الرجال يلعبون دورًا رئيسيًا، وسبّاقًا
المتطوعون الذكور هم ضلعٌ أساسي في المركز التطوعي لتنمية الطفولة المبكرة الذي تدعمه مؤسسة H&M لتعزيز تكافؤ دور الجنسين في مرحلة الطفولة المبكرة
- متوفر بـ:
- English
- العربية
أسوان، مصر- إنها السابعة صباحًا، يسارع الآباء مع أطفالهم إلى المركز التطوعي لتنمية الطفولة المبكرة. مشهد جميل تراه في في قرية سلوا بحري الواقعة في مدينة كوم أمبو بمحافظة أسوان. وعند بوابة المركز، يرحب بالأطفال عبد الرحمن طه، البالغ من العمر تسعة وعشرين عامًا، وهو أحد المتطوعين الشباب من الذكور والذي يبدأ دوره في المركز باستقبال الأطفال من آبائهم.
"لقد كنت متطوعًا في عملية إنشاء وحدة لغسيل الكلى بالقرية، وكان دوري يتمثل في جمع التبرعات. والآن، لم يعد يتعين على المرضى في القرية أن يقطعوا كل هذا الطريق إلى كوم أمبو لتلقي جلسة غسيل الكلى"، هكذا قال عبد الرحمن بفخر. وحين سمع مدير مركز شباب سلوا بحري عن تجربة عبد الرحمن التطوعية المشهود لها بالاحترام والسيرة الحسنة وعن علاقته الطيبة، اتصل به للتطوع في المركز التطوعي لتنمية الطفولة المبكرة والذي تم إنشاؤه حديثًا كجزء من مركز الشباب.
ويقول عبد الرحمن: "قبل أن نبدأ المشروع رسميًا، كان دوري هو إبلاغ الآباء وأولياء الأمور في القرية بشأن المركز التطوعي لتنمية الطفولة المبكرة."
وبفضل جهود عبد الرحمن، تلقى المركز ما يزيد عن سبعين طلبًا للتسجيل والالتحاق. ورغم ذلك، ومن أجل ضمان جودة رعاية الأطفال، تم تصفية الطلبات لتصل إلى ثلاثين طفلًا، مع إعطاء الأولوية لطلبات الالتحاق المقدمة في وقت مبكر وللأطفال الأصغر سنًا.
وينقسم دور عبد الرحمن اليومي إلى استقبال الأطفال، وقيادة التمرينات الرياضية الصباحية اليومية، ومساعدة الميسرة في تنظيم الألعاب التعليمية، فضلًا عن الإشراف على الأطفال. علاوة على ذلك، يقوم عبد الرحمن بعمل إداري مثل متابعة وتسجيل الحضور والسجلات الصحية الخاصة بالأطفال الملتحقين بالمركز. وعن هذا الدور يقول عبد الرحمن: "كل أسبوعين، أقوم وزملائي بتنظيم ندوات وحلقات دراسية للآباء وأولياء الأمور تغطي موضوعات عدة، مثل مراحل الطفولة المختلفة، وكيفية التواصل مع الأطفال في كل مرحلة."
ويتخطى دور عبد الرحمن جدران المركز، فأحيانًا يذهب ليحضر الأطفال الذين لا يستطيع آباؤهم إحضارهم للمركز بسبب متطلبات العمل الخاصة بهم. كما يقوم أيضًا بإجراء زيارات لآباء الأطفال المسجلين بالمركز للاستشارات الشخصية من خلال الاستماع إلى مخاوفهم وأوجه القلق المتعلقة بأطفالهم، وتقديم المشورة في هذا الشأن.
ويتحدث عبد الرحمن عن قناعته بأن الدور الرئيسي للرجل يتمثل في توفير الشعور بالأمان للطفل، فيقول: "يهدأ الأطفال الباكون ويكفون عن البكاء حين أتحدث إليهم لأنهم يشعرون بالأمان."
وعليه، فهو يرى أنه من الضروري وجود شخصية ذكورية في المركز التطوعي لتنمية الطفولة المبكرة.
من بين الأطفال المسجلين في المركز عبد الله الذي فقد والده مؤخرًا. وعن التحاقه بالمركز، تحدث عمه محمد سليمان قائلًا: "لقد قررنا تسجيل عبد الله بالمركز بعد وفاة والده مباشرة، إننا ممتنون لعبد الرحمن الذي تفهم احتياجات عبد الله بعد حرمانه من والده. فمن المهم لصحة عبد الله النفسية أن يتفاعل مع أطفال آخرين وأن يرى رجلًا يتخذه قدوة."
ويقول عبد الرحمن الذي سبق له الدراسة والعمل في مجال الخدمة الاجتماعية والموارد البشرية: "لقد علمتني تجربة العمل التطوعي شخصيًا كيفية التواصل مع الطفل وفهمه في هذه المرحلة، كما أنها أهّلتني لتربية أطفالي في المستقبل."
ومن خلال العمل التطوعي في المركز، يرى عبد الرحمن أنه اكتسب خبرة عملية تركز على التعامل مع الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، وقد عبّر عبد الرحمن عن هذا الأمر بقوله:" إن هدفي الخاص بحياتي المهنية والعملية يتمثل في العمل على تنمية الطفولة المبكرة، سواءً في المدارس أو في المنظمات غير الحكومية."
ويعد المركز التطوعي لتنمية الطفولة المبكرة في مدينة كوم أمبو واحدًا من أوائل المراكز التي تم إنشاؤها في وقت سابق من هذا العام في أسوان. وهو نموذج تجريبي تموله مؤسسة H&M، ووضعت تصميمه منظمة اليونيسف بالشراكة مع وزارة الشباب والرياضة، والجمعية المركزية لرابطة مشرفات دور الحضانة، ووزارة التضامن الاجتماعي. وتستهدف المراكز التطوعية لتنمية الطفولة المبكرة الأطفال ممن تتراوح أعمارهم بين سنتين حتى أربع سنوات. وهي تستخدم المساحات المتاحة بمراكز الشباب، تحت إشراف وزارة الشباب والرياضة، لتعزيز وتشجيع مشاركة الشباب والمجتمع المحلي في بعض المجتمعات الأكثر حرمانًا. ويتمثل الهدف الأولي المقرر في إنشاء خمسة وعشرين مركزًا في ثلاث محافظات، وهي: القاهرة، والإسكندرية، وأسوان.