأس أسود مرصع بلون فضي.
لدى سارة[1] ملامح ناعمة للغاية، وعيون داكنة حزينة.
شعور باليأس
قالت سارة بصوت مرتجف: "أريد أن أتحدث لأنني لا أريد أن تعاني الفتيات والنساء الأخريات مثلما عانيت أنا. كل امرأة بحاجة لأن تتحدث."
قام زوجها، أحمد[2]، بالاعتداء عليها جسديا وعاطفيا وعزلها اجتماعيا لأكثر من 18 عاما منذ أن تزوجا. الآن لديهم أربعة أطفال، ثلاث بنات وولد.
وأضافت سارة قائلة: "كان أحمد يضربني باستمرار. لقد خيب ظني أمام أطفالنا الأربعة ومنعني من زيارة والديّ. وفي العام الماضي، سئمت لدرجة أنني لم أستطع تحمل المزيد."
شعرت سارة بالقلق وبدأت في التململ. وتابعت بيأس قائلة: "في يوم من الأيام في العام الماضي ، بينما كان أحمد يضربني، ركضت إلى الحمام وأغلقت الباب".
قالت سارة: "شعرت باليأس والاحباط، كنت مقتنعة أن السبيل الوحيد للخروج من هذا البؤس هو الانتحار."
وأضافت: "رأيت زجاجة مليئة بالوقود، سكبتها على رأسي، وفتحت باب الحمام، وأضرمت النار في نفسي باستخدام ولاعة."
بيدين مرتعشتين ونظرة مكتئبة في عينيها ، تغمغم سارة: "جاء أحمد مسرعا إلى الحمام لإنقاذي، لكن ابني الأصغر بدأ يبكب البكاء خوفًا". وحاولت بناتي الثلاث إنقاذي بسكب الماء البارد علي، بينما كنت أحاول خلع ملابسي التي كانت قد التهمتها النيران".
نُقلت سارة إلى غرفة الطوارئ، وتم تشخيص إصابتها بحروق عميقة من الدرجة الثانية. كانت يداها الأكثر تأثراً بالنيران. قالت سارة بحسرة: "دخلت المستشفى وعولجت من الحروق."
من اليأس إلى التمكين
خلال وجود سارة في المستشفى، قام أحد أطباء ردهة الطوارئ بإحالة سارة إلى الخدمات المقدمة للنساء اللاتي يعانين من العنف القائم على النوع الاجتماعي في المركز.
قالت سارة: "كنت مترددة في القدوم إلى المركز لأنني كنا أشعرباليأس. ومع ذلك، كنت أعرف بعمق أنني بحاجة إلى شخص ما يستمع إلي، وليس لدي ما أخسره."
يفتح مركز النساء والفتيات خمسة أيام في الأسبوع، لثمان ساعات في اليوم. ومع ذلك، في الحالات الطارئة مثل حالة سارة، يكون الباحث الاجتماعي تحت الطلب طوال الوقت.
بتمويل من الحكومة الألمانية، أنشأت اليونيسف مع شركائها ثلاثة مراكز شاملة في سوران، وأربيل، وكلاهما في محافظة أربيل بإقليم كوردستان العراق.
تقدم هذه المراكز للفتيات والنساء دعمًا شاملاً لمعالجة العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك المساعدة الطبية والنفسية والقانونية. في مركز بارزين وحده ، يتم تقديم الدعم لحالات تتراوح بين 35 – 45 حالة في الشهر.
وبالتعاون مع شركائها ، قامت اليونيسف بتدريب أكثر من 750 موظفا حكوميًا في قطاعات مثل الصحة والرعاية الاجتماعية والخدمات القانونية والشرطة، بما في ذلك 473 امرأة.
لقد تم تدريبهم على إدارة حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي ونظام الإحالة، والمفاهيم والمبادئ الأساسية، والصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي، والقوانين التي تدعم الناجيات.
قالت الباحثة الاجتماعية بارزين: " لقد حصلت على هذه الوظيفة على هذا النحو، وأنا أحبها لأنني أساعد الفتيات والنساء اللائي يكنّ في أمس الحاجة إلى الدعم" أنا سعيدة للغاية عندما أنقذ حياة امرأة، ليس هذا فحسب، بل أنقذ أسرة بأكملها، مثل سارة وأسرتها."
"خلال العام الماضي، بمعية الفريق، تمكنت من تمكين سارة وجعلها أقوى وقادرة على المطالبة بحقوقها."
من خلال دعم حالات مثل سارة ، تلهم بارزين وفريقها النساء والفتيات الأخريات للوصول إلى المساعدة.
تتجاوز الخدمات التي يقدمها الفريق مسألة تقديم المشورة. حيث يعمل برنامج التوعية الخاص بهم على زيادة الوعي بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، أيضا، وحقوق النساء والفتيات، والتفاعل مع الرجال والفتيان بشأن المساواة بين الجنسين ومنع العنف.
تقول سارة مبتسمة: "أتمنى أن ألهم النساء الأخريات لطلب الدعم والتحدث". "إن خطوتي التالية هي أوفر دعما طبيا متقدما ليدي المحروقتين لتمكينني من إدارة مهامي اليومية."
__________________________________________________________________________________________
[1] تم تغيير الاسم لحماية المرأة والالتزام بالسرية.
[2] تم تغيير الاسم