إصرار سجى على تطوير حياتها
يوفّر مركز التكافل المجتمعي والعنف القائم على النوع الاجتماعي فرصا للفتيات والشابات
- متوفر بـ:
- English
- العربية
جنوب العراق، 10 كانون الأول (ديسمبر) 2022 – تركت سجى [1]، البالغة من العمر 44 عاما، المدرسة عندما كان عمرها 14 عاما لتتزوج من ماهر، البالغ من العمر 19 عاما. وهي الآن أم لخمسة أطفال، ثلاثة أولاد وبنتان.
وخلال السنوات الخمس الأولى من الزواج، كان ماهر يعمل بصفة عامل بالأجرة اليومية. مع ذلك، لم يكن قادرا على تغطية كافة نفقات الأسرة، وكان عليهم الاعتماد على صهرهم ياسين، من أجل توفير احتياجاتهم الأساسية.
وبعد سنوات قليلة، توقف ماهر عن العمل ولم يكن لدى الأسرة معيل آخر سوى ياسين، مما تسبب في الكثير من الضغط على سجى وأطفالها.
وخلال زواجها، استمرت معاناة سجى حيث استمر زوجها في الاعتداء عليها وعلى الأطفال. وكان عليها الاعتماد على نفسها، وعلى دعم عائلتها لتأمين احتياجات أطفالها لمواصلة دراستهم.
قالت سجى: "لم يكن لدي خيار سوى أن أخبز وأبيع الخبز للناس لكي اضمن بقاء أطفالي في المدرسة، كما أنني سجلت شخصيا في المدرسة وأكملت تعليمي الثانوي."
ولكن في أحد الأيام، تغيرت حياة سجى.
قالت سجى: "عام 2017 ، ذات يوم أثناء وقت الغداء ، كنت أعدّ وجبة سمك في انتظار عودة ماهر إلى المنزل لتناول طعام الغداء. ولكن فور دخول ماهر المنزل ، بدأ بضرب ابني الأكبر ياسر. وبعد الشجار، طرد ماهر ابني ياسر من المنزل".
وتتذكر سجى قائلة: "لقد صُدمت وغضبت جدا. لملمت نفسي ووقفت أمام زوجي وأخبرته أنني لن أترك أطفالي أبدًا - إذا ذهبوا ، سأذهب."
عدة محاولات للمصالحة للم شمل الأسرة باءت بالفشل. قررت سجى مغادرة المنزل مع اطفالها.
وبعد فشل العديد من محاولات المصالحة لأجل لم شمل العائلة. قررت سجى أن تترك المنزل. وبذلك انتهى زواج استمر 25 عاما.
مركز العنف القائم على النوع الاجتماعي يقدّم بعض الاستجمام
ولحسن حظها، علمت سجى عن مركز الإحالة المتعدد الخدمات (MSRC)، في مدينتها في جنوب العراق من عملائها الذين كانت تبيع لهم الخبز.
قالت سجى: "كنت سعيدة جدًا بلقاء المستشارين في المركز. الشيئ الأهم الذي كنت بحاجة إلى الدعم فيه هو الحصول على الوثائق الرسمية لأولادي، والتي حرمنا زوجي منها".
تم تحديد أخصائي اجتماعي لسجى في مجال العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتلقت تدريبا على المهارات الحياتية، ودعما نفسيا اجتماعيا ، فضلاً عن المشورة القانونية.
قالت سجى وهي تبتسم: "أنا الآن أعمل بصفة موظفة في شركة. "
يدعم مركز الإحالة المتعدد الخدمات (MSRC) في جنوب العراق، الذي تموله حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، الفتيات والنساء لمنع العنف القائم على النوع الاجتماعي. ومنذ عام 2021 ، ساعد المركز 450 حالة، نصفها من النساء والفتيات.
وبفضل المساعدة القانونية الذي يقدمها المركز الذي تدعمه اليونيسف، تمكنت سجى من الحصول على الوثائق اللازمة لأطفالها الخمسة.
قالت سجى وهي تضحك: "أنا راضية عن حياتي الآن. أنا سعيدة جدا لأنني حصلت على وثائق أطفالي".
تواصل سجى حلمها بتحسين حياتها وحياة أطفالها.
قالت سجى: "آمل أن يستمر أطفالي في التعلم وتأمين وظائف جيدة. كما أتمنى أيضا أن أتمكن من العمل في هذا المركز لإلهام النساء والفتيات الأخريات للتحدث واتخاذ إجراءات ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي."
_______________________________________________________________________________________
[1] تم تغيير كافة اسماء الافراد لحماية هوايات المعنيين.