اليوم العالمي للسلام 2021 – تذكرة بأن الأطفال والشباب يحتاجون سلاما طويلا للتعافي
تذكرة بأن الأطفال والشباب يحتاجون سلاما طويلا للتعافي بعد كل حالة عنف يشهدونها، حتى ولو كانت ليوم واحد
- متوفر بـ:
- English
- العربية
بغداد - 21/9/2021 يعرف الكثير من أطفال وشباب العراق حق المعرفة كيف أننا بحاجة ماسة ليوم عالمي للسلام، حيث أنهم عاشوا سنوات مريرة من النزاعات والتهجير والنزوح، وفقدوا أحبة وأصبحوا محرومين من أبسط حقوق الإنسان في الحماية والتعليم والصحة.
من بين هؤلاء الأطفال، فتاة اسمها حوراء: "اسمي حوراء وعمري 15 عاماً. كنت أعيش في منطقة زراعية تدعى جرف الصخر وتقع على بعد 50 كيلومتر جنوبي بغداد، وكانت مليئة بكل ما هو جميل قد يمر ببالك. كان عندنا بستان كنا نزرع كل شيء فيه مع أخوتي وأمي".

ليست هذه قصة حوراء لوحدها، بل هي قصة الكثير من الفتيات والفتيان في العراق، ممن اضطروا لترك المدارس والفرار بعيدا عن بيوتهم بسبب الحروب وتعرضوا للكثير من المخاطر في طريق الهروب.
"أتذكر حين كنت في الصف الرابع الابتدائي بالمدرسة حيث كنت أداوم يوميا. كنت أشعر بالسعادة لأنني سألعب مع أصدقائي. وحين أعود للبيت، كنت أحضّر واجباتي البيتية وأجهز ملابس نظيفة للدوام غدا. ولكن في عام 2014 داهمت داعش منطقتنا واضطرت عائلتي للهرب إلى مخيم اللطيفية من جراء المعارك المرعبة الدائرة حينها. وفي المخيم ... سكنا خيمة صغيرة بعد عز بيتنا الكبير وارتدينا ملابس رثة بعد نعومة ملابسنا الجديدة النظيفة، لكن ما آلمني حقا فقدان أبي بعدما فقدت البيت وكل شيء بسبب القتال ضد داعش. وأصبح الجميع يسموننا "نازحين" الآن".

إن الحال في المخيمات يضغط أكثر ما يضغط على الأطفال والشباب، حيث تعمل منظمات كاليونيسف وشركاء منفذون مثل مؤسسة أم اليتيم للتطوير في تلك المخيمات وفي المستوطنات غير الرسمية لجعل الأمور أقل حدّة على براعم صغيره مثل حوراء كي تندمج مع أقرانها وتحصل على العون الذي تحتاجه لتنمو وتحقق أقصى طاقتها.
"تضطر أمي للعمل لساعات طويلة لتأمين العيش لنا، وحين يتعذر عليها الذهاب للعمل يصبح لزاما عليّ أن أحل محلها كفلاحة في بساتين اللطيفية رغم أن العمل شاق والأجر زهيد. لكنني حافظت على إصراري بالمضي في تعليمي وأصبحت اليوم في الصف الثالث المتوسط، وشاركت أيضاً في مركز حماية الطفل حيث أذهب للتسلية واللعب والدردشة حول المشاكل التي نواجه ونحصل على المساعدة في حلها إلى جانب الدعم الذي نحصل عليه من أجل تعليمنا."

تتمتع حوراء بفضل الدعم الذي يأتي من هذه المبادرات بفرصة رؤية مستقبلها ببصيرة جديدة، قد يكون الكثير من الأطفال والشباب مثلها محرومين منها. سنستمر في اليونيسيف بالوقوف خلف ندائنا كيما يحظى كل صبي وصبية بفرصة متساوية.